القوة الناعمة مفهوم صاغه الدكتور جوزيف ناي من جامعة هارفارد في التسعينيات؛ حيث أوضح أن هذا المفهوم يعني القدرة على الجذب والتأثير والإقناع بعيداً عن القوة والعنف والتخويف. وإنما من خلال العمل، الرؤية، المعرفة، المصداقية، التواصل الفعّال، التقارب، التفاعل، الانفتاح، وغيرها من السمات، القادرة على الجذب والتأثير. وفي رأيي أن الوزير عادل الجبير نموذج يجسد القدرة على الجاذبية والثقافة والمصداقية، ومصدر إقناع وإلهام تجعل الآخرين يتطلعون إلى السعودية بإعجاب. وفي خبر نشرته صحيفة «عكاظ»، سأل الصحفي الوزير عادل الجبير: لماذا تأخرت المملكة 300 سنة في تعيين وزير خارجية من خارج العائلة المالكة، وأراد بهذا السؤال أن يحرج الوزير، فقال له الجبير: «لم يكن هنالك مسمى (وزير خارجية) قبل 300 سنة أساساً»، ليقابل رده بالضحك والتصفيق.. لهذا قالت عنه صحيفة لابارسيان الفرنسية: لا يوجد دبلوماسي يمكن أن يكون بجرأة وشراسة وذكاء عادل الجبير. لهذا فإن العديد من المهارات القيادية مثل خلق رؤية وإيصالها وجذب واختيار الأشخاص القادرين والتفويض وتشكيل التحالفات تعتمد على القوة الناعمة.
ويرى الدكتور ناي أن الدول الناجحة تحتاج إلى كل من القوة الصلبة التي تتمثل في القدرة على إكراه الآخرين وكذلك القوة الناعمة القادرة على تشكيل مواقفها وتفضيلاتها على المدى الطويل. لذا نجد أن الولايات المتحدة استطاعت أن تهيمن على الآخرين من خلال قوتها الصلبة، لكنها تفوقت أيضاً في إبراز القوة الناعمة، بمساعدة إعلامها وشركاتها ومؤسساتها وجامعاتها وكنائسها وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، لقد كانت الثقافة والمثل والقيم الأمريكية مهمة للغاية في مساعدة واشنطن على جذب الشركاء والمؤيدين. ومن هنا يظهر لنا إن الرسالة التي أراد الدكتور ناي إيصالها هي أن أمن الولايات المتحدة يتوقف على كسب القلوب والعقول بقدر ما يتوقف على كسب الحروب.
ولا شك أن الغرب يعي أهمية الإعلام ورجالاته ودورهم كقوة من القوى الناعمة؛ لهذا جند صحافته وإعلامه ومن الممثلين وغيرهم في حملته الدعائية على روسيا. كما قام بإغلاق مكاتب ومحطات تلفزيون (آر تي) الروسية خوفاً من تأثيرها. وقد قامت بريطانيا بفرض عقوبات على مواطن بريطاني؛ بسبب قيامه بتغطية الوضع في دونباس وإظهاره معاناة المواطنين هناك على أيدي القوات الأوكرانية.
لذلك نجد أن القوى الناعمة تعتمد على تشكيل تفضيلات الآخرين. وعلى سبيل المثال في عالم الأعمال، يدرك المديرون التنفيذيون الأذكياء أن القيادة ليست مجرد مسألة إصدار الأوامر، ولكنها تنطوي أيضاً على القيادة بالقدوة وجذب الآخرين للقيام بما تريده الإدارة العليا والتنفيذية. وبالمثل، تعتمد الممارسات المعاصرة للشرطة المجتمعية على جعل الشرطة ودية وجذابة بما فيه الكفاية بحيث يريد المجتمع مساعدتها على تحقيق الأهداف المشتركة.
لقد فهم القادة السياسيون مدى تأثير قوة الجاذبية التي تمكنهم من جعل الآخرين يفعلون ما يريدون دون استخدام سياسة الجزر أو العصا. مما جعل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف يقول «هذا هو بيت القصيد من خوارزمية السياسة الغربية: تلفيق قصة إعلامية مزيفة، وتضخيمها في غضون يومين كما لو كارثة عالمية، بينما يمنع وصول السكان إلى المعلومات والتقييمات البديلة، وعندما تشق الحقائق طريقها يتم تجاهلها ببساطة، وفي أفضل الأحوال، يتم ذكرها في الصفحات الأخيرة للأخبار، وبحروف صغيرة. ومن المهم أن نفهم أن هذه ليست ألعاباً غير ضارة في الحرب الإعلامية، نظراً لأنه يتم استخدام مثل هذه المنتجات بشكل مباشر كذريعة لأعمال مادية للغاية: معاقبة الدول «المتهمة» بالعقوبات، وتنفيذ اعتداءات بربرية ضدها مع سقوط مئات الآلاف من الضحايا من السكان المدنيين، كما كان الحال في العراق وليبيا بشكل خاص».
كثير من التضليل والمعلومات التي تمرر من خلال مراكز البحوث والإعلام ومن خلال القوى الناعمة الأخرى في كل القطاعات ويتقبلها الناس؛ لأن القوة الناعمة تعتمد على القدرة على تشكيل تفضيلات الآخرين. وعلى سبيل المثال الفحم الضار للبيئة أصبح عنصراً لا يجب الاستغناء عنه؛ لأنه مصدر طاقة مهم للغرب الآن.
