أيام ويطل علينا مهرجان البحر الأحمر السينمائي، في نسخته الثانية.
ذلك المهرجان الذي بدأ بتأسيس فكرة (سينما السعودية الجديدة)، وبغض النظر عن ذلك الشعار بين الجدة والأصالة، يتساقط الشعار كون السينما لدينا ما زالت في حالة نشوء؛ ولذا يمكنني استعارة نظرية داروين (النشوء والارتقاء) كتوصيف للسينما المحلية، ليصبح الهدف الجوهري للمهرجان هو الارتقاء بالفيلم السعودي، الذي سخرت له الأموال الطائلة لتحقيق خطوات أولى في عالم السينما، وجاءت أولى الخطوات مفرحة كتنظيم واحتفالية بالمنشغلين في هذا العالم الممثل للقوى الناعمة في توحدها واكتمالها حين تُقدم فيلماً يجمع إبداعات عدة في عمل يصهر عدداً من الحقول الإبداعية في عمل واحد، وهو الفيلم.
وخلال متابعتي لما تم إنتاجه من أفلام سعودية يمكن تسجيل ملاحظات لما أنتج:
أولاً: سلك بعض المنتجين طرق فكرة (السعودة) اقتفاء بـ(مصرنة) الأفلام المنتجة، وهذه الطريقة بليدة كونها تدخل المشاهد في حالة مقارنة ومقاربة بأصل المنتج الأول، وعادة تفشل -تلك الطريقة- فشلاً ذريعاً إن لم يكن هناك حذر شديد في تقديم الفيلم المستنسخ بأثر مضاف يفوق العمل المستنسخ، وهذا لم يحدث في (مصونة) الأفلام بل حدث تقهقر أضر بالفيلم المستنسخ، كون تلك الأفلام جاءت متواضعة ولم تحدث تجاوزاً لما رسخ في ذهنية المشاهد لما سبق استنساخه، ورديف لفكرة استنساخ الأفلام العالمية تقديم فيلم مستوحى من عمل روائي أو قصصي عالمي، ولا يتم الإشارة إلى أن مادة الفيلم تعتمد اعتماداً كليّاً على رواية الأديب العالمي (هذا أو ذاك) فإن تقوم جهة ما بإنتاج فيلم يعتمد على قصة لتشخوف مثلاً ولا تذكر أن فيلمك قائم على أي قصة من قصصه، فذلك الفعل يحمل إشارة تجهيل المشاهد أو اللعب عليه، والقارئ الجيد سيكتشف أن الفيلم مستوحى من رواية وقصة أديب عالمي، ويزداد تبرمه -المشاهد- من سوء الأداء، وتغيب أفكار العمل الروائي بحجة تقريبه للوضع الاجتماعي المحلي.
ثانياً: من الملاحظات أن الفيلم السعودي لم يستفد من الدعم المالي الضخم المغري في جذب كل من أراد إنتاج فيلم، بل كان الوضع معاكساً، إذ كان ذلك المال جذاباً ومغرياً للحصول على المال مهما كان الفيلم رديئاً أو متواضعاً أو مستنسخاً، وإذا كانت هناك لجان لاستقبال فكرة الأفلام بتقديم (السيناريو)، كان من واجبات تلك اللجان قراءة المتوقع من الورق بنجاح الفيلم أو فشله، فالسيناريو يمنحك تصوراً مبدئياً في جودة الفيلم أو تدنيه.
ثالثاً: ولأن صناعة السينما السعودية ما زالت في البدء، فهي تعاني من فقر المقدرة التمثيلية لدى الممثلين، (إذا أضيف هذا الفقر إلى ضعف السيناريو)، وبسبب الاستسهال في السيناريو والممثلين المتواضعين تكون النتيجة الحتمية سقوط الفيلم حتى لو كان الورق معمولاً بشكل جيد، لأن الممثل هو المجسّد للعمل كاملاً.
رابعاً: كثير من الأفلام السعودية المنتجة لم يستطع أي فيلم سعودي البقاء في صالات العرض لأسبوعين أو أسبوع، وهذا مؤشر إلى وجود علة ما، فإذا أحسنا تقديم الفيلم ولم يستطع الاستمرار في صالات العرض وجذب الجمهور فهناك خلل ما يستوجب مدارسته والتوصية بنوع الخلل لكي تتجاوزه بقية الأفلام.
خامساً: عملية النشوء الباحثة عن سلالم للارتقاء يستوجب التنبه للنص من البدء سواء من قبل المنتج أو اللجان المانحة في إجازة السيناريو أو من خلال المخرج بمعنى أدق من قبل صنّاع السينما أجمعهم، ويمكنني الموافقة على فكرة الكم مع تأخر القيمة الفنية في مرحلة النشوء إلا أن هذه المرحلة كان من المفترض تجاوزها بالارتقاء كونها مرحلة عبرها صنّاع السينما بمحاولات عديدة خلال السنوات الماضية، وتجاوزها يصبح ضرورة، ففكرة الكم لم تنتج النوعية في الحد الأدنى.
سادساً: الفن لا يحتاج إلى أوصياء، ولن أكون وصيّاً؛ لان لكل فن مبدعيه الذين سيظهرون مهما كان الغث متسيداً سطح السينما في وضع النشوء، غداً سيكون الارتقاء من خلال مبدعي هذا الفن، فثمة إشارات تنبئ بأن هناك طاقات إبداعية انطلقت في مضمار السباق الآن، ويمكن التنبؤ أن هناك فائزين في هذه الصناعة العالمية فقط الاستشعار أن السينما مهوى أفئدة العالم، وإن لم تكن على قدر جيد من الاستعداد الإبداعي في دخول المنافسة ستبقى في الدرجات السفلى في ذلك السباق.
