عندما تقلب جرائد ومجلات السبعينات ستلاحظ تعبيرا يتردد على ألسنة المسؤولين والصحفيين. في كل مرة يريد المرء أن يعبر عن الهوية السعودية يبدأ بقوله: (ديننا الحنيف وعاداتنا العربية الأصيلة). مع منتصف الثمانينات بدأ النصف الثاني من هذا الشعار يخفت حتى اختفى تماما.
منذ عام 1979 وما قبل كان المجتمع السعودي يمتلك عادات وتقاليد اجتماعية في الوقت الذي كان يدين بالإسلام وكان بينهما تمايز واضح.
لم يطرح مثقف أو رجل دين آنذاك أي مواصفات للعباءة، فالأمر كان متروكا للمجتمع. كانت العباءة تسحب على الأرض وبعد أن دخل التلفزيون أخذ المنولوجست الساخرين وكتاب الصحافة يسخرون من هذه العباءة التي تكنس الشوارع، فأخذت ترتفع قليلا قليلا حتى بلغت الخصر وعند البعض لامست الأكتاف وفي كلا الحالتين ترققت لتشف عما خلفها. في نفس تلك الفترة كان بنات البادية يلبسن البرقع وهو قريب من اللباس الذي أطلق عليه رجال الدين (حجاب). في الحقيقة البرقع كان تسوية. الغطوة كانت خفيفة تشف عما خلفها والحجاب الذي أراده رجال الدين غلاف أسود صفيق يمنع الرؤية، فأصبح البرقع حلا مؤقتا قبل به رجال الدين على أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي تختفي فيه المرأة من الشوارع والأماكن العامة وتقر ببيتها معززة مكرمة إلى أن يخرجها الموت إلى مثواها الأخير.
في السبعينات وما قبلها كان الزواج بين طبقات المجتمع تحكمه عادات وتقاليد، بعضها يقوم على عنصرية موروثة. في الثمانينات أضيفت العنصرية إلى الدين بعد أن أصبح اسمها تكافؤ النسب.
وفي تلك الفترة لم يكن حضور السحر في حياة الناس قويا. ولم يكن أحد يعلم أو يخطب أو يكتب عن السحر ولا أحد يعرف أن هناك سحرا أسود أو تخييلا أو تفريقا الخ، ولكن هذا لا يعني أن الناس لا تخاف من السحر. كان السحر يراوح في المخيلة الشعبية، يكاد أن ينتهي مع سرعة التقدم الذي تنجزه الحكومة وخصوصا على مستوى البنية التحتية والتعليم، ولكن الصحوة أعادت تدويره وأضافت على المعلومات الشعبية البسيطة معلومات عظيمة لا يملكها حتى كبار سحرة أفريقيا.
كان للجن حضور باهت متداخل مع الظلام. ستلاحظ الجن عند الأطفال وغالبا عند دخول رمضان حيث يتم تربيط الشياطين منهم، وفي أماكن محددة كالخرائب والحمام الذي كان يسمى (الصهروج). فالخرائب مليئة بالحشرات الضارة وعلى العائلة أن تمنع أطفالها من اللعب فيها في الليل، ومع شح الماء الساخن في الشتاء طور المجتمع آلية لترشيد استخدامه فكانت الأمهات يخوفن الأطفال من دلق الماء الحار جزافا، الأمر الذي قد يصيب جنيا في هامته.
بدأ حضور الجن يتلاشى بعد دخول الكهرباء وعمت الإضاءة أنحاء المدن والقرى السعودية ولكن مع ازدياد حضور الصحوة وتفاقم أعداد الدعاة والرقاة صار للجن حضور يضاهي حضور الإنس. لم تعد الحكايات عنهم مجرد أساطير بل حقائق. أصبح كل بيت في حاجة إلى تحصين لا يقوم به إلا ذوو الخبرة من رقاتنا الشرعيين.
ستلاحظ أن مشايخ الصحوة ودعاتها تبنوا كل العادات الموروثة والخرافات وألبسوها ملابس دينية بما في ذلك الموروثات المذمومة إسلاميا كالعنصرية (تكافؤ النسب).
كان المجتمع يميز بشكل عفوي ما بين ما هو ديني وما هو ميراث اجتماعي ولكن مع الصحوة تداخل الأمران فاختفت عبارة (عاداتنا العربية الأصيلة) بعد دمج العادات مع الدين فصرنا لا نسمع عند التحدث عن هوية المجتمع إلا (ديننا الحنيف) فقط.
يمكننا الآن أن نعرف الفرق بين الغطوة والحجاب. فالحجاب هو الغطوة بعد تدينها. ولكن الغطوة بوصفها عادة اجتماعية متوارثة تكون قابلة للنقاش والمرأة التي تخلعها تدان اجتماعيا لا دينيا. أما بعد نقلها إلى الدين فستصبح المرأة التي تخلعها آثمة ستكب على وجهها في جهنم. كما ساهم هذا التدين للغطوة في نقل غطاء الوجه السائد في منطقة أو منطقتين إلى أماكن كثيرة في المملكة لا تعرف نساؤها غطاء الوجه. فاختفت وجوه النساء في المملكة أربعين عاما إلى أن جاءت الكلمة الخالدة «لن نضيع ثلاثين سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة.. سندمرهم اليوم وفورا» محمد بن سلمان.
