حينما أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عن الأولويات الوطنية الأربع للبحث والتطوير والابتكار في السعودية وهي: صحة الإنسان، واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المُستقبل، في إطار تعزيز تنافسية المملكة العلمية استحضرت في ذهني فوراً مفاهيم التمكين الصحي والتأمل في «صحة الإنسان» كونها الأساس واللبنة لبقية الأولويات كافة فلا يمكن ان ننطلق للمستقبل دون أن نقف وقفة جادة في هذا المحور، واخترت أن أركز على محور صحة الرجل كأولوية بحثية ليس للترويج للفكرة بقدر ما هي قناعة لازمتني منذ وفاة والدي، رحمه الله رحمة واسعة.
إن الحديث عن صحة الرجل السعودي في الفضاء الاجتماعي بالغالب يرافقها الكثير من التندر والقليل من التبصر، ناهيك عن المعارك الوهمية والمفتعلة بين الجنسين وكأنهم في حرب، وأيضاً إن الحديث عن التمكين كأداة للجنسين شبه غائب، وذلك بسبب التأخر والجهل المفرط بالنظريات الاجتماعية كالنسوية والبناء الاجتماعي التي انطلق منها في أبحاثي ودراستي، كل هذا جعلنا بشكل أو بآخر نخسر المعركة مؤقتاً سواء في تفسير العدائية النفسية بين المرأة والرجل أو الثقل النفسي على الرجل السعودي وقلقه ومخاوفه. ولنقل إن الصحة النفسية هي القاعدة التي تحتاج أن تنطلق منها الدراسات الوطنية وما يتعرض له من تنميط ومعاناة إنسانية بتكليفه أكثر مما يجب وتحميله فوق طاقته، رغم ذلك يلتزم الرجل السعودي بالسلوم والعلوم الغانمة ويعاني (ولا يبكي كنه مره) فهو محاصر بين هموم يومه وبين ماضيه المليء بالمتطلبات ومستقبله المرهون برصيده البنكي!
تماما كالمرأة، فإن الرجال يعانون من التنميط، ويصبح الوضع أخطر حينما يأتي الوضع لصحته، فهو مضطر للمجاملة وتناول الأطعمة شديدة الضرر والحلويات، ولعل أبرز الأمراض التي يعاني منها الرجال لدينا مرض السكري والكوليسترول والمتصلة بشكل مباشر بنمط الحياة غير الصحي. بل قد يعاب عليه الذهاب للتمرين أو ربما ينتقص من رجولته إن امتنع عن الطعام! في محضر (الرياجيل). الكرم وتبعاته والخسائر الاقتصادية محور بحث كامل ومسكوت عنه، وإن طرح يتم طرحه كصراع اجتماعي وليس كمشكلة حقيقية تتطلب الحوار بين الشريكين والمصارحة قبل الارتباط والإنجاب، وبالمناسبة فإنه يندر أن تتم مشاورة الرجل لدينا برغبة المرأة بالحمل، وكأنه ملزم بتحمل رغباتها وإذا جاء هذا الطفل أصبحت مصاريفه محل خلاف ونزاعات تنتهي غالباً في المحكمة.
نعم من حق الرجل علينا كمجتمعات علمية أن ننصفه وأن ننطلق من الأبحاث لدراسة واقعه، وما يمكن أن يقدم له من دعم وتمكين، فالتمكين يكون للجنسين وهو كما تعرفون تمكين نفسي وصحي واجتماعي واقتصادي وثقافي. و حتى يتحقق تمكين المرأة فلا بد من تمكين الرجل أيضاً؛ والذي أعنيه أن يشعر هذا الطرف المهمش معنوياً بأنه مهم وكل ما قدمه قديماً ولاحقاً ذو قيمة مقدرة، وصحته مهمة وألا يتردد بطلب المساعدة، وأن تراعي المرأة أيضا الخطابات الثقافية وتعيد رسم علاقتها مع شريكها بهدوء ووفق رؤيتها ورؤيته ونضج ووعي.
اليوم لا يوجد داعٍ للصراعات والمهاترات، ولا توجد حجة للعدائية التي نراها في ساحات التواصل الاجتماعي، الوطن بحاجة للجميع والجميع بحاجة للأمن والاستقرار وأن ننصرف لما هو أهم.
