صيحات متتالية تنطلق بشكل عشوائي لحث (المرأتو) كي لا تنجب، ذات المد الصحوي قابع داخل الأذهان وتحت الألسنة. يهمهم جداً التحكم بجسد المرأة وقراراتها وحملها وإنجابها وكأنهم لا يزالون في حالة السعار القديم في كل ما يمسنا نحن، ونجد أن الكل (يتفلسف) علينا وكأن أحاديثهم وحي منزل. (لا تحملي من أول سنة، لا تحملي إلا وأنتِ متأكدة، لا تجيبي أكثر من طفلين)، عبارات لا تعد ولا تحصى تتداول وتصل رتويت لعشرات الآلاف. والحقيقة أن الخطوة الأولى في (التمكين الصحي) أن تفهم الأنثى حاجتها، وتقرر ما تريد، دون ضغط اجتماعي أو حتى تحفيزي (جيبي لنا وليد، جيبي أخو لبنتك) وهكذا.
نقطة الصفر، أن الوعي الصحي لدينا كان ولا يزال مزيفاً، بل شاهدنا الحملة الشرسة والمضللة على الطبيب السعودي نزار باهبري لمجرد أنه فكر في رفع الوعي (الصحي) في الثقافة الجنسية هذا التابو المرعب لمن يتحدث عنه، الذي غالباً ما يصل الشتم والقذف للشرف لمن يلمح له فقط، فسؤاله عن متابعة المقاطع الإباحية هو بغرض تبيين تبعاتها، التي يجب أن يتوعى لها المراهقون والشباب، بل وجدت في الترند ذاته مقاطع أخرى له كلها في صميم العلم والمعرفة حتى إن كانت طريقة الاستبيان علمياً غير دقيقة لا ينبغي أن ننجر لهذا المستوى من الخلاف والتحريف والتنكيل مع الأطباء (الحكماء)، بل مهم أن نحفظ حقهم في التحذير والتنبيه في أمور الحياة كافة إن أردنا جودة حياة.
ومن هنا وجدت أننا ما زلنا في نقطة الصفر، موقف بسيط جعلنا نشاهد سطوة التطرف في الرد على شخص عالم أفنى عمره في المستشفيات ثم يتلقفه الرأي العام في تويتر وينشر في موقع سي إن إن العربي ليعكس صورة غير صحيحة ليس عن الطبيب كما يظن البعض، بل عن التعاطي المجتمعي الواعي لقضاياهم الذي غاب هنا.
إذاً؛ إن كان الحديث عن الثقافة الجنسية مصدر قلق فمن الطبيعي أن تحدث مشاكل في الصحة الإنجابية، وارتفاع معدلات الطلاق لها دلالتها التي لا يريد أحد الحديث عنها، فلا تجد دراسات وأبحاثاً مهتمة بالنوع (صحة المرأة، صحة الرجل) والتثقيف الجنسي بالتالي، لا ترى استبيانات علمية محكمة أو مقابلات تتناول الوعي الصحي المتصل بالإنجاب، بجانب ملف الإجهاض هذا الملف الشائك الذي كان ثمن السكوت عنه القبض على طبيبة باكستانية في الأسبوع الحالي وهي تجري عمليات إجهاض في مركز متدنٍّ، ونُشِرَ عنها ملف صحفي كامل في «عكاظ» مهم الرجوع إليه، ومعضلة الإجهاض عالمياً أنه تم ربطه في الغرب بحقوق المرأة بشكل متطرف، وتجاهلوا حق (النفس) في الحياة، وكان من الأجدر أن تتحمل الأنثى مسؤولية قرارها في الإنجاب، وتتجنب هذه التبعات التي تنتهي بقتل إنسان بريء، تتداول المراهقات في تويتر آراءً متطرفة عن الإجهاض، وهي أيضاً ثمرة فاسدة لتجريم الفكر النسوي المعتدل، الذي لا يتعاطف مع الاندفاع خلف العواطف، بل يصنع وعياً للمرأة يمنعها من الانجرار في علاقات مشبوهة وألّا تمنح جسدها لأحد، تجاهل التأثير الثقافي العالمي بحد ذاته مقلق ولا يتسق مع واقعنا المتغير للأفضل.
أخيراً، رسالتي الواضحة والمباشرة لكل أنثى مهما كان عمرك، احفظي نفسك من ثلاث: الخطابات المتطرفة والعلاقات المشبوهة، ونظام الحياة غير الصحي، اهتمي بعقلك وغذي روحك ومشاعرك اقرئي وتثقفي لا تخجلي أبداً من جسدك، ولا تسمحي لأحد أن يعيرك بأنوثتك أو يوصمك بالنقص. نقي محيطك بشكل مستمر ولا تفزعي من الإنجاب؛ لأنه نعمة، أخاطبك وأنا أمُّ ثلاثة أطفال، تجربة الإنجاب جميلة، والتربية ممتعة ورحلة حياة، ورؤية وجوه أطفالك وأنتِ بصحة وعافية نعمة عظيمة مهما كان عمرك أو مكانك. لا تسمحي لقوالبهم بكسرك، من حقك أن تختاري شكل حياتك وعدد أطفالك. كوني صريحة وواضحة مع زوجك، وكوني محبة وودودة مع محيطك. اجتهدي في بناء علاقات اجتماعية نوعية ومثرية، من يبثون الكراهية والخوف في نفسك لا حاجة لك بهم. عيشي لحظاتك بعيداً عن التشنجات والحروب السخيفة التي ترينها في التواصل الاجتماعي. نعم أنتِ محور الكون وصحتك هي صحة المجتمع بأسره.
