-A +A
حمود أبو طالب
في الوقت الذي أصبحنا فيه مشغولين بالذكاء الاصطناعي والمشاريع التي تطبق أحدث تقنيات العلم وتحول الخيال إلى واقع، وفي الوقت الذي وصل فيه التعليم لدينا إلى مستويات متقدمة جداً، ويحصد طلابنا وطالباتنا جوائز دولية في الموهبة والابتكار، وفي زمن الاكتشافات العلمية المذهلة التي نحضر أنفسنا للمشاركة فيها، ما زال لدينا من يصر على إهانة العقل بشكل مخجل، والاستخفاف بالوعي الكبير الذي وصله المجتمع.

لقد اعتقدنا أن المهرجين الذين يستغفلون الناس بذريعة الرقية من الجن قد تواروا عن الأنظار خجلاً من مواجهة الوعي أو خوفاً من الوقوع تحت طائلة القوانين التي تمنع الاستغلال بكل أشكاله، لكن يبدو أننا واهمون لأنهم ما زالوا حاضرين وما زال هناك من يصدقهم، وإلا لما خرج علينا أحدهم مؤخراً في قناة تلفزيونية يتحدث عن الجني الحبشي الذي غادر بلده وجاء إلى المملكة ليستهدف عيون فتاة في أحد الأفراح ويفقدها البصر، بحسب اعتراف الجني للراقي من خلال استجوابه! الغريب في الأمر أن ذلك الشخص يتحدث بثقة عجيبة وجرأة غريبة وكأنه يتحدث إلى بهائم لا تفقه ولا تعقل ولا تميّز، بينما الواقع يقول إنه يتحدث إلى مجتمع أغلبه شباب من جيل العلم والجامعات والابتعاث. والمشكلة أنه يتحدث في زمن الفضائيات والإنترنت والمعلوماتية الكونية، أي أن ذلك المقطع يمكن ترجمته إلى كل اللغات وبثه في كل العالم على أن قائله من الدولة التي تقع فيها نيوم وأرامكو وذا لاين وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومراكز الأبحاث الطبية والعلمية المتقدمة. أي أن هذا الجهل والتخلف قد يكون محسوباً علينا، وهذه فضيحة لا نستحقها.


يا من يهمهم أمر سمعتنا: اردعوا هذه الكائنات الضارة.