قال «ريكي جيرفيه» في العرض الأول لفيلمه «اختراع الكذب»: «عالم بلا أكاذيب سيكون عالماً رهيباً، وعالم بدون أكاذيب سيكون عالماً بدون خيال».
فحياتنا اليومية مليئة بكل أنواع الأكاذيب وهناك الكذبة البيضاء الصغيرة التي نقوم بها للابتعاد عن المشاكل، وهناك شبكة من الأكاذيب التي يتشابك فيها الناس في بعض الأحيان وقد يتلاسنون ويتماسكون بسببها بالأيادي، سواءً كانوا زملاء أو شركاء أو أصدقاء أو أحبة.
ونحن دائماً ما نقول عن الشخص غير الملتزم الذي يتخلف دائماً عن مواعيده ويكذب فيها، لديه (مواعيد عرقوب)، فهل تعرفون من هو عرقوب ولماذا اقترن اسمه لدى العرب بالكذب والمراوغة؟!
عرقوب هذا أنا مُتأكدة إنه الأخ الأكبر لإنسانة أعرفها، مراوغة وكذابة وفيها من نفس خصاله سبحان الله، فقد كان (عرقوب) إذا أتاه شخص يسأله في أمر ليعطيه، يكذب عليه في المواعيد.
وإذا سأله الشخص عن شيء وعده عرقوب بذلك حتى يطلع النخل، وعندما يطلع النخل يأتيه الرجل على الموعد الذي ضربه له، فيكذب عليه بموعد جديد، وهو حتى أن يبلح النخل!
ولما يبلح النخل يأتي الرجل فيخترع له موعداً جديداً، ويقول لسائله المسكين: إذا أزهى النخل!
ولما يعود إليه إذا أزهى النخل، يقول له: عد إذا رطب النخل، وإذا رطب النخل واعده إذا أثمر النخل!
ويظل هكذا (يُماطل) سائله ويكذب في كل مواعيده ووعوده، ولا يعطي أحداً أي شيء، لذا أصبح عند العرب عرقوب الكذوب.
وبما أن الكذب بالكذب يُذكر؛ هو ليس بعيداً عن رجل كان يبالغ في كلامه بشده، ودائماً يكذب ويقول ما ليس حقيقياً في أي مجلس ومع أصدقائه، وكان ذلك الطبع السيئ يغضب الناس منه ويغيظهم ويشعرهم بالنفور من (خشته).
فأراد يوماً أن يعالج هذا الداء القبيح فاشتكى إلى أحد أصدقائه المقربين، فقال له صديقه: سأجعل بيني وبينك كلمة سر، وسوف أقول لك (إحم) إذا لاحظت أنك تبالغ في الكلام، فتنتبه أنت على الفور وتمتنع عن المبالغة والكذب وتتوقف، فوافق الرجُل على الفور.
وفي يوم من الأيام اجتمع هذا الرجل مع بعض الناس فقال لهم: إنني قد بنيت مسجداً كبيراً طوله عشرة آلاف متر، فقال صديقه: (إحم)، وقاطعه رجل آخر وقال له بتعجب:
(يا الكذوب) عشرة آلاف متر وكم كان عرضه؟!، فرد عليه الرجل الكذاب وقال: متر واحد هو عرضه!
فتعجب الناس وقالوا له: ما هذا يا رجل؟ قل لنا لماذا جعلته ضيقاً إلى هذا الحد وأنت تزعم أن طوله عشرة آلاف متر؟
وهُنا التفت الرجل إلى صديقه وقال له بغيظ شديد: والآن ماذا أفعل يا (فالح)؟! الله يضيقها على من ضيقها علينا، ثم غادر المكان وهو يجر أذيال الخيبة والإحراج.
أذكر في الماضي كانوا يقولون لنا: «عندما تكذب يطول أنفك» وما أكثر ما وضعت يدي على أنفي لأتحسسه، ولكن وعلى كل حال؛ ما يستفاد من هذا المقال لن يفهمه إلا اللبيب صدقوني، وفي شرعي اللبيبُ (بالمقالة) يفهمُ.
