-A +A
عبده خال
إن انطلاق مهرجان القاهرة السينمائي لهو النافذة الأكثر اتساعاً في جذب الجمهور، والأكثر خبرة بين المهرجانات السينمائية العربية.

وأن ينظم المهرجان ندوة خاصة بالسينما السعودية لهو دليل على إشراك هذه السينما الوليدة في التقييم والدعم الفني لطاقات سينمائية شابة، دخلت إلى هذا المجال كإبداع وتقديم تجاربهم من حيث انتهى الآخرون، والاهتمام بالسينما السعودية كونها ذات قوة إنتاجية دخل المال السعودي إلى الاستثمار في هذه الصناعة الوليدة محلياً كصناعة، وهذا من شأنه تقوية المنتج السينمائي محلياً، للدخول في مضمار السباق الفني بهذه القوى الناعمة، التي ظلت بعيدة في تجاربها عن السباق لظروف اجتماعية سابقة.


ومن المعروف أن مهرجان القاهرة السينمائي قد سبق بتنظيم ندوة عن السينما السعودية في عام 2018، إلا أن الوضع الحالي لها تصنيفياً مخالف لأسباب عديدة، ومع ذلك فحضور السينما السعودية في هذا المهرجان يكسب صانعيها الرغبة في مجاراة التجارب السينمائية العربية على أقل تقدير.

وإذا عرجت إلى بداية ظهور مهرجان القاهرة السينمائي، سأجد في الذاكرة أن الرئيس أنور السادات اهتم اهتماماً كبيراً في ظهور هذه القوى الناعمة، وأراد أن تكون مصر لها الريادة في المنطقة بهذه القوة الفنية الثقافية الناعمة قبل أن تعمل عليها إسرائيل، فتدخل شخصياً لأن يحصل المهرجان على موافقة الاتحاد الدولي للمنتجين، وانتدب الوزير يوسف السباعي لأن يعمل على إقامة المهرجان، ومن أجل إبراز أهمية هذه القوة ظهر من خلال افتتاح الدورة الأولى عام 1976 رئيس الوزراء حين ذاك ممدوح سالم.

وتوالت دورات المهرجان لتؤسس تظاهرة ثقافية فنية ذات أثر كبير في السينما العربية.

وليس من باب المفاخرة، فالمملكة من حيث القوة الاقتصادية وما منحته من ميزانية ضخمة لصناعة السينما ستؤتي ثمارها سريعاً، خاصة أن العاملين في هذه الصناعة المحلية يمتلكون طموحاً وعلماً ودعماً مادياً يذلل كثيراً من الصعوبات.

ولكي ندلل على أن الحلم كبير، هو ظهور أول مهرجان سينمائي سعودي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)، أعطى انطباعاً جيداً لدى من حضره.

ومهما كانت الأفلام المشاركة متواضعة إلا أن معطيات التجويد والإبداع حاضرة، كون الفنيين السينمائيين لديهم حلم البدء من حيث انتهى الآخرون.