لقد أفصح جوزيب بوريل، المسؤول الأول عن الشؤون الخارجية والتعاون الأمني في الاتحاد الأوروبي، عن نظرته العنصرية على كل شيء غير أوروبا، وذلك حين اعتبر «أوروبا حديقة وأغلب العالم أدغال وغابات». والواقع أن المشكلة أعمق وأبعد من النظرة العنصرية الغربية التي تفوح وتظهر من تصرفاتهم وسياساتهم في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
المشكلة في حقيقتها تكمن في أن العنصرية الغربية التي تقوم على مفهوم السيطرة. هذا المفهوم الذي صنعه الفيلسوف جيل دولوز (Gilles Deleuze)، الذي فيه تحرص الأقلية الغربية على التحكم في أغلبية دول العالم دون رضاء منهم أو قبول، كما تفعل الأقلية التي تملك السيطرة في الشركات التجارية. ولا شك أن مفهوم السيطرة في السياسة يختلف عن مفهوم السيطرة في علم الإدارة الذي هو إحدى الوظائف الإدارية؛ مثل التخطيط والتنظيم والتوجيه. كما أن الفرق بين مفهوم السيطرة ومفهوم الهيمنة في السياسة يكمن في أن مفهوم الهيمنة يعبر عن الحكم المستبد الذي يستمر بموافقة الناس، وهو مفهوم صنعه الفيلسوف أنطونيو جرامشي (Antonio Gramsci).
وفي تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي يظهر مفهوم السيطرة التي تهيمن على عقلية وفكر الغرب، على الرغم من ما توصل إليه التحليل بضرورة اعتراف واشنطن (زعيمة الغرب) بظهور نظام متعدد الأقطاب في الشرق الأوسط، وضرورة إعادة ضبط تفكيرها، بعيداً عما سبق عندما كانت مبنية على أساس فرضية السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط. «وإنه يجب على واشنطن القبول بفرضية أن علاقتها مع الرياض تحتاج إلى إعادة ضبط، والتركيز على المصالح الأساسية لكلا الجانبين، والابتعاد عن نهج التدابير العقابية التي ستغرق العلاقة بين الطرفين في دوامة، ستدفع بأسعار الطاقة للارتفاع». ويدعو التحليل واشنطن إلى تبني «تدابير إبداعية» لتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة منتجي الطاقة، وتسريع وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي، وتكثيف التعاون مع أوروبا بشأن إمداد الغاز المسال، وإعادة النظر في قانون مكافحة الاحتكار لاستهداف «كارتلات إنتاج النفط الأجنبية»، والحفاظ على صناعة الطاقة الأمريكية. واعتبر التقرير أن السعودية «تواصل استغلال العلاقة التاريخية» مع الولايات المتحدة، وهو ما يتطلب «إعادة تقييم العلاقات الدفاعية بين البلدين».
إذا نظرنا إلى التوصيات التي خلص إليها تحليل مجلة فورين بوليسي نجدها لا تخرج عن مفهوم السيطرة الذي يتحكم في العقلية الغربية. فما ذهب إليه من توصيات تقوم على تحقيق مصلحة واشنطن بفرض إرادتها المنفردة باستخدام إعادة النظر في قانون مكافحة الاحتكار ووقف مبيعات السلاح. ولم ينظر التحليل في مصالح السعودية الحقيقية ورغبتها في الحصول على سعر عادل لبترولها ولا إلى مصالحها الأمنية والاقتصادية والإقليمية ولا إلى تطلع السعودية لعلاقة ذات اتجاهين. وقد أصاب نائب وزير الخارجية الصيني الذي قال «بعض القوى في العالم تتحرك عكس اتجاه التاريخ وتحرص على خوض حرب باردة جديدة».
