ثمة ظاهرة تتنامى مثيرة للانتباه والقلق. بعد أن احتفلنا بانتهاء ظاهرة الدعاة الدينيين أطل علينا مجموعة من الرجال والنساء يعملون تحت مظلة العلم الزائف بنفس الأسلوب الذي استخدمه كثير من الدعاة تحت مظلة الدين. كلتا الظاهرتين تعتاشان على مخاوف الإنسان وضعفه وطلبه للمساعدة. طور جماعة ما سمي بالكارما لغة تخصهم هي أقرب إلى الطلاسم ولكن بلغة عربية سليمة. يتحدثون عن مجموعة من القيم والأخلاقيات والقدرات وغيرها من الكلمات التي تستطيع أن تخوض فيها دون معيار أو تعريف. يتحدثون عن الحرية وعن الإرادة وعن الاستحقاق وعن طاقة سلبية وإيجابية فتبدو للإنسان البسيط مبهرة وتنطوي على سلطة لا يمكن تفاديها. عندما يخرج أحدهم ويؤكد أن قانون الكارما لا يختلف عن قانون الجاذبية، كلا القانونين حاضران في حياة الناس. عدم معرفتك بالقانون لا ينفي وجوده ثم يؤكد أن الإنسان واقع تحت تأثير الكارما كما هو واقع تحت قانون الجاذبية. هذه المقارنة الزائفة تسمح للخرافة أن تندس تحت مظلة العلم.
جوهر كلامهم للسيطرة على زبائنهم يوهمك أن ما يصبون إليه هو مساعدتك على تحقيق كل ما تريد تحقيقه. ليس عليك سوى أن تتبعنا وتسجل في دوراتنا.
ظاهرة الكارما ليست عربية. كالعادة انطلقت منذ زمن بعيد في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وامتدت حتى بلغتنا. بدأت بظاهرة أخرى قبل منتصف القرن العشرين بكتاب “كيف تكسب الأصدقاء” لمؤلف أمريكي. يمكن أن أسمي ذلك الكتاب الملطشة بالمعنى الحرفي للكلمة. كل من يريد أن يجلس للنصائح وتوجيه الناس ويرتزق من ضعفهم يلطش منه ما تيسر ويزخرفها بآيات وأحاديث وحكم وأبيات شعر قديمة فكان هذا الكتاب وعدد آخر من الكتب الأمريكية المترجمة الكنوز العظيمة التي عمرت كثيرا من بيوت دعاتنا الأفاضل.
يبدو اليوم أن بوابة الدين فقدت ألقها فتوارى دعاتنا الأفاضل بعد أن أخذوا نصيبهم. حلت كلمة علم مكان كلمة دين. فبقدر ما استغل بعض رجال الدين جلال الدين في تعظيم المكاسب يأتي اليوم نفر من الرجال والنساء ليضعوا كلمة علم مكان كلمة دين مستغلين سلطة العلم على نفوس الناس ويستأنفون المسيرة.
الكارما حسب ما قرأت في قوقل كلمة تنتسب لمنظومة الأديان الهندية هي (أي فعل تقوم به لا بد أن تترتب عليه نتائج تنعكس عليك) ومن هذا التعريف البسيط تنطلق أعتى النظريات. فالإنسان كما يقرر بعضهم يتكون من أجساد كثيرة وليس جسدك المادي المترائي للبصر سوى واحد منها. بمتابعتهم وقراءة الكتب الأمريكية الخرافية تستطيع أن تؤلف نظريات إذا امتلكت القدرة على الثرثرة والزيف وفقدت شيئا من سلطة ضميرك. لك أن تتخيل أن بلغ بأحدهم أن نفى وجود مرض اسمه السرطان ويشكك في الطب الحديث، ويمكنك أن تتعرف على هؤلاء من حملاتهم المعادية للقاح كورونا بل واللقاحات الأخرى.