أخيراً فإن نجاح الأبحاث العلمية بشكل عام والإنسانية بشكل خاص يعتمد على العقول العبقرية والموضوعية والمتجردة؛ التي لا تنحاز لجنس دون آخر ولا تضلل الرأي العام بقراءات ساذجة وشعارات مفلسة. نحن اليوم نقف سواسية أمام قادتنا، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية التي منحونا إياها، الاستدامة والريادة والمستقبل لا تتحقق إلا بصحة الجميع، متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية وكونوا بخير.
إن الحديث عن صحة الرجل السعودي في الفضاء الاجتماعي بالغالب يرافقها الكثير من التندر والقليل من التبصر، ناهيك عن المعارك الوهمية والمفتعلة بين الجنسين وكأنهم في حرب، وأيضاً إن الحديث عن التمكين كأداة للجنسين شبه غائب، وذلك بسبب التأخر والجهل المفرط بالنظريات الاجتماعية كالنسوية والبناء الاجتماعي التي انطلق منها في أبحاثي ودراستي، كل هذا جعلنا بشكل أو بآخر نخسر المعركة مؤقتاً سواء في تفسير العدائية النفسية بين المرأة والرجل أو الثقل النفسي على الرجل السعودي وقلقه ومخاوفه. ولنقل إن الصحة النفسية هي القاعدة التي تحتاج أن تنطلق منها الدراسات الوطنية وما يتعرض له من تنميط ومعاناة إنسانية بتكليفه أكثر مما يجب وتحميله فوق طاقته، رغم ذلك يلتزم الرجل السعودي بالسلوم والعلوم الغانمة ويعاني (ولا يبكي كنه مره) فهو محاصر بين هموم يومه وبين ماضيه المليء بالمتطلبات ومستقبله المرهون برصيده البنكي!
تماما كالمرأة، فإن الرجال يعانون من التنميط، ويصبح الوضع أخطر حينما يأتي الوضع لصحته، فهو مضطر للمجاملة وتناول الأطعمة شديدة الضرر والحلويات، ولعل أبرز الأمراض التي يعاني منها الرجال لدينا مرض السكري والكوليسترول والمتصلة بشكل مباشر بنمط الحياة غير الصحي. بل قد يعاب عليه الذهاب للتمرين أو ربما ينتقص من رجولته إن امتنع عن الطعام! في محضر (الرياجيل). الكرم وتبعاته والخسائر الاقتصادية محور بحث كامل ومسكوت عنه، وإن طرح يتم طرحه كصراع اجتماعي وليس كمشكلة حقيقية تتطلب الحوار بين الشريكين والمصارحة قبل الارتباط والإنجاب، وبالمناسبة فإنه يندر أن تتم مشاورة الرجل لدينا برغبة المرأة بالحمل، وكأنه ملزم بتحمل رغباتها وإذا جاء هذا الطفل أصبحت مصاريفه محل خلاف ونزاعات تنتهي غالباً في المحكمة.
نعم من حق الرجل علينا كمجتمعات علمية أن ننصفه وأن ننطلق من الأبحاث لدراسة واقعه، وما يمكن أن يقدم له من دعم وتمكين، فالتمكين يكون للجنسين وهو كما تعرفون تمكين نفسي وصحي واجتماعي واقتصادي وثقافي. و حتى يتحقق تمكين المرأة فلا بد من تمكين الرجل أيضاً؛ والذي أعنيه أن يشعر هذا الطرف المهمش معنوياً بأنه مهم وكل ما قدمه قديماً ولاحقاً ذو قيمة مقدرة، وصحته مهمة وألا يتردد بطلب المساعدة، وأن تراعي المرأة أيضا الخطابات الثقافية وتعيد رسم علاقتها مع شريكها بهدوء ووفق رؤيتها ورؤيته ونضج ووعي.
اليوم لا يوجد داعٍ للصراعات والمهاترات، ولا توجد حجة للعدائية التي نراها في ساحات التواصل الاجتماعي، الوطن بحاجة للجميع والجميع بحاجة للأمن والاستقرار وأن ننصرف لما هو أهم.
أخيراً فإن نجاح الأبحاث العلمية بشكل عام والإنسانية بشكل خاص يعتمد على العقول العبقرية والموضوعية والمتجردة؛ التي لا تنحاز لجنس دون آخر ولا تضلل الرأي العام بقراءات ساذجة وشعارات مفلسة. نحن اليوم نقف سواسية أمام قادتنا، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية التي منحونا إياها، الاستدامة والريادة والمستقبل لا تتحقق إلا بصحة الجميع، متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية وكونوا بخير.