يبدو أن هناك عودة إلى التشدد من خلال رسائل الواتساب، فقد أُمطرنا بكم كبير من المقاطع التي تحرم الغناء، والموسيقى والتصوير، واعتبار الأفراح التي طرزت سماء الوطن فرحة باليوم الوطني هي رجس من عمل الشيطان.
وكان استدلال هؤلاء من خلال فتاوى قديمة لبعض المشايخ، وأقول قديمة لأن تفنيد ما حرمه المشايخ السابقون تم التراجع عنه من خلال مناقشات حول تلك الفتاوى، ومال الكثير منهم إلى عدم وجود نص صريح على تحريم الغناء أو الموسيقى أو التصوير.. وهذه من القضايا التي قضينا سنوات طويلة في جدال لا فائدة من إعادته أو الرد عليه.
نعم، تجاوزنا زمن التحريم على علاته من قبل كثير من الكتب التراثية، وإلى الآن لم نتنبه إلى أن التحريم هو ما جاء في القرآن نصاً صريحاً غير مؤول.
والقضية ليست هنا، بل التأكيد أن الموروث الفقهي الثابت في الكتب ومواقع النت هي المعضلة التي يستوجب النظر إليها من قبل العلماء المعاصرين، والعمل على إيضاح ما تم تجاوزه بالدرس والتحليل، والصفح عما كان محرماً من قبل (علماء سابقين) هم أناس لا يعتبر رأيهم نصاً مقدساً، فأحكام التحريم تأتي من قبل الله عز وجل ورسوله بنص صريح.
كنت قد كتبت في هذه المسألة كثيراً، ووصلت إلى أن كل إنسان يعيش بعقله... ويبدو أن هذا العقل سوف يظل حبيس ما كتب، من غير زحزحة إلى الأمام.. فما كتب في موروثنا الفقهي قبل 1200 سنة، جاؤوا علماء أجلاء عبر العصور ممحصين لكل ما قيل، وأنتج الزمن المتوالي فقهاً متراكماً كنتاج مغاير لما قيل في أزمان مختلفة.. إذا المشكلة لدى الناس أنفسهم الذين لا يقرأون ما استجد من دراسات أو ما تم إبطاله من أحكام بشرية، كأن يأتي التحريم من فم صحابي أو تابعي وليس من الله أو رسوله...
وسوف يستمر (صرف) عملة التحريم لسنوات قادمة، ما لم يتم تجديد الأفكار التعليمية ذاتها..
ولو لاحظنا أن جملة (حرام عليك) شاعت في كل شيء حتى لو أردت استبدال حذاء بحذاء!
فجملة (حرام عليك) جعلت التحريم عملة يصكها كل إنسان حتى الطفل إذا أراد إظهار قوة حجته يبادر على الفور بالجملة، نحن أنشأنا مصنع (التحريم)، ولذا تغلغلت الجملة على تحريم ما هو ليس بمحرم، وغاب على الكثيرين أن التحريم حق إلهي ذكره الله في كتابه ولا يحق لأي إنسان تحريم ما لم يحرم في القرآن.
وقضية القياس التي أسسها الإمام الشافعي ضمن مصادر التشريع (القرآن، السنة، القياس، الإجماع) هو رأي عالم وليس نصاً ربانياً، فما يقاس على أي شيء فيما نعيش فيه ليس حراماً كون الحرام مثبتاً قرآنياً، كما أن مصدر الإجماع ليس حقيقياً فليس للأمة إجماع في أي شيء خارج القرآن، كما أن كثيراً من الآيات تم استخلاص أحكام متباينة، وكل فريق لديه كم مهول من الكلام الذي يظنه البعض حججا !
نحن كجيل قضينا أعمارنا ونحن نحاجج في ما مضى، حتى ظهر لنا أن الكثير من القضايا ليست من الدين في شيء، لكن اللعبة مستمرة مع الجيل القادم، فأي شاب تحول إلى واعظ يعيد دوران الماء في (النافورة) كونه يستقي مواعظه في التحريم أو الكراهة أو الاجتناب من كتب أصول الفقه والتي مضى على بعضها أكثر من ألف عام غير عابه بما تم إيضاحه في الدراسات الحديثة ورفع الحرج عن الأمة في ما تم تحريمه سابقاً.
