في «حوش علوش» كان ملعبنا، والطين كالحناء تزهو به أقدامنا، تسكننا شقاوة الوقت الواسع وتغرنا بواكير حياتنا، وتلف بنا عصارينا كدوامة إعصار نركض فيها حتى تغيب خلف جبال «الملص» نردد خلفه «بعض تمتمات» حفظناها بسند.
في زمن كهذا من عام 1982 كانت «بحرة» مثلنا كل ما التصق الطين بأقدامها اغتسلت ساعة الغسق على الطرف الشمالي من «وادي فاطمة» فعادت تبرق بنكهة الطيبين ورحيق البساتين ثم تهزنا كالمهد وتهادينا كالأطفال حتى ننام، واليوم «أي قبل أربعين عاماً من الآن» لن ننام فالبرازيل التي تشبه «الأسطورة» في حكاوي الجدات ستلعب مع إيطاليا هناك ضمن مونديال إسبانيا وقبل ذلك دعني أسألك أولاً: هل سمعت يوماً بإبراهام كلاين اليهودي الذي أخفى معالم أشهر ليلة في القرن العشرين وغيّب خلف هويته تفاصيل ليلة العمر بكل زهوتها وقسوتها؟
إذا كنت تعرفه فكن معي لنروي على مسامع العشاق وأبناء الجيل حكاية اسمها «يوم من عمري» وإذا كنت لا تعرفه فقد غابت عنك 90 دقيقة تساوي كرة القدم منذ النشأة الأولى أو ليس بالضرورة ما أرويه فربما لا يكون مهماً بالنسبة لك؛ لأنك من مواليد جماهير «الفوز أو العار» وهذه الجماهير لعمري تفوت على نفسها فتافيت فاتنة للعبة فاتنة.
لقد قرر اتحاد إذاعات الدول العربية حجب مواجهة «البرازيل وإيطاليا» بحجة إسناد المباراة لحكم إسرائيلي، وهو الذي يقول عن تلك المباراة: «لقد كانت أجمل مباراة في تاريخ كأس العالم». لقد كان حكماً رائعاً لمباراة لن تتكرر في تاريخ كرة القدم في الوقت الذي لم نكن فيه سوى فتية عشاق ومرهفين تتقاذفنا أحلامنا بحب كرة القدم.
إنها مباراة يقول عنها السفاح الراحل باولو روسي: «كنت على يقين بأنني ألعب أمام منتخب لم يكن من الأرض، بل من كوكب آخر كان ذلك الفريق البرازيلي أفضل ما رأيته في حياتي حيث باستطاعتهم عصب أعينهم ووضع غطاء عليها ومواصلة اللعب دون عناء، هؤلاء اللاعبون يعرفون مكان بعضهم البعض»..
لقد أعادني ما قاله فابيو كانافارو في المقالة الماضية إلى أجمل لحظات اللعبة إلى براءة كرة القدم، إلى «بحرة» التي تنام مبكراً وكنت لا أختلف عنها إلا في ليالي كرة القدم فأبقى آخر من ينام وأول من يستيقظ، إلى ليلة أبى فيها اليهودي منحي حق المشاهدة على الهواء مباشرة وأغلق شاشة التلفزيون رغماً عن أنفي، في زمن قليلون هم فيه من يمتلكون تلفزيوناً ملوناً.
في زمن كهذا من عام 1982 كانت «بحرة» مثلنا كل ما التصق الطين بأقدامها اغتسلت ساعة الغسق على الطرف الشمالي من «وادي فاطمة» فعادت تبرق بنكهة الطيبين ورحيق البساتين ثم تهزنا كالمهد وتهادينا كالأطفال حتى ننام، واليوم «أي قبل أربعين عاماً من الآن» لن ننام فالبرازيل التي تشبه «الأسطورة» في حكاوي الجدات ستلعب مع إيطاليا هناك ضمن مونديال إسبانيا وقبل ذلك دعني أسألك أولاً: هل سمعت يوماً بإبراهام كلاين اليهودي الذي أخفى معالم أشهر ليلة في القرن العشرين وغيّب خلف هويته تفاصيل ليلة العمر بكل زهوتها وقسوتها؟
إذا كنت تعرفه فكن معي لنروي على مسامع العشاق وأبناء الجيل حكاية اسمها «يوم من عمري» وإذا كنت لا تعرفه فقد غابت عنك 90 دقيقة تساوي كرة القدم منذ النشأة الأولى أو ليس بالضرورة ما أرويه فربما لا يكون مهماً بالنسبة لك؛ لأنك من مواليد جماهير «الفوز أو العار» وهذه الجماهير لعمري تفوت على نفسها فتافيت فاتنة للعبة فاتنة.
لقد قرر اتحاد إذاعات الدول العربية حجب مواجهة «البرازيل وإيطاليا» بحجة إسناد المباراة لحكم إسرائيلي، وهو الذي يقول عن تلك المباراة: «لقد كانت أجمل مباراة في تاريخ كأس العالم». لقد كان حكماً رائعاً لمباراة لن تتكرر في تاريخ كرة القدم في الوقت الذي لم نكن فيه سوى فتية عشاق ومرهفين تتقاذفنا أحلامنا بحب كرة القدم.
إنها مباراة يقول عنها السفاح الراحل باولو روسي: «كنت على يقين بأنني ألعب أمام منتخب لم يكن من الأرض، بل من كوكب آخر كان ذلك الفريق البرازيلي أفضل ما رأيته في حياتي حيث باستطاعتهم عصب أعينهم ووضع غطاء عليها ومواصلة اللعب دون عناء، هؤلاء اللاعبون يعرفون مكان بعضهم البعض»..
لقد أعادني ما قاله فابيو كانافارو في المقالة الماضية إلى أجمل لحظات اللعبة إلى براءة كرة القدم، إلى «بحرة» التي تنام مبكراً وكنت لا أختلف عنها إلا في ليالي كرة القدم فأبقى آخر من ينام وأول من يستيقظ، إلى ليلة أبى فيها اليهودي منحي حق المشاهدة على الهواء مباشرة وأغلق شاشة التلفزيون رغماً عن أنفي، في زمن قليلون هم فيه من يمتلكون تلفزيوناً ملوناً.