ذلك المهرجان الذي بدأ بتأسيس فكرة (سينما السعودية الجديدة)، وبغض النظر عن ذلك الشعار بين الجدة والأصالة، يتساقط الشعار كون السينما لدينا ما زالت في حالة نشوء؛ ولذا يمكنني استعارة نظرية داروين (النشوء والارتقاء) كتوصيف للسينما المحلية، ليصبح الهدف الجوهري للمهرجان هو الارتقاء بالفيلم السعودي، الذي سخرت له الأموال الطائلة لتحقيق خطوات أولى في عالم السينما، وجاءت أولى الخطوات مفرحة كتنظيم واحتفالية بالمنشغلين في هذا العالم الممثل للقوى الناعمة في توحدها واكتمالها حين تُقدم فيلماً يجمع إبداعات عدة في عمل يصهر عدداً من الحقول الإبداعية في عمل واحد، وهو الفيلم.
وخلال متابعتي لما تم إنتاجه من أفلام سعودية يمكن تسجيل ملاحظات لما أنتج:
أولاً: سلك بعض المنتجين طرق فكرة (السعودة) اقتفاء بـ(مصرنة) الأفلام المنتجة، وهذه الطريقة بليدة كونها تدخل المشاهد في حالة مقارنة ومقاربة بأصل المنتج الأول، وعادة تفشل -تلك الطريقة- فشلاً ذريعاً إن لم يكن هناك حذر شديد في تقديم الفيلم المستنسخ بأثر مضاف يفوق العمل المستنسخ، وهذا لم يحدث في (مصونة) الأفلام بل حدث تقهقر أضر بالفيلم المستنسخ، كون تلك الأفلام جاءت متواضعة ولم تحدث تجاوزاً لما رسخ في ذهنية المشاهد لما سبق استنساخه، ورديف لفكرة استنساخ الأفلام العالمية تقديم فيلم مستوحى من عمل روائي أو قصصي عالمي، ولا يتم الإشارة إلى أن مادة الفيلم تعتمد اعتماداً كليّاً على رواية الأديب العالمي (هذا أو ذاك) فإن تقوم جهة ما بإنتاج فيلم يعتمد على قصة لتشخوف مثلاً ولا تذكر أن فيلمك قائم على أي قصة من قصصه، فذلك الفعل يحمل إشارة تجهيل المشاهد أو اللعب عليه، والقارئ الجيد سيكتشف أن الفيلم مستوحى من رواية وقصة أديب عالمي، ويزداد تبرمه -المشاهد- من سوء الأداء، وتغيب أفكار العمل الروائي بحجة تقريبه للوضع الاجتماعي المحلي.
ثانياً: من الملاحظات أن الفيلم السعودي لم يستفد من الدعم المالي الضخم المغري في جذب كل من أراد إنتاج فيلم، بل كان الوضع معاكساً، إذ كان ذلك المال جذاباً ومغرياً للحصول على المال مهما كان الفيلم رديئاً أو متواضعاً أو مستنسخاً، وإذا كانت هناك لجان لاستقبال فكرة الأفلام بتقديم (السيناريو)، كان من واجبات تلك اللجان قراءة المتوقع من الورق بنجاح الفيلم أو فشله، فالسيناريو يمنحك تصوراً مبدئياً في جودة الفيلم أو تدنيه.
ثالثاً: ولأن صناعة السينما السعودية ما زالت في البدء، فهي تعاني من فقر المقدرة التمثيلية لدى الممثلين، (إذا أضيف هذا الفقر إلى ضعف السيناريو)، وبسبب الاستسهال في السيناريو والممثلين المتواضعين تكون النتيجة الحتمية سقوط الفيلم حتى لو كان الورق معمولاً بشكل جيد، لأن الممثل هو المجسّد للعمل كاملاً.
رابعاً: كثير من الأفلام السعودية المنتجة لم يستطع أي فيلم سعودي البقاء في صالات العرض لأسبوعين أو أسبوع، وهذا مؤشر إلى وجود علة ما، فإذا أحسنا تقديم الفيلم ولم يستطع الاستمرار في صالات العرض وجذب الجمهور فهناك خلل ما يستوجب مدارسته والتوصية بنوع الخلل لكي تتجاوزه بقية الأفلام.
خامساً: عملية النشوء الباحثة عن سلالم للارتقاء يستوجب التنبه للنص من البدء سواء من قبل المنتج أو اللجان المانحة في إجازة السيناريو أو من خلال المخرج بمعنى أدق من قبل صنّاع السينما أجمعهم، ويمكنني الموافقة على فكرة الكم مع تأخر القيمة الفنية في مرحلة النشوء إلا أن هذه المرحلة كان من المفترض تجاوزها بالارتقاء كونها مرحلة عبرها صنّاع السينما بمحاولات عديدة خلال السنوات الماضية، وتجاوزها يصبح ضرورة، ففكرة الكم لم تنتج النوعية في الحد الأدنى.
سادساً: الفن لا يحتاج إلى أوصياء، ولن أكون وصيّاً؛ لان لكل فن مبدعيه الذين سيظهرون مهما كان الغث متسيداً سطح السينما في وضع النشوء، غداً سيكون الارتقاء من خلال مبدعي هذا الفن، فثمة إشارات تنبئ بأن هناك طاقات إبداعية انطلقت في مضمار السباق الآن، ويمكن التنبؤ أن هناك فائزين في هذه الصناعة العالمية فقط الاستشعار أن السينما مهوى أفئدة العالم، وإن لم تكن على قدر جيد من الاستعداد الإبداعي في دخول المنافسة ستبقى في الدرجات السفلى في ذلك السباق.