-A +A
محمد دخيل الله

واجهة الكرة في أي بلد منتخبها الوطني، تنعكس إنجازاته على المستوى المحلي، قد تكون القناعة لدى البعض بأن الدوري القوي يصنع منتخباً أقوى، لكن قد تكون النظرية خاطئة لو شاهدنا الدوري الأقوى في العالم (الدوري الإنجليزي)، ومع ذلك فإنجازات مهد كرة القدم تعتبر لا شيء مقارنة مع من أتى بعدها (لم تحقق بطولة سوى كأس العالم في عام ١٩٦٦).

وبالحديث عن الإنجازات والبطولات التي مرت عليها سنوات وسنوات.. نتحدث عن منتخبنا السعودي الأول الذي حقق آخر بطولة له قارية كأس آسيا في عام ١٩٩٦ (غائب لمدة ٢٦ سنة).. أما إقليميا فكان الفوز بكأس الخليج في ٢٠٠٣ (غائب لمدة ١٩ سنة).. هذا الغياب كانت من خلاله عدة مشاركات في كأس العالم ٦ مرات للتأهل (بما فيها التأهل الأخير لمونديال قطر ٢٠٢٢).

أبرز إنجاز هو الوصول لدور الـ ١٦ في أول مشاركة له عام ١٩٩٤ بأمريكا، حيث فاز المنتخب في مباراتين متتاليتين أمام المغرب وبلجيكا وكسب احترام الجميع حين حل في ترتيب المنتخبات المشاركة في المركز الـ١٢، لكن الانكسار حدث بعد ذلك في مونديال ١٩٩٨ بفرنسا والخروج بخسارتين ونقطة وحيدة أمام جنوب أفريقيا، ولعل المشاركة الثالثة كانت فيها الكارثة الحقيقية حينما نال منتخبنا المركز الأخير في البطولة بصفر من النقاط وبعدم تسجيل أي هدف له وبولوج مرماه ١٢ هدفا من 3 مبارايات.

في مونديال ألمانيا ٢٠٠٦ تحسن الحال بتعادل مع تونس وخسارتين، وكان ترتيب المنتخب النهائي في هذه المشاركة في المركز الـ ٢٨ بين المنتخبات المشاركة..!

ليدخل منتخبنا في الدوامة ويغيب عن مونديالي جنوب أفريقيا ٢٠١٠ والبرازيل ٢٠١٤، ويتأهل بعد ذلك لمونديال روسيا ٢٠١٨ وسط آمال كبيرة بقدرة المنتخب الذي صنعه اتحاد أحمد عيد (أول رئيس للاتحاد السعودي لكرة القدم بالانتخاب) والمدرب الهولندي فان مارفيك في أن يتخطى على الأقل دور المجموعات مع إمكانية ذهابه بعيداً، لكن الصدمة كانت من البداية، ومن مباراة الافتتاح أمام روسيا المضيفة والخسارة القاسية بخماسية نظيفة لم يخفف من وقعها حتى الفوز بالدقائق الأخيرة أمام مصر، فقد كانت الخسارة قبلها من الأوروغواي ليخرج المنتخب من هذا المونديال في المركز الـ ٢٦ من بين ٣٢ منتخباً مشاركاً.

وليأتي التأهل مجدداً لمونديال قطر ٢٠٢٢ وسط آمال معقودة مجدداً بمنتخب يقدم أداء مشرفاً. نعم بالنهاية هناك منتخبات أقوى وهي التي ستتصارع على الفوز باللقب ولكن أن تكون الحلقة الأضعف دائماً فهنا قد تكون معاناة الجميع من منتخب يقدم له كل الدعم من القيادة الرشيدة لكنه بلا نتائج..!

ولعل جرس الإنذار قد أتى قبل ٥ أشهر من بداية المونديال ومعسكر إسبانيا الذي كان سيئاً بكل المقاييس بداية من اختيار ملعب (نويفا كوندومينا) غير المؤهل والمعتمد أوروبياً لإقامة المباريات، نهاية مع أداء باهت ومنتخب مفكك وبلا هوية.. يكفي بأن تعلم بأننا لم نسجل خلال مباراتين أي هدف ولم نسدد على مرمى المنتخبين الكولومبي والفنزويلي سوى خمس تسديدات.. فهل تتكرر الفاجعة مجدداً في الـ ٢٢ من نوفمبر أمام الأرجنتين ومن بعدها بولندا والمكسيك..؟!