-A +A
أريج الجهني
برخصة رسمية من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وبإعلان «موثوق» ستصبح سوق الإعلانات وأخيرا منضبطة. إن هذا النظام ليس مجرد رسوم أو مبالغ كما يحاول البعض تصويره، هو إعادة هيكلة للسوق وأيضا إعادة حقوق لصنّاع الإعلام الحقيقيين والصحافة بالتحديد، بل الأفراد أنفسهم المعلنون عليهم الآن الجلوس مع مستشاري أعمال والبحث عن عمل حقيقي منظم تحت مظلة المؤسسات الإعلامية بل التفكير بشكل جدي في المحتوى الذي يقدمونه وفوق كل ذلك الشركات المعلنة اليوم أمامها قانون واضح وعليها احترام هيبة القوانين وعدم اللهث وراء أصحاب المشاهدات المليونية والتي للأسف في بعض الأحيان تكون على حساب القيم والأمان المجتمعي.

الأسرة اليوم هي المحرك الأول لنجاح هذا المشروع من عدمه، دراسة سلوك المستهلك تبدأ من الأسرة ومتابعة الأمهات والآباء أين ينفق الأطفال مشترياتهم، وكذلك المراهقون والمراهقات، ولعل التنميط الذي تتعرض له البنات في سوق الفاشنيستات هو الأخطر ونحن نرى حجم الاستعراض المادي والمعنوي، من عقول مختلفة ومحتوى هش وهزيل. موثوق هو مبادرة تنفيذية حازمة من قبل الجهات المختصة وحان الوقت لإعادة الأمور لمجراها من حيث معرفة المعلنين وأيضا ضبط أنشطتهم بطريقة منظمة وسليمة.


مهم أن يكون هناك حوار بين الأفراد أنفسهم والتفكير في ما يدفعهم لمتابعة س أو ص من الناس، ماذا يقدم أو يضيف لك. يستحيل أن تحقق نسبة عالية من الرضا أو التوافق بين الناس هذا طبيعي لكن على الأقل مراعاة الذوق العام وتجنب الخوض في الخطوط الحمراء أمر مهم، على المشهور أو المؤثر أن يفكر عشر مرات قبل أن يتحدث أو يشارك محتواه ليس لأنه قد يخطئ بل لأن المتلقي واعٍ والقوانين موجودة فلا توجد حجة بعد اليوم لما نراه من مساخر أو مهازل لا تليق بنا وتجعلنا (محتوى) مجانياً للأعداء!

أخيرا، فإن الاتصال بين البشر هو المحك وغموض أو التباس الرسالة قد يوقع المرسل في مأزق، تنمية مهارات الاتصال ليست رفاهية هي ضرورة ملحة في ظل انتشار المنصات المفتوحة، وأوصي الأهالي بالرقابة المستمرة ليس لإزعاج صغارهم لكن لحمايتهم من الإعلانات المخجلة والتي أيضا يحسب للهيئة ولدولتنا الغالية التحرك القانوني ضد سيل الإعلانات المزعجة واستجابة يوتيوب لها بشكل مباشر. العالم اليوم لا يدرك سوى لغة القوة والقانون ولا مزيد من الفوضى، وليجعل كل فرد من منصته الاجتماعية واجهة مشرفة لوطنه بالعلم والأدب والفن وكل ما فيه فائدة ومتعة وتأمل.