نقطة الصفر، أن الوعي الصحي لدينا كان ولا يزال مزيفاً، بل شاهدنا الحملة الشرسة والمضللة على الطبيب السعودي نزار باهبري لمجرد أنه فكر في رفع الوعي (الصحي) في الثقافة الجنسية هذا التابو المرعب لمن يتحدث عنه، الذي غالباً ما يصل الشتم والقذف للشرف لمن يلمح له فقط، فسؤاله عن متابعة المقاطع الإباحية هو بغرض تبيين تبعاتها، التي يجب أن يتوعى لها المراهقون والشباب، بل وجدت في الترند ذاته مقاطع أخرى له كلها في صميم العلم والمعرفة حتى إن كانت طريقة الاستبيان علمياً غير دقيقة لا ينبغي أن ننجر لهذا المستوى من الخلاف والتحريف والتنكيل مع الأطباء (الحكماء)، بل مهم أن نحفظ حقهم في التحذير والتنبيه في أمور الحياة كافة إن أردنا جودة حياة.
ومن هنا وجدت أننا ما زلنا في نقطة الصفر، موقف بسيط جعلنا نشاهد سطوة التطرف في الرد على شخص عالم أفنى عمره في المستشفيات ثم يتلقفه الرأي العام في تويتر وينشر في موقع سي إن إن العربي ليعكس صورة غير صحيحة ليس عن الطبيب كما يظن البعض، بل عن التعاطي المجتمعي الواعي لقضاياهم الذي غاب هنا.
إذاً؛ إن كان الحديث عن الثقافة الجنسية مصدر قلق فمن الطبيعي أن تحدث مشاكل في الصحة الإنجابية، وارتفاع معدلات الطلاق لها دلالتها التي لا يريد أحد الحديث عنها، فلا تجد دراسات وأبحاثاً مهتمة بالنوع (صحة المرأة، صحة الرجل) والتثقيف الجنسي بالتالي، لا ترى استبيانات علمية محكمة أو مقابلات تتناول الوعي الصحي المتصل بالإنجاب، بجانب ملف الإجهاض هذا الملف الشائك الذي كان ثمن السكوت عنه القبض على طبيبة باكستانية في الأسبوع الحالي وهي تجري عمليات إجهاض في مركز متدنٍّ، ونُشِرَ عنها ملف صحفي كامل في «عكاظ» مهم الرجوع إليه، ومعضلة الإجهاض عالمياً أنه تم ربطه في الغرب بحقوق المرأة بشكل متطرف، وتجاهلوا حق (النفس) في الحياة، وكان من الأجدر أن تتحمل الأنثى مسؤولية قرارها في الإنجاب، وتتجنب هذه التبعات التي تنتهي بقتل إنسان بريء، تتداول المراهقات في تويتر آراءً متطرفة عن الإجهاض، وهي أيضاً ثمرة فاسدة لتجريم الفكر النسوي المعتدل، الذي لا يتعاطف مع الاندفاع خلف العواطف، بل يصنع وعياً للمرأة يمنعها من الانجرار في علاقات مشبوهة وألّا تمنح جسدها لأحد، تجاهل التأثير الثقافي العالمي بحد ذاته مقلق ولا يتسق مع واقعنا المتغير للأفضل.
أخيراً، رسالتي الواضحة والمباشرة لكل أنثى مهما كان عمرك، احفظي نفسك من ثلاث: الخطابات المتطرفة والعلاقات المشبوهة، ونظام الحياة غير الصحي، اهتمي بعقلك وغذي روحك ومشاعرك اقرئي وتثقفي لا تخجلي أبداً من جسدك، ولا تسمحي لأحد أن يعيرك بأنوثتك أو يوصمك بالنقص. نقي محيطك بشكل مستمر ولا تفزعي من الإنجاب؛ لأنه نعمة، أخاطبك وأنا أمُّ ثلاثة أطفال، تجربة الإنجاب جميلة، والتربية ممتعة ورحلة حياة، ورؤية وجوه أطفالك وأنتِ بصحة وعافية نعمة عظيمة مهما كان عمرك أو مكانك. لا تسمحي لقوالبهم بكسرك، من حقك أن تختاري شكل حياتك وعدد أطفالك. كوني صريحة وواضحة مع زوجك، وكوني محبة وودودة مع محيطك. اجتهدي في بناء علاقات اجتماعية نوعية ومثرية، من يبثون الكراهية والخوف في نفسك لا حاجة لك بهم. عيشي لحظاتك بعيداً عن التشنجات والحروب السخيفة التي ترينها في التواصل الاجتماعي. نعم أنتِ محور الكون وصحتك هي صحة المجتمع بأسره.