عندما تجتمع العنصرية التي تعلي من مصالح فئة على غيرها مع الرغبة في السيطرة والتحكم ووضع قوانين تعطي امتيازات ومنافع لفئات معينة وتحرم الباقين منها، لا شك أننا أمام معضلة كبيرة لن يصلحها اعتذار أو تبرير يصدر من قائل جملة تعبر عن حقيقة ثقافة تعيش في أذهان وفكر قائليها.
المشكلة في حقيقتها تكمن في أن العنصرية الغربية التي تقوم على مفهوم السيطرة. هذا المفهوم الذي صنعه الفيلسوف جيل دولوز (Gilles Deleuze)، الذي فيه تحرص الأقلية الغربية على التحكم في أغلبية دول العالم دون رضاء منهم أو قبول، كما تفعل الأقلية التي تملك السيطرة في الشركات التجارية. ولا شك أن مفهوم السيطرة في السياسة يختلف عن مفهوم السيطرة في علم الإدارة الذي هو إحدى الوظائف الإدارية؛ مثل التخطيط والتنظيم والتوجيه. كما أن الفرق بين مفهوم السيطرة ومفهوم الهيمنة في السياسة يكمن في أن مفهوم الهيمنة يعبر عن الحكم المستبد الذي يستمر بموافقة الناس، وهو مفهوم صنعه الفيلسوف أنطونيو جرامشي (Antonio Gramsci).
وفي تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي يظهر مفهوم السيطرة التي تهيمن على عقلية وفكر الغرب، على الرغم من ما توصل إليه التحليل بضرورة اعتراف واشنطن (زعيمة الغرب) بظهور نظام متعدد الأقطاب في الشرق الأوسط، وضرورة إعادة ضبط تفكيرها، بعيداً عما سبق عندما كانت مبنية على أساس فرضية السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط. «وإنه يجب على واشنطن القبول بفرضية أن علاقتها مع الرياض تحتاج إلى إعادة ضبط، والتركيز على المصالح الأساسية لكلا الجانبين، والابتعاد عن نهج التدابير العقابية التي ستغرق العلاقة بين الطرفين في دوامة، ستدفع بأسعار الطاقة للارتفاع». ويدعو التحليل واشنطن إلى تبني «تدابير إبداعية» لتعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة منتجي الطاقة، وتسريع وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي، وتكثيف التعاون مع أوروبا بشأن إمداد الغاز المسال، وإعادة النظر في قانون مكافحة الاحتكار لاستهداف «كارتلات إنتاج النفط الأجنبية»، والحفاظ على صناعة الطاقة الأمريكية. واعتبر التقرير أن السعودية «تواصل استغلال العلاقة التاريخية» مع الولايات المتحدة، وهو ما يتطلب «إعادة تقييم العلاقات الدفاعية بين البلدين».
إذا نظرنا إلى التوصيات التي خلص إليها تحليل مجلة فورين بوليسي نجدها لا تخرج عن مفهوم السيطرة الذي يتحكم في العقلية الغربية. فما ذهب إليه من توصيات تقوم على تحقيق مصلحة واشنطن بفرض إرادتها المنفردة باستخدام إعادة النظر في قانون مكافحة الاحتكار ووقف مبيعات السلاح. ولم ينظر التحليل في مصالح السعودية الحقيقية ورغبتها في الحصول على سعر عادل لبترولها ولا إلى مصالحها الأمنية والاقتصادية والإقليمية ولا إلى تطلع السعودية لعلاقة ذات اتجاهين. وقد أصاب نائب وزير الخارجية الصيني الذي قال «بعض القوى في العالم تتحرك عكس اتجاه التاريخ وتحرص على خوض حرب باردة جديدة».
عندما تجتمع العنصرية التي تعلي من مصالح فئة على غيرها مع الرغبة في السيطرة والتحكم ووضع قوانين تعطي امتيازات ومنافع لفئات معينة وتحرم الباقين منها، لا شك أننا أمام معضلة كبيرة لن يصلحها اعتذار أو تبرير يصدر من قائل جملة تعبر عن حقيقة ثقافة تعيش في أذهان وفكر قائليها.