مشكلة أي مجتمع حينما تتحول ثقافته إلى ثقافة ماء النافورة.
أنهي المقالة بجملة مسرحية (تاني علشان البيه).
وكان استدلال هؤلاء من خلال فتاوى قديمة لبعض المشايخ، وأقول قديمة لأن تفنيد ما حرمه المشايخ السابقون تم التراجع عنه من خلال مناقشات حول تلك الفتاوى، ومال الكثير منهم إلى عدم وجود نص صريح على تحريم الغناء أو الموسيقى أو التصوير.. وهذه من القضايا التي قضينا سنوات طويلة في جدال لا فائدة من إعادته أو الرد عليه.
نعم، تجاوزنا زمن التحريم على علاته من قبل كثير من الكتب التراثية، وإلى الآن لم نتنبه إلى أن التحريم هو ما جاء في القرآن نصاً صريحاً غير مؤول.
والقضية ليست هنا، بل التأكيد أن الموروث الفقهي الثابت في الكتب ومواقع النت هي المعضلة التي يستوجب النظر إليها من قبل العلماء المعاصرين، والعمل على إيضاح ما تم تجاوزه بالدرس والتحليل، والصفح عما كان محرماً من قبل (علماء سابقين) هم أناس لا يعتبر رأيهم نصاً مقدساً، فأحكام التحريم تأتي من قبل الله عز وجل ورسوله بنص صريح.
كنت قد كتبت في هذه المسألة كثيراً، ووصلت إلى أن كل إنسان يعيش بعقله... ويبدو أن هذا العقل سوف يظل حبيس ما كتب، من غير زحزحة إلى الأمام.. فما كتب في موروثنا الفقهي قبل 1200 سنة، جاؤوا علماء أجلاء عبر العصور ممحصين لكل ما قيل، وأنتج الزمن المتوالي فقهاً متراكماً كنتاج مغاير لما قيل في أزمان مختلفة.. إذا المشكلة لدى الناس أنفسهم الذين لا يقرأون ما استجد من دراسات أو ما تم إبطاله من أحكام بشرية، كأن يأتي التحريم من فم صحابي أو تابعي وليس من الله أو رسوله...
وسوف يستمر (صرف) عملة التحريم لسنوات قادمة، ما لم يتم تجديد الأفكار التعليمية ذاتها..
ولو لاحظنا أن جملة (حرام عليك) شاعت في كل شيء حتى لو أردت استبدال حذاء بحذاء!
فجملة (حرام عليك) جعلت التحريم عملة يصكها كل إنسان حتى الطفل إذا أراد إظهار قوة حجته يبادر على الفور بالجملة، نحن أنشأنا مصنع (التحريم)، ولذا تغلغلت الجملة على تحريم ما هو ليس بمحرم، وغاب على الكثيرين أن التحريم حق إلهي ذكره الله في كتابه ولا يحق لأي إنسان تحريم ما لم يحرم في القرآن.
وقضية القياس التي أسسها الإمام الشافعي ضمن مصادر التشريع (القرآن، السنة، القياس، الإجماع) هو رأي عالم وليس نصاً ربانياً، فما يقاس على أي شيء فيما نعيش فيه ليس حراماً كون الحرام مثبتاً قرآنياً، كما أن مصدر الإجماع ليس حقيقياً فليس للأمة إجماع في أي شيء خارج القرآن، كما أن كثيراً من الآيات تم استخلاص أحكام متباينة، وكل فريق لديه كم مهول من الكلام الذي يظنه البعض حججا !
نحن كجيل قضينا أعمارنا ونحن نحاجج في ما مضى، حتى ظهر لنا أن الكثير من القضايا ليست من الدين في شيء، لكن اللعبة مستمرة مع الجيل القادم، فأي شاب تحول إلى واعظ يعيد دوران الماء في (النافورة) كونه يستقي مواعظه في التحريم أو الكراهة أو الاجتناب من كتب أصول الفقه والتي مضى على بعضها أكثر من ألف عام غير عابه بما تم إيضاحه في الدراسات الحديثة ورفع الحرج عن الأمة في ما تم تحريمه سابقاً.
مشكلة أي مجتمع حينما تتحول ثقافته إلى ثقافة ماء النافورة.
أنهي المقالة بجملة مسرحية (تاني علشان البيه).