عرف السعوديون اليونان من خلال رخام «التاسوس»، الذي يعد واحدا من أنقى الأحجار الطبيعية في العالم وأكثرها صلابة، ويمتاز بقدرته على مقاومة الحرارة والاحتفاظ بالبرودة، ما جعله الرخام المفضل لفرش أرضيات الحرمين الشريفين به وخاصة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة، ويأتي رخام التاسوس من جزيرة تاسوس شمال اليونان.
لقد اضطرت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين أن تكشف عن السبب الكامن وراء برودة رخام الحرم المكي الشريف التي أثارت نقاشات عديدة، مرجعة ذلك إلى نوع الرخام الطبيعي المستخدم المسمى «التاسوس»، لافتة إلى أن هذا النوع من الرخام نادر الوجود يتم استيراده خصيصاً للحرمين من جبال اليونان.
وقال مقطع الفيديو الذى نشرته الرئاسة، إن «هذا النوع من الرخام يصل سمكه إلى 5 سنتيمترات، ويتميز عن غيره بكونه يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل، ما يجعله دائم البرودة في فترة الحر».
لقد لامس السعوديون وملايين المسلمين الآخرين أرض اليونان واقتربوا من جودة حجرها الأملس في أقدس أقداسهم، وبقيت العلاقة هكذا لا تتجاوز تجارة الرخام وبعض الأغنياء الذين يزورون الجزر اليونانية صيفا، لكن السعوديين واليونانيين أدركوا أن ما يجمعهم أكثر من ذلك بكثير، فكلاهما ينطلق من إرث حضاري وغزارة نادرة، فالسعودية بيت الحكمة العربية، واليونان مهد الفلسفة الإنسانية.
لخص الأمير محمد بن سلمان طموحات البلدين في كلمته أمام رئيس الوزراء اليوناني عندما قال: لقد وعدتكم أني لن آتي بيدين خاليتين، بالفعل جاء الأمير وطاقم إدارته ومعهم سلة استثمارية ومشاريع كبرى ستحول العلاقة بين البلدين إلى استراتيجية، كما أكد البيان الرسمي الذي صدر نهاية الزيارة.
اليونان البلاد الصغيرة في جنوب القارة الأوروبية والأكثر قربا من العالم العربي، لم تقدم نفسها كمصدر للرخام فقط، بل كانت على مدى مئات السنين أهم مخزن للإرث الإنساني في أوروبا، واحتفظت بمعاقل الإنسانية المبكرة بين أحجارها وأعمدتها العملاقة.
لم يكن اختيار الأمير محمد بن سلمان أثينا لتكون بوابته لأوروبا إلا رسالة بالغة الوضوح، فالأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت المحن والمصالح تتقدم على المجاملات، والسعوديون لا ينسون أصدقاءهم الحقيقيين.
لقد قدمت اليونان نفسها للسعوديين واحدة من أنبل أصدقائها، فعندما قامت الإدارة الأمريكية الحالية «المتطرفة» بسحب بطاريات باتريوت من السعودية فور تسلمها سدة الحكم بحجة الحياد في الحرب على الحوثيين، - وهي للتذكير بطاريات دفاعية وليست هجومية مهمتها إسقاط الصواريخ الإيرانية الحوثية القادمة باتجاه الأعيان المدنية والمدن المكتظة والمطارات بل والحرم المكي الشريف، وليست هجومية تطلق باتجاه المدنيين اليمنيين -، قامت اليونان النبيلة بإرسال منظومتها من بطاريات الباتريوت مع أطقمها ونشرتها في السعودية للمشاركة في التصدي للإرهاب «الحوثي الإيراني»، بالرغم من أن اليونان تعيش هي الأخرى في تحديات عسكرية في محيطها الجغرافي، ومع ذلك كانت مبادرة شجاعة، فعل عكسها من كان حليفا في البيت الأبيض.
العلاقات السعودية اليونانية ستكون علامة فارقة في الغرب، فاليونان بلاد بكر وجاهزة لأن تكون منصة استثمارية سعودية متقدمة في أوروبا، وهي بخلاف تركيا أو فرنسا أو ألمانيا، ليست لديها عقد أيديولوجية سياسية، كما أنها تمتاز بتواضعها لا تحمل في سياساتها تعالي أوروبا المعروف وتنمرهم على جنوب البحر الأبيض المتوسط.
السعوديون يملكون الطاقة والطموح والاستثمارات المالية الضخمة، واليونانيون يملكون الأراضي الصالحة والموقع الاستراتيجي والنبل السياسي النادر هذه الأيام، ولذلك ستكون اليونان بوابة النفط والغاز السعودي إلى أوروبا خلال العقود القادمة، وستعلو كلمتها في الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية، بعد أن كانت مجرد دولة متلقية للتبرعات الألمانية وبعض مساعدات الجيران.
