-A +A
عبدالله صالح الجميلي
كتبت في مكة المكرمة في الخامس والعشرين من شهر رمضان 1441هـ الموافق 3 مايو 2019م خلال انعقاد المؤتمر الدولي حول نشر ثقافة الاعتدال والوسطية، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بجهود أمينها العام معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وهي تمثل دستوراً تاريخياً للسلام وللحفاظ على قيم الوسطية والاعتدال في الدول الإسلامية، وأكدت على مكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله واحترام حقوق الإنسان وتضمنت 17 بنداً بحضور 1200 شخصية إسلامية ممثلين لمرجعياتهم الدينية، إذ أُخذت من وثيقة المدينة المنورة التي عقدها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وثيقة مكة المكرمة، تؤكد أن المسلمين جزء فعال في هذا العالم يعملون من أجل تحقيق المصالح المشتركة في الخير والسلام لكل البشرية مع اختلاف الأديان والمذاهب والعقائد وأن البشر متساوون وهم من اصل واحد.


ويجب على الجميع التصدي لكل ممارسات الظلم والعدوانية والتنديد بكل دعاوى الاستعلاء والشعارات العنصرية، ومن هنا على الجميع العمل على دعم التنوع الديني والثقافي مع احترام خصوصية الآخرين للوصول إلى الغاية المراد تحقيقها.

إن الدعوة إلى الحوار الحضاري أصبح أمراً مهماً للوصول إلى السلام العادل والشامل، وكما أوضحت أيضاً على أن الأديان السماوية أصلها واحد من الله تعالى أرسلت للبشرية من خلال أنبياء ورسل.

إن ترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمعات الإسلامية هي من أجل تحصينها من التطرف الذي أصبح من الضروري إقرار قوانين وتشريعات لمحاسبة مَن ينشر الكراهية والعنف بين الشعوب خاصة الإسلامية.

التاريخ الطويل للمسلمين كان لهم الأثر في إثراء الحضارة الإنسانية في كافة العلوم الإنسانية والاجتماعية وأسهمت بشكل إيجابي على المجتمعات الأخرى.

وثيقة مكة المكرمة، شددت على التزام الجميع بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب الأخرى، وأخذت وثيقة مكة المكرمة أن للمرأة الإسلامية دوراً كبيراً في حياة المجتمعات الإسلامية من خلال الأمور السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وأن يكون لها مكان في تقلد الوظائف والمناصب دون تمييز، وكذلك العناية بالأطفال تربوياً وصحياً، والاهتمام بشريحة الشباب الذين هم عماد وأساس المجتمعات الإسلامية بتحصينهم من الأفكار الهدامة والمغرضة.

لقد قامت العقيدة الإسلامية السمحة على مبدأ العدل والمساواة بين الناس، وهي حق ملزم للجميع بحكم مصدره الإلهي الذي لا يقبل الظلم وأخذ حقوق الآخرين، وقد حظيت وثيقة مكة المكرمة في جميع دول العالم وقادته بالاهتمام والتشجيع لما تحمله من رسائل كبيرة في التسامح والاعتدال والتفاهم بين الشعوب والدول.

وثيقة مكة المكرمة جاءت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بدعمهم لكل جهد خير لكل شعوب الأرض والعودة للإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى كل القيم الإنسانية النبيلة في الدعوة للوسطية والاعتدال. وهذا ما جاء بجهود متميزة من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى.