في السنوات الأخيرة أميل كثيراً لتأجيل الحديث عن أي أمور تعجبني أو لا تعجبني لفترة زمنية أطول من المعتاد، فأنا أفضل التجرد من الشعور وسطوة الانفعالات بحلوها ومرها حتى تستقر الفكرة في عقلي وتصبح قادرة على العبور للمتلقي بثقة. سأتحدث هنا عن منصة شاهد وقبل أن يخدعك عقلك ويوهمك بالقفز للبحث عن أسماء أو شخصيات فلن أتطرق لهذا، حديثي فقط عن القيمة الإنسانية العليا المتمثلة في مأسسة الفن، وأن تكون منصة شاهد السعودية منصة عالمية منافسة لنتفليكس وغيرها وقد نجحت بالفعل في شهر رمضان المبارك وننتظر منها المزيد، ولعل بعض من الأسئلة ستكون مفيدة للقراء والمهتمين.
من يحدد ما هو الفن؟ وما أدوات الرصد الفني التي يستخدمها صناع الإنتاج المرئي والمسموع والترفيهي بالتحديد؟ ما موقع الوثائقيات في أجندة المنتجين؟ وما مصير مخرجات الأكاديميات الفنية التي سمعنا عنه؟ بصراحة وبدون خجل نحن نعيش فوضى فنية، فالفخامة والمادة تسبق المعنى والروح، بل كثير من الأعمال الدرامية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص أصبحت تكرس البهرجة رغم أن دور الفن نقل أوجه المعاناة أيضا، مشاكل الأسر الثرية وصراخ الممثلين المتكرر مع وجود بعض النماذج الشبه جيدة للمسلسلات العربية المستنسخة من نصوص غربية ومنكهة بلغتنا.
ماذا عن الفن النفسي والاجتماعي؟ لأكون منصفة مهم جداً أن أشيد بالدراما المصرية في العامين الأخيرين والأعمال التي بثتها شاهد، بانفرادها تقريباً بالنوع المعقد (المسلسلات أو الأفلام ذات الجانب النفسي)، أحيي الفن المصري بشدة في تخصيص الكثير من الأعمال التي تناقش أمراض الصحة النفسية والعقلية في قالب اجتماعي راقٍ يليق بالمشاهد الواعي وسأحاول أن أتجنب ضرب أمثلة كي لا أتهم بالتحيز أو المحاباة أو حتى التسويق.
أعود الآن لطرح مقترحات لعلها تفيد الميدان، نحن بحاجة ماسة لرفع جودة الأعمال الفنية ومعرفة حجم السوق والفئات العمرية المستهدفة لكل عمل، التركيز أكثر على الروايات المحلية والتي نالت استحسان النقاد المختصين، التدريب المستمر لوجوه شابة والتطوير اللازم للحالية وتجنب الارتجال قدر المستطاع، ونظرة عابرة على أبرز انتقادات الجماهير ستجد أنها بالغالب على جودة النص وغياب الحبكة الدرامية. أعتقد أننا قد اكتفينا من سماع عبارات جلد الذات والتباكي على السنوات التي كنا نقف فيها بالظل، بل لا تجد من يناقش الفن بهذا الحد من سقف الحرية، نعم، نحن في عصر الحياة والفن أحد أوجهها.
أخيراً، فإن منصة شاهد بحاجة لدعم حقيقي لتوثيق أعمالها ولا يحضرني حالياً سوى منصة سوليوود التي اعتز بوجودها وأعتبرها النواة الفعلية للرصد الفني وأيضاً استمرار المهرجانات السينمائية والفنية وألا تكون مجرد (ردة فعل). فديمومة الأعمال وتمهين الإعلام هي المحك الحقيقي، أخشى أن نصاب بمتلازمة (قصر النفس) وأن نكتفي بنجاح العام والعامين ثم نتوقف! نريد لمنصة كشاهد وأعمالنا المحلية أو حتى المدفوعة والعالمية أن تستمر وبجودة عالية، من حق المشاهد السعودي أن يشاهد ما يحب أن يرى، ومن حق شاهد علينا أيضا أن نقول لهم (برافو) واستمروا.
من يحدد ما هو الفن؟ وما أدوات الرصد الفني التي يستخدمها صناع الإنتاج المرئي والمسموع والترفيهي بالتحديد؟ ما موقع الوثائقيات في أجندة المنتجين؟ وما مصير مخرجات الأكاديميات الفنية التي سمعنا عنه؟ بصراحة وبدون خجل نحن نعيش فوضى فنية، فالفخامة والمادة تسبق المعنى والروح، بل كثير من الأعمال الدرامية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص أصبحت تكرس البهرجة رغم أن دور الفن نقل أوجه المعاناة أيضا، مشاكل الأسر الثرية وصراخ الممثلين المتكرر مع وجود بعض النماذج الشبه جيدة للمسلسلات العربية المستنسخة من نصوص غربية ومنكهة بلغتنا.
ماذا عن الفن النفسي والاجتماعي؟ لأكون منصفة مهم جداً أن أشيد بالدراما المصرية في العامين الأخيرين والأعمال التي بثتها شاهد، بانفرادها تقريباً بالنوع المعقد (المسلسلات أو الأفلام ذات الجانب النفسي)، أحيي الفن المصري بشدة في تخصيص الكثير من الأعمال التي تناقش أمراض الصحة النفسية والعقلية في قالب اجتماعي راقٍ يليق بالمشاهد الواعي وسأحاول أن أتجنب ضرب أمثلة كي لا أتهم بالتحيز أو المحاباة أو حتى التسويق.
أعود الآن لطرح مقترحات لعلها تفيد الميدان، نحن بحاجة ماسة لرفع جودة الأعمال الفنية ومعرفة حجم السوق والفئات العمرية المستهدفة لكل عمل، التركيز أكثر على الروايات المحلية والتي نالت استحسان النقاد المختصين، التدريب المستمر لوجوه شابة والتطوير اللازم للحالية وتجنب الارتجال قدر المستطاع، ونظرة عابرة على أبرز انتقادات الجماهير ستجد أنها بالغالب على جودة النص وغياب الحبكة الدرامية. أعتقد أننا قد اكتفينا من سماع عبارات جلد الذات والتباكي على السنوات التي كنا نقف فيها بالظل، بل لا تجد من يناقش الفن بهذا الحد من سقف الحرية، نعم، نحن في عصر الحياة والفن أحد أوجهها.
أخيراً، فإن منصة شاهد بحاجة لدعم حقيقي لتوثيق أعمالها ولا يحضرني حالياً سوى منصة سوليوود التي اعتز بوجودها وأعتبرها النواة الفعلية للرصد الفني وأيضاً استمرار المهرجانات السينمائية والفنية وألا تكون مجرد (ردة فعل). فديمومة الأعمال وتمهين الإعلام هي المحك الحقيقي، أخشى أن نصاب بمتلازمة (قصر النفس) وأن نكتفي بنجاح العام والعامين ثم نتوقف! نريد لمنصة كشاهد وأعمالنا المحلية أو حتى المدفوعة والعالمية أن تستمر وبجودة عالية، من حق المشاهد السعودي أن يشاهد ما يحب أن يرى، ومن حق شاهد علينا أيضا أن نقول لهم (برافو) واستمروا.