لقد اضطرت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين أن تكشف عن السبب الكامن وراء برودة رخام الحرم المكي الشريف التي أثارت نقاشات عديدة، مرجعة ذلك إلى نوع الرخام الطبيعي المستخدم المسمى «التاسوس»، لافتة إلى أن هذا النوع من الرخام نادر الوجود يتم استيراده خصيصاً للحرمين من جبال اليونان.
وقال مقطع الفيديو الذى نشرته الرئاسة، إن «هذا النوع من الرخام يصل سمكه إلى 5 سنتيمترات، ويتميز عن غيره بكونه يمتص الرطوبة عبر مسام دقيقة خلال الليل، وفي النهار يقوم بإخراج ما امتصه في الليل، ما يجعله دائم البرودة في فترة الحر».
لقد لامس السعوديون وملايين المسلمين الآخرين أرض اليونان واقتربوا من جودة حجرها الأملس في أقدس أقداسهم، وبقيت العلاقة هكذا لا تتجاوز تجارة الرخام وبعض الأغنياء الذين يزورون الجزر اليونانية صيفا، لكن السعوديين واليونانيين أدركوا أن ما يجمعهم أكثر من ذلك بكثير، فكلاهما ينطلق من إرث حضاري وغزارة نادرة، فالسعودية بيت الحكمة العربية، واليونان مهد الفلسفة الإنسانية.
لخص الأمير محمد بن سلمان طموحات البلدين في كلمته أمام رئيس الوزراء اليوناني عندما قال: لقد وعدتكم أني لن آتي بيدين خاليتين، بالفعل جاء الأمير وطاقم إدارته ومعهم سلة استثمارية ومشاريع كبرى ستحول العلاقة بين البلدين إلى استراتيجية، كما أكد البيان الرسمي الذي صدر نهاية الزيارة.
اليونان البلاد الصغيرة في جنوب القارة الأوروبية والأكثر قربا من العالم العربي، لم تقدم نفسها كمصدر للرخام فقط، بل كانت على مدى مئات السنين أهم مخزن للإرث الإنساني في أوروبا، واحتفظت بمعاقل الإنسانية المبكرة بين أحجارها وأعمدتها العملاقة.
لم يكن اختيار الأمير محمد بن سلمان أثينا لتكون بوابته لأوروبا إلا رسالة بالغة الوضوح، فالأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت المحن والمصالح تتقدم على المجاملات، والسعوديون لا ينسون أصدقاءهم الحقيقيين.
لقد قدمت اليونان نفسها للسعوديين واحدة من أنبل أصدقائها، فعندما قامت الإدارة الأمريكية الحالية «المتطرفة» بسحب بطاريات باتريوت من السعودية فور تسلمها سدة الحكم بحجة الحياد في الحرب على الحوثيين، - وهي للتذكير بطاريات دفاعية وليست هجومية مهمتها إسقاط الصواريخ الإيرانية الحوثية القادمة باتجاه الأعيان المدنية والمدن المكتظة والمطارات بل والحرم المكي الشريف، وليست هجومية تطلق باتجاه المدنيين اليمنيين -، قامت اليونان النبيلة بإرسال منظومتها من بطاريات الباتريوت مع أطقمها ونشرتها في السعودية للمشاركة في التصدي للإرهاب «الحوثي الإيراني»، بالرغم من أن اليونان تعيش هي الأخرى في تحديات عسكرية في محيطها الجغرافي، ومع ذلك كانت مبادرة شجاعة، فعل عكسها من كان حليفا في البيت الأبيض.
العلاقات السعودية اليونانية ستكون علامة فارقة في الغرب، فاليونان بلاد بكر وجاهزة لأن تكون منصة استثمارية سعودية متقدمة في أوروبا، وهي بخلاف تركيا أو فرنسا أو ألمانيا، ليست لديها عقد أيديولوجية سياسية، كما أنها تمتاز بتواضعها لا تحمل في سياساتها تعالي أوروبا المعروف وتنمرهم على جنوب البحر الأبيض المتوسط.
السعوديون يملكون الطاقة والطموح والاستثمارات المالية الضخمة، واليونانيون يملكون الأراضي الصالحة والموقع الاستراتيجي والنبل السياسي النادر هذه الأيام، ولذلك ستكون اليونان بوابة النفط والغاز السعودي إلى أوروبا خلال العقود القادمة، وستعلو كلمتها في الاتحاد الأوروبي والمحافل الدولية، بعد أن كانت مجرد دولة متلقية للتبرعات الألمانية وبعض مساعدات الجيران.