الصحوة فكر إخواني متطرف في جوهره، ومتغير في مظهره حسب الظرف الزماني والمكاني المتاح لاحتضانه، وفي الوقت الذي نتخلص فيه من هذا الفكر البغيض ونحاول تأبينه بشتى الطرق تتجدد سبل تسلله بين أطياف المجتمع وحسب ظروف المرحلة الآنية بشكل حضاري أكثر تأنقاً وأقل تطرفاً وأهدأ لغةً، ولكن اللافت أن صوت الصحوة القديم بذات المظهر الرجعي المقيت والتشدد الفقهي والفتاوى الفنتازية بدأت تتشكل من خلف الحدود لتتخطاها بسلاسة إلى العقول المهيأة للأدلجة والعاطفة الخصبة للانسياق من جديد.
في الوقت الذي سعت فيه الدولة لإغلاق كل منابر التطرف واجتثاث مغذياته ومحاسبة دعاته، تلاقي فتاوى أحد الدعاة في دولة مجاورة زخماً وإقبالاً مقلقاً في مجتمعنا، يجعلنا لا نأمل كثيراً في اتساع مساحة الوعي تبعاً للمتغيرات المرتبطة بجهود الدولة لإعادة المجتمع لما كان عليه قبل الصحوة من اعتدال واستقامة ووسطية، وهذا ليس بمبالغة بل واقع تترجمه فتاوى الداعية التي لم تتحطم على حائط الوعي الذي توقعناه للأسف، بل اصطدمت بعاطفة لا تزال هشة وبيئة اجتماعية لا تزال خصبة لأي فكر ينبت فيها ويجرفها إلى مزالق فكرية جديدة، بدلالة دفاع الغوغاء عن أفكار هذا الداعية بشراسة، وكأن الصحوة ماثلة أمامنا في عز زخمها وقوة تأثيرها!
لست من المتشائمين، ولكن في ما يتعلق بالوعي الجمعي تجاه الفكر الصحوي فيؤسفني جداً أنني لا ألمس أملاً كبيراً بذلك، ويبدو أن الطريق أمامنا طويل جداً لتحقيق الكم الكافي من التحصين ضد أي أفكار متطرفة (طارئة)، فالحصانة الفكرية لن تتحقق على المستوى القريب وتحتاج للمزيد من تظافر الجهود والضخ المؤسسي والإعلامي لتحفيز الوعي وتحريك العقول إلى مساحات أبعد من الترفيه والانفتاح ومجالات التغيير، وكلها في الواقع أمور صحية، ولكن المرحلة تحتاج أيضاً إلى إنعاش الفكر وتصحيح الموروثات الفقهية التي حلت محل الدين الحقيقي المعتدل، بل وتمادت إلى تجريم من اتخذ كتاب الله (القرآن الكريم) وأحكامه شريعة له، فالداعية الذي يبث فتاواه المتطرفة يكفر من أسماهم بـ(القرآنيون)، الذين يلجأون للقرآن في تفسيراته وأحكامه ويضمهم في خانة الملحدين والكفار، كما ويحرم الاختلاط بين الجنسين، ليس على أرض الواقع فحسب بل في المجموعات الافتراضية كقروبات العمل والدراسة في الواتساب، والكثير من الفتاوى التي تعيدنا إلى مربع الصحوة الأول، وتعيدنا أيضاً إلى هشاشة العقول وإمكانية اقتيادها إلى «غفوات» أخرى بذات الأدوات واللغة المتطرفة!
في الوقت الذي سعت فيه الدولة لإغلاق كل منابر التطرف واجتثاث مغذياته ومحاسبة دعاته، تلاقي فتاوى أحد الدعاة في دولة مجاورة زخماً وإقبالاً مقلقاً في مجتمعنا، يجعلنا لا نأمل كثيراً في اتساع مساحة الوعي تبعاً للمتغيرات المرتبطة بجهود الدولة لإعادة المجتمع لما كان عليه قبل الصحوة من اعتدال واستقامة ووسطية، وهذا ليس بمبالغة بل واقع تترجمه فتاوى الداعية التي لم تتحطم على حائط الوعي الذي توقعناه للأسف، بل اصطدمت بعاطفة لا تزال هشة وبيئة اجتماعية لا تزال خصبة لأي فكر ينبت فيها ويجرفها إلى مزالق فكرية جديدة، بدلالة دفاع الغوغاء عن أفكار هذا الداعية بشراسة، وكأن الصحوة ماثلة أمامنا في عز زخمها وقوة تأثيرها!
لست من المتشائمين، ولكن في ما يتعلق بالوعي الجمعي تجاه الفكر الصحوي فيؤسفني جداً أنني لا ألمس أملاً كبيراً بذلك، ويبدو أن الطريق أمامنا طويل جداً لتحقيق الكم الكافي من التحصين ضد أي أفكار متطرفة (طارئة)، فالحصانة الفكرية لن تتحقق على المستوى القريب وتحتاج للمزيد من تظافر الجهود والضخ المؤسسي والإعلامي لتحفيز الوعي وتحريك العقول إلى مساحات أبعد من الترفيه والانفتاح ومجالات التغيير، وكلها في الواقع أمور صحية، ولكن المرحلة تحتاج أيضاً إلى إنعاش الفكر وتصحيح الموروثات الفقهية التي حلت محل الدين الحقيقي المعتدل، بل وتمادت إلى تجريم من اتخذ كتاب الله (القرآن الكريم) وأحكامه شريعة له، فالداعية الذي يبث فتاواه المتطرفة يكفر من أسماهم بـ(القرآنيون)، الذين يلجأون للقرآن في تفسيراته وأحكامه ويضمهم في خانة الملحدين والكفار، كما ويحرم الاختلاط بين الجنسين، ليس على أرض الواقع فحسب بل في المجموعات الافتراضية كقروبات العمل والدراسة في الواتساب، والكثير من الفتاوى التي تعيدنا إلى مربع الصحوة الأول، وتعيدنا أيضاً إلى هشاشة العقول وإمكانية اقتيادها إلى «غفوات» أخرى بذات الأدوات واللغة المتطرفة!