بالرغم من ميزان القوى الذي يميل بشدة لصالح الجانب الروسي في الصراع المندلع على الأرض الأوكرانية، وبالرغم من تحقيق موسكو لتقدم ثابت وإن كان بطيئاً، إلا أن العالم وعلى رأسه الغرب اكتشف خلال فترة وجيزة أن روسيا ـ بوتين تمتلك سلاحاً أكثر أهمية وأثقل على كاهل الدول الغربية وللأسف على كثير من الدول على مستوى العالم، ألا وهو السلاح الاقتصادي. وفي هذا السلاح نحن نتحدث عن شقين: الأول وهو قطاع الطاقة، بالرغم من أن روسيا ليست المنتج الوحيد، ولكن من الواضح أنها وضعت استراتيجية جعلت هذا القطاع يضغط بشدة على الدول الغربية، وخصوصاً على الجانب الأوروبي، وبالرغم من الصورة التي يرسمها الغرب عن نفسه ويحاول تسويقها إلى بقية أجزاء العالم بأنه الطرف الأكثر ذكاء وحنكة والذي يخطط للمستقبل ويضع بعين الاعتبار كل المفاجآت، إلا أن هذه الصورة ثبت أنها صورة كاريكاتيرية لا تقارب الواقع. أوروبا التي تمثل قلب العالم الغربي وأساس نهضته تعاملت بسذاجة مع قطاع الطاقة الروسي، فكانت عملياً تضع رقبتها رويداً رويداً تحت مقصلة الغاز الروسي، كانت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل تنظر إلى الغاز الرخيص المنساب من روسيا باعتباره تحصيل حاصل، فضلاً عن البترول والفحم. حتى تلك الدول التي لا تستورد النفط أو الغاز الروسي، فقد استفاق مواطنوها على غلاء في أسعار المواد الأساسية وعلى رأسها المحروقات التي تعتبر العصب المحرك للاقتصاد. لتر البنزين ارتفع في الولايات المتحدة الأمريكية من دولارين إلى ما تجاوز الخمسة دولارات وهذا مثال ضمن عدد كبير من الأمثلة. أما الشق الثاني فهو الأمن الغذائي، فقد أشاع الغرب فكرة بسيطة وساذجة أن المهم بالنسبة للفرد هو ما يشاهده على الشاشة، وأن تكون لديه شاشة بأعلى المقاييس، وأن يتحول العالم إلى شاشة تسلب الشعوب كل شيء حتى التفكير بأساسيات حياتها، ثم جاء البنك الدولي ليقنع شعوباً عدة بأن زراعة الفراولة والأفوكادو أهم من زراعة القمح والذرة، لأنها ببساطة أغلى، بعيداً عن حاجات الشعوب وأولوياتها. ها هو العالم يدفع ثمن الاستراتيجيات التي رسمها الغرب والمؤسسات الدولية المسيطر عليها غربياً.
يحاول الغرب أن يقنع دولنا وشعوبنا بأن المهم هو الوقوف في وجه بوتين ومقاطعته وحشره في الزاوية. لكن هذا الغرب نفسه لم يجد حتى الآن حلولاً ناجعة لمشكلة الطاقة لديه، وكذلك للتضخم وغلاء الأسعار والأزمة الغذائية العالمية. السؤال الذي يسأله المواطن البسيط في منطقتنا وفي أصقاع واسعة من العالم: إذا كان الصراع في أوكرانيا هو صراع استراتيجي بين الغرب وكل من روسيا والصين، لماذا عليّ أنا أن أنحاز إلى هذا الطرف أو ذلك؟ بل وأدفع ثمن ذلك نقصاً في الغذاء والوقود! خصوصاً أن بوتين بات يستخدم شاشات الغرب ليشاهد نظراءه الغربيين واقعين في حيص بيص في التعامل مع أزمات باتت تأتي مجتمعة، حتى السخرية من عضلات بوتين كانت نكتة سمجة، لم تضحك أحداً.
بالمناسبة غالباً ما يصور الغرب العالم العربي على أنه صحراء وخيمة وجمل، فهل أتاكم حديث المملكة وهي كما ورد في موقع ويكبيديا، (تركز الزراعة في السعودية على الاكتفاء الذاتي وكذلك تصدير القمح والتمور ومنتجات الألبان والبيض والأسماك والدواجن والفواكه والخضراوات والزهور إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم)؟ وفي موضع آخر يقول الموقع: (حققت السعودية اكتفاءً ذاتياً وفائض إنتاج بنسبة 110% - 120% في محاصيل عدة كالبطاطس والباذنجان، الخيار، الباميا، بيض المائدة والحليب الطازج إلى جانب التمور، والتي تحتل السعودية المركز الثاني في إنتاجها عالمياً. وقد بلغ عدد الأشجار الدائمة بالمملكة (عدا النخيل) نحو 26 مليون شجرة منها أكثر من 18 مليون شجرة مثمرة تجاوز إنتاجها 600 ألف طن، فيما بلغ عدد أشجار النخيل أكثر من 30 مليون نخلة أنتجت نحو 1.4 مليون طن في عام 2017).
يحاول الغرب أن يقنع دولنا وشعوبنا بأن المهم هو الوقوف في وجه بوتين ومقاطعته وحشره في الزاوية. لكن هذا الغرب نفسه لم يجد حتى الآن حلولاً ناجعة لمشكلة الطاقة لديه، وكذلك للتضخم وغلاء الأسعار والأزمة الغذائية العالمية. السؤال الذي يسأله المواطن البسيط في منطقتنا وفي أصقاع واسعة من العالم: إذا كان الصراع في أوكرانيا هو صراع استراتيجي بين الغرب وكل من روسيا والصين، لماذا عليّ أنا أن أنحاز إلى هذا الطرف أو ذلك؟ بل وأدفع ثمن ذلك نقصاً في الغذاء والوقود! خصوصاً أن بوتين بات يستخدم شاشات الغرب ليشاهد نظراءه الغربيين واقعين في حيص بيص في التعامل مع أزمات باتت تأتي مجتمعة، حتى السخرية من عضلات بوتين كانت نكتة سمجة، لم تضحك أحداً.
بالمناسبة غالباً ما يصور الغرب العالم العربي على أنه صحراء وخيمة وجمل، فهل أتاكم حديث المملكة وهي كما ورد في موقع ويكبيديا، (تركز الزراعة في السعودية على الاكتفاء الذاتي وكذلك تصدير القمح والتمور ومنتجات الألبان والبيض والأسماك والدواجن والفواكه والخضراوات والزهور إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم)؟ وفي موضع آخر يقول الموقع: (حققت السعودية اكتفاءً ذاتياً وفائض إنتاج بنسبة 110% - 120% في محاصيل عدة كالبطاطس والباذنجان، الخيار، الباميا، بيض المائدة والحليب الطازج إلى جانب التمور، والتي تحتل السعودية المركز الثاني في إنتاجها عالمياً. وقد بلغ عدد الأشجار الدائمة بالمملكة (عدا النخيل) نحو 26 مليون شجرة منها أكثر من 18 مليون شجرة مثمرة تجاوز إنتاجها 600 ألف طن، فيما بلغ عدد أشجار النخيل أكثر من 30 مليون نخلة أنتجت نحو 1.4 مليون طن في عام 2017).