انتقل إلى رحمة الله في الولايات المتحدة الأمريكية الأديب السعودي ورجل الأعمال المعروف عبد المقصود خوجة بعد صراع طويل مع المرض وتعقيداته. رحل عبد المقصود خوجة بعد حياة حافلة للغاية تعددت فيها أدواره بين الوظيفة في بعض القطاعات الرسمية وبعد ذلك انتقل إلى عالم الأعمال في القطاع الخاص مؤسساً أكثر من كيان في مجالات العقار والمقاولات، ولكن خلال مشواره المهني لم يغب عن ذهنه أو يختفي من قلبه عشقه للأدب والثقافة؛ فهو الأديب ابن الأديب محمد سعيد خوجة الذي يجري في شرايينه حب القراءة والكلمة؛ فأسّس أحد أهم الملتقيات الثقافية الدورية في السعودية وأطلق عليه مسمى بسيط وهو «الاثنينية» لتكون الملتقى الثقافي الأسبوعي الذي يتم فيه تكريم أهم القامات الثقافية العربية والإسلامية والوطنية واستعراض المواضيع الثقافية والكتب الصادرة. وتحوّلت الاثنينية مع الوقت إلى ما يشبه المؤسسة الثقافية، وذلك بعد أن تبنّت طباعة أهم العناوين الثقافية القديمة في الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية عناوين كانت طوتها صفحات النسيان وكادت تخرج من مخازن الذاكرة. كرّمت الاثنينية عبر عقود طويلة من الزمن أكثر من ٤٠٠ شخصية بارزة في مجالات مختلفة؛ مساهمة بذلك في تعريف الجمهور على النماذج الناجحة وتكريمها بشكل محترم ولائق يحسب للاثنينية ومؤسسها الراحل عليه رحمة الله. سيبقى من إرث الراحل عبد المقصود خوجة مساهماته الأدبية المهمة وهو الذي وظف جزءا طيبا من ماله الخاص لدعم الثقافة والمثقفين وكانت كافة إصدارات الاثنينية المطبوعة توزع مجانا ولا تباع بالرغم من تكلفة طباعتها الباهظة، وكان نموذجاً جيداً على العلاقة الجميلة الممكنة بين عالم الأعمال وعالم الأدب والثقافة. تعددت الأمراض وزادت الأعراض بشكل مؤلم ومبرح على عبد المقصود خوجة في السنوات الأخيرة واعتزل مجبوراً وغاب عن المشهد الاجتماعي والثقافي، ومع صعوبة حالته المرضية وتعقد أعراضها أصيب محبوه بالقلق والخوف حتى انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج؛ حتى جاء خبر انتقاله إلى رحمة الله تعالى ليعود ابن مكة المكرمة التي ولد فيها ليدفن فيها. رحم الله عبد المقصود خوجة رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.