يعلي تاريخ الأدب من سلطة المؤلف إلى الحد الذي جعل النقاد والقراء يعتبرون النصوص مستودعات وسجلاً للحياة الشخصية للمبدع وللمعاني، وأن النقد والقراءة ليست سوى إفراغ لهذه المستودعات، السجلات من محتواها وإعلانها للآخرين! فالكتابة ما هي إلا سير ذاتية للمبدعين والمبدعات، وهذا جعل الكتّاب والكاتبات يتخفون ويهربون إلى الاسم المستعار أو القناع، ويؤكد حضور الإدانة للكاتب أو الكاتبة ما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي من التخفي والتقنع بأسماء مستعارة! وهذا هو الهروب إلى فضاء لا يعرفك أحد فيه رغبة في البوح دون رقيب أو هرباً من محاسبة أو مراقبة!
وإن انتقلنا إلى المستوى الأدبي، أي التعامل مع النصوص الإبداعية وتعامل القراء معها في استنتاج المعنى أو توظيفه بعيداً على أن يكون سيرة ذاتية للكاتب أو الكاتبة، تقفز بين أيدينا نظرية (التلقي) الحديثة، وهي تعنى بالقارئ وسلطته داخل النص الأدبي بوصفه شريكاً أساساً وفاعلاً، بل ومنتجاً للمعنى، وليس متلقياً سلبياً بمعنى أن يكون المؤلف هو صاحب السلطة في توجيهه لما يريد ويرغب من معنى، فقد كانت النظريات الأدبية قديماً تعمل على إغلاق آفاق التأويل أي تعدد المعاني التي يذهب إليها القارئ في قراءته بحرية وانطلاق نحو المعنى الذي يتجاوب مع فهمه وثقافته الخاصة، حيث كانت تساهم هذه النظريات بغلق مجال تفكيره في إطار ذي قواعد وضوابط محددة تحد من دوره الفعال في الوصول إلى فهم معاني النص بشكل كامل من خلال تفسير ألفاظه، عندها ظهرت نظريات التلقي الحديثة بتفعيل إمكانيات المتلقي (القارئ) من حيث التأويل، وتعمل على توسيع مداركه العقلية، مما يمنحه حقوقه في التعبير عن شخصيته وما يدور داخله، ويمكن القول إنها تمثل نقلة نوعية في مجال التعامل مع النصوص، إذ تطور من المفهوم التقليدي الذي يعمل ضمن معايير وقيود محددة إلى المفهوم الحديث وما بعده الذي يوسع من مدارك القراءة النقدية للمتلقي (القارئ النموذجي) - بحسب وصف امبرتو إيكو - عبر عملية تفكيك وتأويل النص، إذ يمكن تعريف المتلقي (القارئ) على أنه الشخص الذي يقوم بفك ما يحتوي عليه النص من شفرات، وإغلاق الفجوات فيه، وكل ذلك بهدف الوصول إلى المغزى الفكري والمعنى المتعدد من النص.
فالقراءة ونقصد بها القراءة الواعية للنص الأدبي «أرحب من الكتابة، إذ لا يكتفي القارئ بمطاوعة الكاتب في الالتزام بما هو مكتوب، وإنما يضيف إليه ما يحصى من الافتراضات أثناء القراءة، وهو وجهة النظر المتجولة» كما قال بذلك ولفغانغ إيزر في كتابه «فعل القراءة: نظرية جمالية التجاوب في الأدب» - ترجمة: د. حميد لحمداني، فجمالية التفاعل لا تظهر إلا من خلال مرور القارئ عبر مختلف وجهات النظر التي يقدمها النص ويربط الآراء والنماذج المختلفة بعضها ببعض. هذا الفعل الحركي الذي يقوم –القارئ –، يجعل العمل الأدبي يتحرك لإنتاج معان متعددة مختلفة، وهذا يزيد من قيمة العمل الإبداعي، لأن الموقع الفعلي للعمل يقع بين النص والقارئ، الشريكان الأساسيان في إنتاج النص!
وإن انتقلنا إلى المستوى الأدبي، أي التعامل مع النصوص الإبداعية وتعامل القراء معها في استنتاج المعنى أو توظيفه بعيداً على أن يكون سيرة ذاتية للكاتب أو الكاتبة، تقفز بين أيدينا نظرية (التلقي) الحديثة، وهي تعنى بالقارئ وسلطته داخل النص الأدبي بوصفه شريكاً أساساً وفاعلاً، بل ومنتجاً للمعنى، وليس متلقياً سلبياً بمعنى أن يكون المؤلف هو صاحب السلطة في توجيهه لما يريد ويرغب من معنى، فقد كانت النظريات الأدبية قديماً تعمل على إغلاق آفاق التأويل أي تعدد المعاني التي يذهب إليها القارئ في قراءته بحرية وانطلاق نحو المعنى الذي يتجاوب مع فهمه وثقافته الخاصة، حيث كانت تساهم هذه النظريات بغلق مجال تفكيره في إطار ذي قواعد وضوابط محددة تحد من دوره الفعال في الوصول إلى فهم معاني النص بشكل كامل من خلال تفسير ألفاظه، عندها ظهرت نظريات التلقي الحديثة بتفعيل إمكانيات المتلقي (القارئ) من حيث التأويل، وتعمل على توسيع مداركه العقلية، مما يمنحه حقوقه في التعبير عن شخصيته وما يدور داخله، ويمكن القول إنها تمثل نقلة نوعية في مجال التعامل مع النصوص، إذ تطور من المفهوم التقليدي الذي يعمل ضمن معايير وقيود محددة إلى المفهوم الحديث وما بعده الذي يوسع من مدارك القراءة النقدية للمتلقي (القارئ النموذجي) - بحسب وصف امبرتو إيكو - عبر عملية تفكيك وتأويل النص، إذ يمكن تعريف المتلقي (القارئ) على أنه الشخص الذي يقوم بفك ما يحتوي عليه النص من شفرات، وإغلاق الفجوات فيه، وكل ذلك بهدف الوصول إلى المغزى الفكري والمعنى المتعدد من النص.
فالقراءة ونقصد بها القراءة الواعية للنص الأدبي «أرحب من الكتابة، إذ لا يكتفي القارئ بمطاوعة الكاتب في الالتزام بما هو مكتوب، وإنما يضيف إليه ما يحصى من الافتراضات أثناء القراءة، وهو وجهة النظر المتجولة» كما قال بذلك ولفغانغ إيزر في كتابه «فعل القراءة: نظرية جمالية التجاوب في الأدب» - ترجمة: د. حميد لحمداني، فجمالية التفاعل لا تظهر إلا من خلال مرور القارئ عبر مختلف وجهات النظر التي يقدمها النص ويربط الآراء والنماذج المختلفة بعضها ببعض. هذا الفعل الحركي الذي يقوم –القارئ –، يجعل العمل الأدبي يتحرك لإنتاج معان متعددة مختلفة، وهذا يزيد من قيمة العمل الإبداعي، لأن الموقع الفعلي للعمل يقع بين النص والقارئ، الشريكان الأساسيان في إنتاج النص!