-A +A
منى المالكي
المسرح فن المباشرة الذي يرفض الحواجز، وما من مخرج أو ممثل بارع إلا وكسر الجدار الرابع؛ ذلك الحائط التخيلي بين الجمهور والممثلين على خشبة المسرح، وهنا تكمن حساسية فن المسرح، فإن كان الشعراء والأدباء لا يحتاجون غير ذواتهم وخبراتهم وأوراقهم وأقلامهم للكتابة والإبداع.. إلا أن «أبو الفنون» يحتاج إلى كثير من التقنيات والمهارات لصناعته.

ولأن المسرحيين لا يحبون الحواجز والجدران، ويقولون في السر والعلن ما يترجمون به تطلعاتهم وأحلامهم، تحقق لهم ما يريدون وهم الآن في الصفوف الأمامية بالاهتمام بهذا الفن «المسرح». فقد أعلنت الجامعات السعودية افتتاح كليات وبرامج تعنى بالتأسيس الأكاديمي والتطبيق القائم على معايير جودة عالمية للنهوض بالمسرح السعودي، وقد عشنا فرحة عارمة بالأمس بالموافقة الكريمة على إنشاء «كلية الفنون» بجامعة الملك سعود التي تركز على المسرح والموسيقى والسينما وغيرها من الفنون لتواكب رؤية المملكة 2030 في برنامج من أهم برامجها «جودة الحياة»، فلا يمكن الاهتمام بهذه الفنون إلا بوجود شراكة حقيقية بين الجامعات ووزارة الثقافة المعنية بتسويق هذه الفنون ولكن بعد تهيئتها أكاديميا وصقل مهاراتها لتؤدي دورها التثقيفي التنويري وقد اكتسبت الوعي المعرفي بذلك الدور.


ويبدأ إيقاع الحياة والأمنيات التي كانوا يتبادلونها المسرحيون والحوارات الجانبية التي كانت تدور بعد نهاية كل عرض مسرحي في الأمل الذي تحقق، والوعد القادم مع الخشبة وهي تستقبل الممثلين وعناصر الفرجة بفرح عارم، مع الاهتمام بنص مسرحي يقاوم ويكشف هموم كاتبه ومجتمعه وتداعيات الإقصاء والتهميش القسري الذي عاشه المسرح السعودي بجرأة كبيرة، فالنص المسرحي يلعب دورا محوريا مهما بجانب الممثلين والإخراج وتقنيات المسرح المختلفة في تقديم المسرح الذي نريد، ولا شيء يمكن أن يحقق ذلك الطموح غير التأمل على خشبة المسرح، حيث العرض يستمر في إثارة الجمهور واستفزازه.