-A +A
حمود أبو طالب
لأنها مسقط رأسي، ولأنها كانت المحور الأساسي لكتاباتي في البداية، عندما كانت تعاني كثيراً من نقص الخدمات وسوء التنمية، وكثير من كتاباتي فيما بعد متابع لأوضاعها عندما بدأ الاهتمام الحقيقي بها وأشرقت عليها شمس مرحلة جديدة زاخرة بالمشاريع النوعية المتميزة في كل المجالات؛ لهذا أشعر بالسعادة الكبيرة والفرح الغامر كلما تم إنجاز مشروع جديد في منطقة جازان.

لقد شهدت المنطقة خلال العقدين الماضيين نهضة حقيقية، وتحولت إلى ورشة عمل مستمرة شملت كل محافظاتها، وأصبحت منطقة جذب للاستثمار المتنوع بسبب مقوماتها المتميزة وطبيعتها الثرية وكنوزها المتوزعة على كل تضاريسها، لقد تغير وجه المنطقة الشاحب سابقاً إلى وجه تكسوه النضارة والجمال والحيوية؛ لأن الدولة أعطتها اهتماماً كثيفاً، وحرصت على تعويضها عما فات، وقد زاد هذا الاهتمام مع بداية تنفيذ برامج ومستهدفات الرؤية الوطنية 2030 التي قررت توسيع نطاق أهمية المنطقة ليتجاوز المحلية إلى العالمية عبر مشاريع استراتيجية تستثمر موقعها وإمكاناتها.


قبل خمس سنوات تحدث الأمير محمد بن سلمان في إحدى مقابلاته التلفزيونية بأسف عن عدم استثمار موقع منطقة جازان كمعبر للتجارة العالمية التي يمر حوالى 13% منها عبر البحر الأحمر، وما تتطلبه من خدمات لوجستية، إضافة إلى تميز موقع جازان للتصدير بين الشرق والغرب، وفعلاً تحولت رؤيته إلى مشروع ضخم بمسمى مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية التي استقطبت أهم الشراكات والاستثمارات العالمية، وأصبحت حقيقة قائمة الآن، وفي الأسبوع الماضي تم تدشين ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، باكورة المشاريع التي تقدم الخدمات اللوجستية للتجارة العالمية من البوابة الجنوبية للمملكة تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030، والذي سيكون رافداً مهماً من روافد اقتصاد الوطن. هذا الحدث لا تبتهج به جازان وحدها بل كل الوطن.

الشكر كل الشكر للقيادة الواعية، وكذلك شكر واجب ومستحق لعرّاب ومايسترو التنمية في جازان الأمير محمد بن ناصر الذي أحبها فبادلته الحب أرضاً وإنساناً.