عزيزي «إيرفي رينارد»، كما تنطق بالفرنسية وتكتب بالعربية، أبعث لك هذه الرسالة عبر أشهر صحيفة في الوطن العربي لست غابرييل هانوت ولا كلير أرنو ولا آن لوري بونيت، كما أنني لست كاتباً في ليكيب ولا ناشطاً في فرانس فتبول أو ليموند، أنا فقط كاتب صغير في بلادي، لك أن تعتبرني مجرد مشجع كرة قدم، وفي الثمانينيات تابعت ميشال هيدالغو وبلاتيني وتيغانا ولم أتوقع أن زين الدين زيدان سيفلح، ولا كريم بن زيمة سيصبح هدافاً، وفي صحيفة الندوة طيبة الذكر كتبت ما لم يكتبه صحفي فرنسي ليلة الفوز على البرازيل بثلاثية 98، وضحكت مع سعد المطرفي حتى مطلع الفجر، فرحت مثلكم لفرنسا وطن الأنوار وعلقت بفريق «الديك» لكرة القدم وكنت مولعاً حتى بعد أن طوح بلاتيني ركلة الجزاء المونديالية 86، إبان زمن مارادونا، ولم يسعدني فوزهم في مونديال 2018 ولا سياستهم الرياضية منذ نهاية زمن جاك شيراك، أغني لك عن تفاصيل «أناشيد البطولة» وأجدك في تراث «قصة الثعلب رينارد».
عزيزي مترجم رينارد، قل له في مونديال 2002، الذي أقيم لأول مرة في آسيا كتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الابن رسالة إلى جوزيف سيب بلاتر الذي توسد إرث جول ريميه يدعوه فيها إلى تغيير قواعد اللعبة في كرة القدم حتى تصبح مقنعة أكثر ومشوقة أكثر كان وقتها بوش غير مرغوب فيه وسط أجواء الرياضيين، وكان بلاتر الإمبراطور الذي يتزعم دولة الفيفا التي لا تغيب عنها الشمس.
مضى بلاتر يجر أذيال الانكسار تاركاً وراءه إمبراطورية تعج بالفساد، وغادر بوش مخلفاً وراءه إمبراطورية غارقة في دماء الأبرياء، والآن أجدني أكتب لك هذه الرسالة قبل مونديال 2022، أي بعد عشرين عاماً من رسالة بوش لبلاتر وكلانا سنغادر إمبراطوريتينا، فدعنا نغادرها بالكثير من الحب والامتنان والتقدير والتاريخ الحافل بالإنجازات لنخبر العالم بأن كرة القدم ميدان الأذكياء وأرض المعارك النزيهة.
في مونديال إيطاليا 1990 ضرب فرانسو أومام بيك مرمى منتخب الأرجنتين المدجج بعمالقة النهائي المبكي، ومضى يرقص بمنتخب الكاميرون يرافقه الأسد العجوز روجيه ميلا حتى دور ربع النهائي، وأنت لست ببعيد عن القارة السمراء، فلا تزال آثار أقدامك هناك تحمل الكثير من المنجزات والتحديات ولست مقتنعاً بأن جوارديولا أفضل من تيلي سانتانا ولا مورينهو أفضل من ساكي أو بيكنباور، لكن حال كرة القدم يقوم على الفكرة قبل اللعبة وكذلك حال مدربيها، فالفكرة تسبق خطة تنفيذها فإذا بدأت تدافع من الوسط بشراسة لن تجد مساحة للارتداد، دع الأرجنتين والمكسيك وبولندا يدخلون إلى ثلث ملعبك الأخير إلى أقرب نقطة من مرمى منتخبك، تظاهر بأن الكرة لا تقطع إلا هناك ثم ابحث عن هيثم عسيري وفهد المولد وسالم وفراس، لا شيء أكثر من ذلك، لا نريد زيكو يمرر لفلكاو ولا سقراط يبعث لعبته لجونيور أو أيدير، دعها حسابية دقيقة وكثف من محاورك الدفاعية وأظهرتك الحديدية لقد رأيتك في تجريبية آيسلندا وهي قريبة من المونديال أنك تسعى لبناء هجمة وفزت بهدف سجله ظهير، فبناء الهجمات يكلف الكثير من الجهد والخوف وكشف غطاء الدفاع كما أن الظهير لو مر بمرمى المنافس سبعين مرة لن يسجل.