منذ عام 1979 وما قبل كان المجتمع السعودي يمتلك عادات وتقاليد اجتماعية في الوقت الذي كان يدين بالإسلام وكان بينهما تمايز واضح.
لم يطرح مثقف أو رجل دين آنذاك أي مواصفات للعباءة، فالأمر كان متروكا للمجتمع. كانت العباءة تسحب على الأرض وبعد أن دخل التلفزيون أخذ المنولوجست الساخرين وكتاب الصحافة يسخرون من هذه العباءة التي تكنس الشوارع، فأخذت ترتفع قليلا قليلا حتى بلغت الخصر وعند البعض لامست الأكتاف وفي كلا الحالتين ترققت لتشف عما خلفها. في نفس تلك الفترة كان بنات البادية يلبسن البرقع وهو قريب من اللباس الذي أطلق عليه رجال الدين (حجاب). في الحقيقة البرقع كان تسوية. الغطوة كانت خفيفة تشف عما خلفها والحجاب الذي أراده رجال الدين غلاف أسود صفيق يمنع الرؤية، فأصبح البرقع حلا مؤقتا قبل به رجال الدين على أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي تختفي فيه المرأة من الشوارع والأماكن العامة وتقر ببيتها معززة مكرمة إلى أن يخرجها الموت إلى مثواها الأخير.
في السبعينات وما قبلها كان الزواج بين طبقات المجتمع تحكمه عادات وتقاليد، بعضها يقوم على عنصرية موروثة. في الثمانينات أضيفت العنصرية إلى الدين بعد أن أصبح اسمها تكافؤ النسب.
وفي تلك الفترة لم يكن حضور السحر في حياة الناس قويا. ولم يكن أحد يعلم أو يخطب أو يكتب عن السحر ولا أحد يعرف أن هناك سحرا أسود أو تخييلا أو تفريقا الخ، ولكن هذا لا يعني أن الناس لا تخاف من السحر. كان السحر يراوح في المخيلة الشعبية، يكاد أن ينتهي مع سرعة التقدم الذي تنجزه الحكومة وخصوصا على مستوى البنية التحتية والتعليم، ولكن الصحوة أعادت تدويره وأضافت على المعلومات الشعبية البسيطة معلومات عظيمة لا يملكها حتى كبار سحرة أفريقيا.
كان للجن حضور باهت متداخل مع الظلام. ستلاحظ الجن عند الأطفال وغالبا عند دخول رمضان حيث يتم تربيط الشياطين منهم، وفي أماكن محددة كالخرائب والحمام الذي كان يسمى (الصهروج). فالخرائب مليئة بالحشرات الضارة وعلى العائلة أن تمنع أطفالها من اللعب فيها في الليل، ومع شح الماء الساخن في الشتاء طور المجتمع آلية لترشيد استخدامه فكانت الأمهات يخوفن الأطفال من دلق الماء الحار جزافا، الأمر الذي قد يصيب جنيا في هامته.
بدأ حضور الجن يتلاشى بعد دخول الكهرباء وعمت الإضاءة أنحاء المدن والقرى السعودية ولكن مع ازدياد حضور الصحوة وتفاقم أعداد الدعاة والرقاة صار للجن حضور يضاهي حضور الإنس. لم تعد الحكايات عنهم مجرد أساطير بل حقائق. أصبح كل بيت في حاجة إلى تحصين لا يقوم به إلا ذوو الخبرة من رقاتنا الشرعيين.
ستلاحظ أن مشايخ الصحوة ودعاتها تبنوا كل العادات الموروثة والخرافات وألبسوها ملابس دينية بما في ذلك الموروثات المذمومة إسلاميا كالعنصرية (تكافؤ النسب).
كان المجتمع يميز بشكل عفوي ما بين ما هو ديني وما هو ميراث اجتماعي ولكن مع الصحوة تداخل الأمران فاختفت عبارة (عاداتنا العربية الأصيلة) بعد دمج العادات مع الدين فصرنا لا نسمع عند التحدث عن هوية المجتمع إلا (ديننا الحنيف) فقط.
يمكننا الآن أن نعرف الفرق بين الغطوة والحجاب. فالحجاب هو الغطوة بعد تدينها. ولكن الغطوة بوصفها عادة اجتماعية متوارثة تكون قابلة للنقاش والمرأة التي تخلعها تدان اجتماعيا لا دينيا. أما بعد نقلها إلى الدين فستصبح المرأة التي تخلعها آثمة ستكب على وجهها في جهنم. كما ساهم هذا التدين للغطوة في نقل غطاء الوجه السائد في منطقة أو منطقتين إلى أماكن كثيرة في المملكة لا تعرف نساؤها غطاء الوجه. فاختفت وجوه النساء في المملكة أربعين عاما إلى أن جاءت الكلمة الخالدة «لن نضيع ثلاثين سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة.. سندمرهم اليوم وفورا» محمد بن سلمان.