-A +A
حسين شبكشي
هناك عنصر مشترك بين انتشار جائحة كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية وغزو روسيا لأوكرانيا وهبوط النادي الأهلي إلى دوري الدرجة الأولى لأول مرة في تاريخه، وهذا العنصر يمكن تلخيصه في سوء إدارة الأزمة.

فسوء إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لأزمة جائحة كوفيد-١٩ واستخفافه الشديد بها وعدم اعترافه بأهمية وضرورة ارتداء الكمامة للحماية، بل والاستهزاء بمن يفعل ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لتلقي جرعات اللقاح المطلوبة، كل ذلك أدى إلى خروج الوضع عن السيطرة وانهار معها الوضع الاقتصادي بشكل خطير مع ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات، وأدى ذلك إلى خسارته للانتخابات الرئاسية الأخيرة.


ونفس الشيء من الممكن أن يقال بحق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي لم يوفق في أن يدير أزمة بلاده مع روسيا فتورط في حرب غير متوافقة أبدا خسائر بلاده فيها غير بسيطة كان من الممكن تفادي الكثير منها بإدارة أفضل للأزمة.

وهذا أيضا أقل ما يقال بحق الأداء الكارثي لإدارة النادي الأهلي، الذي كان له الدور الأعظم والسبب الأكبر في هبوط النادي العريق إلى دوري الدرجة الأولى للمرة الأولى. هذا النادي الذي عرف بأنه قلعة الكؤوس والملكي وفرقة الرعب والراقي وسفير الوطن هبط إلى الدرجة الأولى. شيء لا يصدق ولكنه كان متوقعا مع التخبط الرهيب الذي عاشته الإدارة منذ تسلمها مهام المسؤولية. فجاءت بمدرب شديد التواضع لا يملك أي مسيرة ناجحة، ولا فكر كرويا إبداعيا، وإدارة فنية لا تاريخ لها وإنما اعتمد فيها مبدأ أهل الثقة وليس أهل الكفاءة نتج عن ذلك تخبط في الأداء وصفقات وهمية للاعبين مشهورين وصفقات فاشلة للاعبين بأنصاف موهبة لم تستمع الإدارة لمن فاقوهم خبرة ودراية وحنكة وحكمة وتجربة من لاعبين وإداريين ومدربين سابقين وهم يحذرون من النهج الإداري العقيم المتبع ونهايته الكارثية المتوقعة. كان لهبوط النادي الأهلي إلى دوري الدرجة الأولى وقع مؤلم جدا على المستوى الشخصي، فأنا أشجع الأهلي منذ طفولتي ولعبت في مركز حراسة المرمى في فئة البراعم تحت إدارة المدرب الوطني عمر عبد الرزاق، زاملت فيها اثنين من عمالقة الكرة السعودية لاحقا الأخوين حسام وباسم أبو داود، ثم كنت أحد أعضاء مجلس الشرف وكنت عضوا في مجلس إدارة النادي برئاسة الأمير الراحل عبدالله بن فيصل بن تركي رحمه الله. عاشرنا إدارات مختلفة ومستويات متفاوتة وأقول بكل ثقة لم تمر في تاريخ النادي الأهلي إدارة أسوأ من الإدارة الحالية. كان صعبا جدا أن تكون أهلاويا هذه السنة ولكن الأصعب هو الاستمرار في نفس الخطأ. من أهم الدروس الإدارية التي تتبع هو أنه لا يمكن الإصلاح بنفس العناصر ونفس الأسلوب الذي تسبب في الخراب. الأهلي يستحق أفضل من ذلك.