-A +A
حمود أبو طالب
جميعنا نتحدث ونحتفي ونحتفل في اليوم الوطني بكل الإنجازات الشاملة التي حدثت في الوطن، الأمن والأمان والاستقرار والنهضة والرخاء والتطور، ولكن عندما نتحدث عن الأمن بمفهومه الشامل فبودي الحديث عن جانب منه في غاية الأهمية، ربما لا يعيره البعض التركيز الذي يستحقه في خضم الحديث عن الجوانب الأخرى الكثيرة.

سأتحدث بحكم التخصص عن «الأمن الصحي» الذي كشفت جائحة كورونا أهميته الكبرى وخطورته. لقد انهارت أنظمة صحية في دول متقدمة سبقتنا بقرون في هذا المجال، وتعثرت أنظمة كانت تعتقد أنها متفوقة، وانكشفت بعض الدول تماماً واتضح عجزها في مواجهة الجائحة من نواحٍ عديدة، لكن كيف استطاعت المملكة، الدولة الحديثة التي لم يمض وقت طويل على إنشاء قطاع خدماتها الصحية أن تتفوق على دول كبرى في السيطرة على الجائحة، وبشهادة المرجعيات الصحية العالمية والأكاديميات الطبية الموثوقة المعتبرة.


الجواب باختصار شديد لأن المملكة أصبحت لديها أفضل بنية أساسية صحية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وترتيب متقدم بين دول العالم. ونعني بالبنية الأساسية الكوادر الصحية والمرافق والتجهيزات والسياسات والأنظمة والإدارة الصحية. في خمسينات وستينات القرن الماضي لم يكن في المملكة سوى خمسة أو ستة مستشفيات بمستويات ذلك الزمن، ومن يرغب في علاج متقدم عليه السفر للخارج. ابتعثت الحكومة حينذاك بتركيز مقصود أكبر عدد من الطلاب لدراسة الطب في دول عديدة، عادوا وساهموا في إنشاء أول كلية طب في الرياض بداية السبعينات، لتصبح بداية لمنظومة عدد كبير من كليات الطب المنتشرة في كل مناطق المملكة بأفضل أنظمة التعليم الطبي، ورافق ذلك البدء في إحداث ثورة شاملة في عدد ومستويات وجودة مرافق صحية تغطي كل المملكة، وتسابقت قطاعات حكومية غير وزارة الصحة في إنشاء قطاعات صحية واستقدام أفضل الكوادر من مختلف دول العالم بمشاركة الأعداد المتزايدة من الأطباء السعوديين الذين تخصصوا في أفضل الجامعات والمستشفيات العالمية الشهيرة في أمريكا وكندا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرها.

الدعم الهائل من الدولة للقطاعات الصحية، وتوفر البنية الأساسية وبرامج التطوير المستمرة جعلنا نصل إلى هذا المستوى المتقدم جداً في تحقيق الأمن الصحي المجاني للمواطنين، وجميعنا نعرف كم هي باهظة فاتورة العلاج في الدول الأخرى، بل وتشمل الخدمة أيضا المقيمين وحتى مخالفي أنظمة الإقامة كما حدث في جائحة كورونا.

الآن، يفد إلى المملكة الكثير من دول أخرى للعلاج بمراكزها الطبية العالمية وبينهم مسؤولون كبار يستطيعون الذهاب إلى أي مكان في العالم، وتجوب الطواقم الطبية بلدان العالم الفقيرة لإجراء العمليات الجراحية المتقدمة، وتقدم المملكة أرقى الخدمات الصحية المجانية لملايين الحجاج والمعتمرين. الآن أيها السيدات والسادة ومن خلال تطبيق «صحتي» على الهاتف الجوال أو الاتصال على الرقم الموحد 937 تستطيع الحصول على كل الخدمات الصحية الطارئة وغير الطارئة مجاناً، ويصلك علاجك إلى منزلك مجاناً.

هذا يحدث في السعودية فقط..