(إحم، إحم) !
فحياتنا اليومية مليئة بكل أنواع الأكاذيب وهناك الكذبة البيضاء الصغيرة التي نقوم بها للابتعاد عن المشاكل، وهناك شبكة من الأكاذيب التي يتشابك فيها الناس في بعض الأحيان وقد يتلاسنون ويتماسكون بسببها بالأيادي، سواءً كانوا زملاء أو شركاء أو أصدقاء أو أحبة.
ونحن دائماً ما نقول عن الشخص غير الملتزم الذي يتخلف دائماً عن مواعيده ويكذب فيها، لديه (مواعيد عرقوب)، فهل تعرفون من هو عرقوب ولماذا اقترن اسمه لدى العرب بالكذب والمراوغة؟!
عرقوب هذا أنا مُتأكدة إنه الأخ الأكبر لإنسانة أعرفها، مراوغة وكذابة وفيها من نفس خصاله سبحان الله، فقد كان (عرقوب) إذا أتاه شخص يسأله في أمر ليعطيه، يكذب عليه في المواعيد.
وإذا سأله الشخص عن شيء وعده عرقوب بذلك حتى يطلع النخل، وعندما يطلع النخل يأتيه الرجل على الموعد الذي ضربه له، فيكذب عليه بموعد جديد، وهو حتى أن يبلح النخل!
ولما يبلح النخل يأتي الرجل فيخترع له موعداً جديداً، ويقول لسائله المسكين: إذا أزهى النخل!
ولما يعود إليه إذا أزهى النخل، يقول له: عد إذا رطب النخل، وإذا رطب النخل واعده إذا أثمر النخل!
ويظل هكذا (يُماطل) سائله ويكذب في كل مواعيده ووعوده، ولا يعطي أحداً أي شيء، لذا أصبح عند العرب عرقوب الكذوب.
وبما أن الكذب بالكذب يُذكر؛ هو ليس بعيداً عن رجل كان يبالغ في كلامه بشده، ودائماً يكذب ويقول ما ليس حقيقياً في أي مجلس ومع أصدقائه، وكان ذلك الطبع السيئ يغضب الناس منه ويغيظهم ويشعرهم بالنفور من (خشته).
فأراد يوماً أن يعالج هذا الداء القبيح فاشتكى إلى أحد أصدقائه المقربين، فقال له صديقه: سأجعل بيني وبينك كلمة سر، وسوف أقول لك (إحم) إذا لاحظت أنك تبالغ في الكلام، فتنتبه أنت على الفور وتمتنع عن المبالغة والكذب وتتوقف، فوافق الرجُل على الفور.
وفي يوم من الأيام اجتمع هذا الرجل مع بعض الناس فقال لهم: إنني قد بنيت مسجداً كبيراً طوله عشرة آلاف متر، فقال صديقه: (إحم)، وقاطعه رجل آخر وقال له بتعجب:
(يا الكذوب) عشرة آلاف متر وكم كان عرضه؟!، فرد عليه الرجل الكذاب وقال: متر واحد هو عرضه!
فتعجب الناس وقالوا له: ما هذا يا رجل؟ قل لنا لماذا جعلته ضيقاً إلى هذا الحد وأنت تزعم أن طوله عشرة آلاف متر؟
وهُنا التفت الرجل إلى صديقه وقال له بغيظ شديد: والآن ماذا أفعل يا (فالح)؟! الله يضيقها على من ضيقها علينا، ثم غادر المكان وهو يجر أذيال الخيبة والإحراج.
أذكر في الماضي كانوا يقولون لنا: «عندما تكذب يطول أنفك» وما أكثر ما وضعت يدي على أنفي لأتحسسه، ولكن وعلى كل حال؛ ما يستفاد من هذا المقال لن يفهمه إلا اللبيب صدقوني، وفي شرعي اللبيبُ (بالمقالة) يفهمُ.
(إحم، إحم) !