الغرب لا يقبل التعامل مع الإعلام المضاد، ولا يتهاون في التعامل معه، بل بعكس ما يصور ويقول عن نفسه الإعلام الغربي فقد كشفت الأحداث عدم سلامة الديمقراطية الغربية، ولا صحة لمقولة الانفتاح الغربي، وثبت ازدواجية المعايير لديه. المهم عندهم المصالح العليا والغاية تبرر كل وسيلة. ومع ذلك نجح الغرب في تقديم صورة جاذبة له من خلال توظيف كافة القوى الناعمة. الأمر الذي يوجب علينا أن نوظف كل القوى الناعمة لصالح أهدافنا التي نسعى لتحقيقها.
ويرى الدكتور ناي أن الدول الناجحة تحتاج إلى كل من القوة الصلبة التي تتمثل في القدرة على إكراه الآخرين وكذلك القوة الناعمة القادرة على تشكيل مواقفها وتفضيلاتها على المدى الطويل. لذا نجد أن الولايات المتحدة استطاعت أن تهيمن على الآخرين من خلال قوتها الصلبة، لكنها تفوقت أيضاً في إبراز القوة الناعمة، بمساعدة إعلامها وشركاتها ومؤسساتها وجامعاتها وكنائسها وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، لقد كانت الثقافة والمثل والقيم الأمريكية مهمة للغاية في مساعدة واشنطن على جذب الشركاء والمؤيدين. ومن هنا يظهر لنا إن الرسالة التي أراد الدكتور ناي إيصالها هي أن أمن الولايات المتحدة يتوقف على كسب القلوب والعقول بقدر ما يتوقف على كسب الحروب.
ولا شك أن الغرب يعي أهمية الإعلام ورجالاته ودورهم كقوة من القوى الناعمة؛ لهذا جند صحافته وإعلامه ومن الممثلين وغيرهم في حملته الدعائية على روسيا. كما قام بإغلاق مكاتب ومحطات تلفزيون (آر تي) الروسية خوفاً من تأثيرها. وقد قامت بريطانيا بفرض عقوبات على مواطن بريطاني؛ بسبب قيامه بتغطية الوضع في دونباس وإظهاره معاناة المواطنين هناك على أيدي القوات الأوكرانية.
لذلك نجد أن القوى الناعمة تعتمد على تشكيل تفضيلات الآخرين. وعلى سبيل المثال في عالم الأعمال، يدرك المديرون التنفيذيون الأذكياء أن القيادة ليست مجرد مسألة إصدار الأوامر، ولكنها تنطوي أيضاً على القيادة بالقدوة وجذب الآخرين للقيام بما تريده الإدارة العليا والتنفيذية. وبالمثل، تعتمد الممارسات المعاصرة للشرطة المجتمعية على جعل الشرطة ودية وجذابة بما فيه الكفاية بحيث يريد المجتمع مساعدتها على تحقيق الأهداف المشتركة.
لقد فهم القادة السياسيون مدى تأثير قوة الجاذبية التي تمكنهم من جعل الآخرين يفعلون ما يريدون دون استخدام سياسة الجزر أو العصا. مما جعل وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف يقول «هذا هو بيت القصيد من خوارزمية السياسة الغربية: تلفيق قصة إعلامية مزيفة، وتضخيمها في غضون يومين كما لو كارثة عالمية، بينما يمنع وصول السكان إلى المعلومات والتقييمات البديلة، وعندما تشق الحقائق طريقها يتم تجاهلها ببساطة، وفي أفضل الأحوال، يتم ذكرها في الصفحات الأخيرة للأخبار، وبحروف صغيرة. ومن المهم أن نفهم أن هذه ليست ألعاباً غير ضارة في الحرب الإعلامية، نظراً لأنه يتم استخدام مثل هذه المنتجات بشكل مباشر كذريعة لأعمال مادية للغاية: معاقبة الدول «المتهمة» بالعقوبات، وتنفيذ اعتداءات بربرية ضدها مع سقوط مئات الآلاف من الضحايا من السكان المدنيين، كما كان الحال في العراق وليبيا بشكل خاص».
كثير من التضليل والمعلومات التي تمرر من خلال مراكز البحوث والإعلام ومن خلال القوى الناعمة الأخرى في كل القطاعات ويتقبلها الناس؛ لأن القوة الناعمة تعتمد على القدرة على تشكيل تفضيلات الآخرين. وعلى سبيل المثال الفحم الضار للبيئة أصبح عنصراً لا يجب الاستغناء عنه؛ لأنه مصدر طاقة مهم للغرب الآن.
الغرب لا يقبل التعامل مع الإعلام المضاد، ولا يتهاون في التعامل معه، بل بعكس ما يصور ويقول عن نفسه الإعلام الغربي فقد كشفت الأحداث عدم سلامة الديمقراطية الغربية، ولا صحة لمقولة الانفتاح الغربي، وثبت ازدواجية المعايير لديه. المهم عندهم المصالح العليا والغاية تبرر كل وسيلة. ومع ذلك نجح الغرب في تقديم صورة جاذبة له من خلال توظيف كافة القوى الناعمة. الأمر الذي يوجب علينا أن نوظف كل القوى الناعمة لصالح أهدافنا التي نسعى لتحقيقها.