طفق الناس في المملكة يتلقون الدروس على أيدي دعاتنا الأفاضل في المساجد وفي المدارس وفي الاستراحات وفي المقابر وعلى الشاشات والأشرطة وفي المراكز الصيفية. ساندهم حشد عظيم من المدرسين يزرعون هذه الدروس في رؤوس الطلاب بموازاة مع الدروس المدرسية المعتمدة. لم يفلت أحد طوال أربعين سنة. شكّلت هذه الدروس بنية ثقافية تتعالى على العقل. امتلأت بالجن والسحر ووحوش القبر وأساطير الأولين. في كثير من الحالات حلّت محل الواقع فاقتربت الثقافة المجتمعية من ثقافة الإنسان البدائي. بلغ الانحدار أن صارت الأم تشتري غسّال الفناجين بعد كل مناسبة لتشرب منها وتشرِب أطفالها.
يقص الداعية: كان في فندق خارج المملكة. سمع قرعًا على باب غرفته، فإذا بها امرأة روسية عارية (لك أن تتخيل) فأدخلها غرفته وسترها (أولاً) وبعد ربع ساعة من الدعوة أقنعها بالإسلام؛ فدخلت الإسلام وحسن إسلامها. وعندما سافرت إلى موسكو أصبحت داعية رغم أن أهلها مسيحيون متطرفون.
يقص الداعية الآخر: إن سليمان طلب من ربه أن يسمح له أن يطعم مخلوقاته كلها في يوم واحد، وبالطبع فشلت العزيمة لأن عدد المخلوقات في البر (ستمائة!) أمة ومثلها في البحر... إلى آخر الخرافة.
يقص الداعية: كنت أصلى في البر وعندما قلت ولا الضالين سمعت أصواتًا تقول آمين. فاكتشف أن الجن كانوا يصلون خلفه.
ويخبرنا الداعية أن أحدهم سقطت محفظته في القبر وعندما عاد وحفر القبر شاهد الهوايل التي يعاني منها الموتى الذين يسمعون الأغاني.
وداعية يسأل إسرائيليًا لماذا تحتلون القدس وأنتم تعرفون أن المسلمين سوف يحررونها؛ فيجيب اليهودي: لن يحررها إلا الذين يؤدون الصلاة في أوقاتها.
وآخر يخبرنا أن الجن يأكلون الأرز، وثالث يعلّمنا الطرق العلمية لفك السحر، بل أنشأ وحدة متكاملة لمطاردة السحرة وفك السحر بطرق علمية. وآخر يخبرنا أن الجن يأتون من الهند لتلقي العلوم من المشايخ. هذا غير صب الرصاص في آذان محبي الأغاني وما اكتشفه دعاتنا في القبور أقلها هولاً إمكانيات الشجاع الأقرع.
في الأربعين سنة الماضية تطوّر محتوى خطاب الدعاة وتبلور في أربعة محاور؛ الأول الدعوة للعنف والكراهية، والثاني الترويج للخرافات، والثالث تحقير المرأة، والرابع محاربة الفنون. قد يبدو أن الدعوة للعنف وتحقير المرأة أهم وأخطر من الترويج للخرافات، ولكن بقليل من التأمل سترى أن الترويج للخرافات هو الحاضن لكل الشرور. لا يمكن لإنسان أن يُقبل على الانتحار وقتل الآمنين واحتقار أقرب الناس له دون أن يكون هناك خلل في عقله وطريقة تفكيره.
هذه الثقافة ركبت في أذهان كثير من الناس كطريقة تفكير وصاغت نظرتهم لعالمهم. سنجد بين هؤلاء الذين أنصتوا لهذه القصص من يكون بارعًا في الكيمياء ولكن تم تسييره في هذه الدنيا ليعيش حياتين؛ حياته الجمعية وحياته الخاصة.
كثير منا يتذكر الطبيب السعودي الذي صار يسمع مع نبضات قلب المريض أغاني. هذا الطبيب اختلط في عقله ما تلقاه من علم على مقاعد الدراسة في الكلية المحترمة وبين ما سمعه من الدعاة، وكلنا يعرف المرأة التي اكتشفت أن بول الإبل يعالج السرطان، وأصحاب الإعجاز العلمي والرقاة الشرعيين الذين ينفثون على خزانات المياه.