عزيزي رينارد لست مجبراً على إقناع الجماهير ولا استرضاء المديرين، كل ما عليك فقط أن تصنع مصيدة يقع فيها أكابر المنتخبات ثم ستحقق ما عجز عنه غيرك، دع نجومك ينسوا لعب كرة القدم وفرغهم لهدم هجمات المنافسين، ابحث بين أفكار الثعالب كيف تقدم فرقتك بنتائج ينحني لها التاريخ، وحينما تفوز لن يسأل أحدهم كيف فزت بل سينشغلون بالتهاني والمباركة.
عزيزي مترجم رينارد، قل له في مونديال 2002، الذي أقيم لأول مرة في آسيا كتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الابن رسالة إلى جوزيف سيب بلاتر الذي توسد إرث جول ريميه يدعوه فيها إلى تغيير قواعد اللعبة في كرة القدم حتى تصبح مقنعة أكثر ومشوقة أكثر كان وقتها بوش غير مرغوب فيه وسط أجواء الرياضيين، وكان بلاتر الإمبراطور الذي يتزعم دولة الفيفا التي لا تغيب عنها الشمس.
مضى بلاتر يجر أذيال الانكسار تاركاً وراءه إمبراطورية تعج بالفساد، وغادر بوش مخلفاً وراءه إمبراطورية غارقة في دماء الأبرياء، والآن أجدني أكتب لك هذه الرسالة قبل مونديال 2022، أي بعد عشرين عاماً من رسالة بوش لبلاتر وكلانا سنغادر إمبراطوريتينا، فدعنا نغادرها بالكثير من الحب والامتنان والتقدير والتاريخ الحافل بالإنجازات لنخبر العالم بأن كرة القدم ميدان الأذكياء وأرض المعارك النزيهة.
في مونديال إيطاليا 1990 ضرب فرانسو أومام بيك مرمى منتخب الأرجنتين المدجج بعمالقة النهائي المبكي، ومضى يرقص بمنتخب الكاميرون يرافقه الأسد العجوز روجيه ميلا حتى دور ربع النهائي، وأنت لست ببعيد عن القارة السمراء، فلا تزال آثار أقدامك هناك تحمل الكثير من المنجزات والتحديات ولست مقتنعاً بأن جوارديولا أفضل من تيلي سانتانا ولا مورينهو أفضل من ساكي أو بيكنباور، لكن حال كرة القدم يقوم على الفكرة قبل اللعبة وكذلك حال مدربيها، فالفكرة تسبق خطة تنفيذها فإذا بدأت تدافع من الوسط بشراسة لن تجد مساحة للارتداد، دع الأرجنتين والمكسيك وبولندا يدخلون إلى ثلث ملعبك الأخير إلى أقرب نقطة من مرمى منتخبك، تظاهر بأن الكرة لا تقطع إلا هناك ثم ابحث عن هيثم عسيري وفهد المولد وسالم وفراس، لا شيء أكثر من ذلك، لا نريد زيكو يمرر لفلكاو ولا سقراط يبعث لعبته لجونيور أو أيدير، دعها حسابية دقيقة وكثف من محاورك الدفاعية وأظهرتك الحديدية لقد رأيتك في تجريبية آيسلندا وهي قريبة من المونديال أنك تسعى لبناء هجمة وفزت بهدف سجله ظهير، فبناء الهجمات يكلف الكثير من الجهد والخوف وكشف غطاء الدفاع كما أن الظهير لو مر بمرمى المنافس سبعين مرة لن يسجل.
عزيزي رينارد لست مجبراً على إقناع الجماهير ولا استرضاء المديرين، كل ما عليك فقط أن تصنع مصيدة يقع فيها أكابر المنتخبات ثم ستحقق ما عجز عنه غيرك، دع نجومك ينسوا لعب كرة القدم وفرغهم لهدم هجمات المنافسين، ابحث بين أفكار الثعالب كيف تقدم فرقتك بنتائج ينحني لها التاريخ، وحينما تفوز لن يسأل أحدهم كيف فزت بل سينشغلون بالتهاني والمباركة.