من ضمن أهم التغييرات التي تحدث في السعودية الجديدة هذه الفترة، وبفضل واضح لرؤية ٢٠٣٠، هو تقدير العلم بمعناه الشامل وتشجيع القائمين عليه وإبراز إنجازاتهم وأبحاثهم ومجهودهم، ووضعهم في خانة العلماء الذين يقدمون علما نافعا بعد أن كانوا يصنفون في خانة من يقدمون علما لا ينفع.
وأصبح السعوديون في منتهى الفخر والاعتزاز وهم يرون أولادهم وبناتهم يتنافسون مع عباقرة العالم الصغار وموهوبي العالم في مختلف المجالات العلمية.
ويتضح الجهد المنهجي والعمل المؤسساتي المعني برعاية علماء المستقبل وموهوبي الغد وهو الذي كان من حصاده النتائج المبهرة والمبهجة.
ولم أتمالك نفسي من استرجاع مشهد مأساوي يصور باختصار كيف كان حال التعامل مع العلم ومواضيعه الجادة باستخفاف واستهتار. فمنذ سنوات كان موضوع قيادة المرأة السيارة موضوع الساعة، وكيف أن مجرد التفكير في السماح لها بذلك سيفتح أبواب الفجور وووو. وكان من المعتاد سماع هذه الادعاءات إلا أن هناك من أضاف إلى ذلك بعدا «علميا» وذلك وقت استضافة برنامج حواري على إحدى القنوات الفضائية شخصية أكاديمية قال وقتها إن السماح بقيادة المرأة السيارة سيؤثر سلبا على سلامة مبايضها ويضعف بالتالي حظوظها في الإنجاب.
وأتذكر جيدا حجم صدمتي مما سمعت، وتناقل هذا التصريح وتكريره وكأنه دليل علمي على جدارة منع قيادة المرأة السيارة، متجاهلين أن هذا الكلام لا أساس علميا له في أي مكان في العالم. وهالني صمت المؤسسة الأكاديمية التي كان ينتمي لها صاحب التصريح المشار إليه. وانزعجت بحجم الاستخفاف بقيمة العلم ومكانته لرفع كرامة الإنسان وتطوير جودة حياته في كافة المجالات بدون استثناء. وطبعا حينما توقفت عن الانفعال مع هذا التصريح الغريب والتقطت أنفاسي استرجعت الكثير من المواقف المؤسفة المختلفة التي تعرض إليها الكثير من العلماء وواجهوا تهما بين الكفر والفسق والزندقة.
هناك مقولة بالغة الدلالة والعمق والأهمية لعالم الاجتماع الأشهر ابن خلدون، الذي قال: «كان المفكرون قديما يرون أن اكتشاف العقل للحقيقة ليس أمرا غريبا إنما الغريب هو عجزه عن اكتشافها». وهذه الجملة العبقرية تضع خطا فاصلا بين الجهل والعلم وأن العلوم ما هي إلا تجليات للحق والحقيقة وأن محاولات إخفاء أي منها هي إنكار للحق نفسه.
الاحتفاء بالإنجاز العلمي في السعودية منذ الأجيال الأولى هو تحفيز وتزكية لمكانة وقيمة العلم، الذي يعتبر أحد أهم أسباب رخاء ونمو وتطور المجتمعات، وهذه المسألة مهمة وبحاجة لدعم الجميع لها.
وأصبح السعوديون في منتهى الفخر والاعتزاز وهم يرون أولادهم وبناتهم يتنافسون مع عباقرة العالم الصغار وموهوبي العالم في مختلف المجالات العلمية.
ويتضح الجهد المنهجي والعمل المؤسساتي المعني برعاية علماء المستقبل وموهوبي الغد وهو الذي كان من حصاده النتائج المبهرة والمبهجة.
ولم أتمالك نفسي من استرجاع مشهد مأساوي يصور باختصار كيف كان حال التعامل مع العلم ومواضيعه الجادة باستخفاف واستهتار. فمنذ سنوات كان موضوع قيادة المرأة السيارة موضوع الساعة، وكيف أن مجرد التفكير في السماح لها بذلك سيفتح أبواب الفجور وووو. وكان من المعتاد سماع هذه الادعاءات إلا أن هناك من أضاف إلى ذلك بعدا «علميا» وذلك وقت استضافة برنامج حواري على إحدى القنوات الفضائية شخصية أكاديمية قال وقتها إن السماح بقيادة المرأة السيارة سيؤثر سلبا على سلامة مبايضها ويضعف بالتالي حظوظها في الإنجاب.
وأتذكر جيدا حجم صدمتي مما سمعت، وتناقل هذا التصريح وتكريره وكأنه دليل علمي على جدارة منع قيادة المرأة السيارة، متجاهلين أن هذا الكلام لا أساس علميا له في أي مكان في العالم. وهالني صمت المؤسسة الأكاديمية التي كان ينتمي لها صاحب التصريح المشار إليه. وانزعجت بحجم الاستخفاف بقيمة العلم ومكانته لرفع كرامة الإنسان وتطوير جودة حياته في كافة المجالات بدون استثناء. وطبعا حينما توقفت عن الانفعال مع هذا التصريح الغريب والتقطت أنفاسي استرجعت الكثير من المواقف المؤسفة المختلفة التي تعرض إليها الكثير من العلماء وواجهوا تهما بين الكفر والفسق والزندقة.
هناك مقولة بالغة الدلالة والعمق والأهمية لعالم الاجتماع الأشهر ابن خلدون، الذي قال: «كان المفكرون قديما يرون أن اكتشاف العقل للحقيقة ليس أمرا غريبا إنما الغريب هو عجزه عن اكتشافها». وهذه الجملة العبقرية تضع خطا فاصلا بين الجهل والعلم وأن العلوم ما هي إلا تجليات للحق والحقيقة وأن محاولات إخفاء أي منها هي إنكار للحق نفسه.
الاحتفاء بالإنجاز العلمي في السعودية منذ الأجيال الأولى هو تحفيز وتزكية لمكانة وقيمة العلم، الذي يعتبر أحد أهم أسباب رخاء ونمو وتطور المجتمعات، وهذه المسألة مهمة وبحاجة لدعم الجميع لها.