لكي ندفن الإرهاب والعنف واحتقار المرأة ونعيد للعقل العلمي قيمته علينا القضاء على الثقافة التي زرعها الدعاة بأن نحوّل هذه الثقافة الخرافية وبشكل ممنهج إلى مادة فنية في الدراما في الكوميديا وفي السكتشات، وأن نحظر مطاردة السحرة ووظيفة الراقي الشرعي.
يقص الداعية: كان في فندق خارج المملكة. سمع قرعًا على باب غرفته، فإذا بها امرأة روسية عارية (لك أن تتخيل) فأدخلها غرفته وسترها (أولاً) وبعد ربع ساعة من الدعوة أقنعها بالإسلام؛ فدخلت الإسلام وحسن إسلامها. وعندما سافرت إلى موسكو أصبحت داعية رغم أن أهلها مسيحيون متطرفون.
يقص الداعية الآخر: إن سليمان طلب من ربه أن يسمح له أن يطعم مخلوقاته كلها في يوم واحد، وبالطبع فشلت العزيمة لأن عدد المخلوقات في البر (ستمائة!) أمة ومثلها في البحر... إلى آخر الخرافة.
يقص الداعية: كنت أصلى في البر وعندما قلت ولا الضالين سمعت أصواتًا تقول آمين. فاكتشف أن الجن كانوا يصلون خلفه.
ويخبرنا الداعية أن أحدهم سقطت محفظته في القبر وعندما عاد وحفر القبر شاهد الهوايل التي يعاني منها الموتى الذين يسمعون الأغاني.
وداعية يسأل إسرائيليًا لماذا تحتلون القدس وأنتم تعرفون أن المسلمين سوف يحررونها؛ فيجيب اليهودي: لن يحررها إلا الذين يؤدون الصلاة في أوقاتها.
وآخر يخبرنا أن الجن يأكلون الأرز، وثالث يعلّمنا الطرق العلمية لفك السحر، بل أنشأ وحدة متكاملة لمطاردة السحرة وفك السحر بطرق علمية. وآخر يخبرنا أن الجن يأتون من الهند لتلقي العلوم من المشايخ. هذا غير صب الرصاص في آذان محبي الأغاني وما اكتشفه دعاتنا في القبور أقلها هولاً إمكانيات الشجاع الأقرع.
في الأربعين سنة الماضية تطوّر محتوى خطاب الدعاة وتبلور في أربعة محاور؛ الأول الدعوة للعنف والكراهية، والثاني الترويج للخرافات، والثالث تحقير المرأة، والرابع محاربة الفنون. قد يبدو أن الدعوة للعنف وتحقير المرأة أهم وأخطر من الترويج للخرافات، ولكن بقليل من التأمل سترى أن الترويج للخرافات هو الحاضن لكل الشرور. لا يمكن لإنسان أن يُقبل على الانتحار وقتل الآمنين واحتقار أقرب الناس له دون أن يكون هناك خلل في عقله وطريقة تفكيره.
هذه الثقافة ركبت في أذهان كثير من الناس كطريقة تفكير وصاغت نظرتهم لعالمهم. سنجد بين هؤلاء الذين أنصتوا لهذه القصص من يكون بارعًا في الكيمياء ولكن تم تسييره في هذه الدنيا ليعيش حياتين؛ حياته الجمعية وحياته الخاصة.
كثير منا يتذكر الطبيب السعودي الذي صار يسمع مع نبضات قلب المريض أغاني. هذا الطبيب اختلط في عقله ما تلقاه من علم على مقاعد الدراسة في الكلية المحترمة وبين ما سمعه من الدعاة، وكلنا يعرف المرأة التي اكتشفت أن بول الإبل يعالج السرطان، وأصحاب الإعجاز العلمي والرقاة الشرعيين الذين ينفثون على خزانات المياه.
لكي ندفن الإرهاب والعنف واحتقار المرأة ونعيد للعقل العلمي قيمته علينا القضاء على الثقافة التي زرعها الدعاة بأن نحوّل هذه الثقافة الخرافية وبشكل ممنهج إلى مادة فنية في الدراما في الكوميديا وفي السكتشات، وأن نحظر مطاردة السحرة ووظيفة الراقي الشرعي.