طبعا لن يترك هؤلاء الرزق الذي خلفه لهم رقاتنا الشرعيون الأفاضل. التفت بعضهم إلى السحر والعين والجن، مؤكدا أنها تحتاج إلى علاج بالطاقة الخلاقة فامتدت أيادي خبراء الكارما لتستولي على بقايا زبائن الرقاة الشرعيين.
في النهاية لا أستطيع أن أقدم نصائح، أخشى أن أقع في نفس الفخ. الأمر مرهون بوعي الإنسان وقدرته على تدبير أمور عقله وقلبه. لن تخلو الدنيا من ضعفاء يطلبون المساعدة ولن تخلو الدنيا من استغلاليين انتهازيين ينتظرون الضحايا البائسين.
جوهر كلامهم للسيطرة على زبائنهم يوهمك أن ما يصبون إليه هو مساعدتك على تحقيق كل ما تريد تحقيقه. ليس عليك سوى أن تتبعنا وتسجل في دوراتنا.
ظاهرة الكارما ليست عربية. كالعادة انطلقت منذ زمن بعيد في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية وامتدت حتى بلغتنا. بدأت بظاهرة أخرى قبل منتصف القرن العشرين بكتاب “كيف تكسب الأصدقاء” لمؤلف أمريكي. يمكن أن أسمي ذلك الكتاب الملطشة بالمعنى الحرفي للكلمة. كل من يريد أن يجلس للنصائح وتوجيه الناس ويرتزق من ضعفهم يلطش منه ما تيسر ويزخرفها بآيات وأحاديث وحكم وأبيات شعر قديمة فكان هذا الكتاب وعدد آخر من الكتب الأمريكية المترجمة الكنوز العظيمة التي عمرت كثيرا من بيوت دعاتنا الأفاضل.
يبدو اليوم أن بوابة الدين فقدت ألقها فتوارى دعاتنا الأفاضل بعد أن أخذوا نصيبهم. حلت كلمة علم مكان كلمة دين. فبقدر ما استغل بعض رجال الدين جلال الدين في تعظيم المكاسب يأتي اليوم نفر من الرجال والنساء ليضعوا كلمة علم مكان كلمة دين مستغلين سلطة العلم على نفوس الناس ويستأنفون المسيرة.
الكارما حسب ما قرأت في قوقل كلمة تنتسب لمنظومة الأديان الهندية هي (أي فعل تقوم به لا بد أن تترتب عليه نتائج تنعكس عليك) ومن هذا التعريف البسيط تنطلق أعتى النظريات. فالإنسان كما يقرر بعضهم يتكون من أجساد كثيرة وليس جسدك المادي المترائي للبصر سوى واحد منها. بمتابعتهم وقراءة الكتب الأمريكية الخرافية تستطيع أن تؤلف نظريات إذا امتلكت القدرة على الثرثرة والزيف وفقدت شيئا من سلطة ضميرك. لك أن تتخيل أن بلغ بأحدهم أن نفى وجود مرض اسمه السرطان ويشكك في الطب الحديث، ويمكنك أن تتعرف على هؤلاء من حملاتهم المعادية للقاح كورونا بل واللقاحات الأخرى.
طبعا لن يترك هؤلاء الرزق الذي خلفه لهم رقاتنا الشرعيون الأفاضل. التفت بعضهم إلى السحر والعين والجن، مؤكدا أنها تحتاج إلى علاج بالطاقة الخلاقة فامتدت أيادي خبراء الكارما لتستولي على بقايا زبائن الرقاة الشرعيين.
في النهاية لا أستطيع أن أقدم نصائح، أخشى أن أقع في نفس الفخ. الأمر مرهون بوعي الإنسان وقدرته على تدبير أمور عقله وقلبه. لن تخلو الدنيا من ضعفاء يطلبون المساعدة ولن تخلو الدنيا من استغلاليين انتهازيين ينتظرون الضحايا البائسين.