كلمات ولى العهد الأمين جعلت الصقور تحلّق في سماء النصر والتوفيق، فمن يظن، مجرد ظن، أن ما حدث في ملعب «لوسيل»، في قطر وبحضور العالم أجمع في ملحمة الأخضر بين السعودية والأرجنتين كان ضربة حظ أتت عفو الخاطر ودون جهد، فليعد حساباته، وليبدأ الدرس من محطة ونافذة «الرؤية»، ليمسح عن خاطرة أي صورة نمطية سابقة عن المملكة، وليعد فهم واقع المملكة من تلك النافذة، لا أكثر من ذلك ولا أقل، وليعرف تمام المعرفة أن عرّابها؛ «محمّد الخير» حفظه الله، قائد يعرف شعبه، ويبادله حبّاً بحبٍّ زرع في قلوبهم حبه فحصد محبتهم. أمير شاب طموح عرف كيف يفجّر طاقاتهم الكامنة، ويمضي بهم إلى قمم طويق الشمّاء في كل محفل ومقام..
كان هذا ديدن سموّه، ففي اللقاء الشهير مع أعضاء الجهاز الفني والإداري ولاعبي المنتخب السعودي، أرسل رسالته الساحرة المبرقة، بقوله: «أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العالم، لا أحد متوقع مننا حتى نتعادل أو نفوز، ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين، واستمتعوا في البطولة، مجموعة صعبة فيها من أقوى فرق العالم.. إن شاء الله القادم أفضل.. أنا ما أبغى أن يكون أحد تحت ضغط نفسي».. رسالة عميقة بثّها من روحه الوثابة المتطلعة لصالح وطن بحجم الشمس.
فهم الجميع الرسالة على الوجه الصحيح، فهي لم تكن «مشجب اعتذار» مبكر لإخفاق محتمل، بل على العكس من ذلك تمامًا، كانت رسالة قوية بتحمّل المسؤولية، كل المسؤولية، ولكن بديباجة لفظية خالية من الشحن العصابي، والهياج الديماجوجي، والتحفيز السالب الذي يدفع إلى الانفعال والحماس غير المنضبط.
كانت رسالة قائد فذ يعرف جنوده، وإمكاناتهم الخلاقة، فما طالبهم إلا بأن «يستمتعوا» ويمتّعوا العالم بما يملكون، وقد جسّدوا ذلك فعلاً على البساط الأخضر، في مشهد سيسجله التاريخ بمداد الدهشة والاستغراب ممن لعبوا المستديرة وطوعوها لتنساب على البساط الأخضر مترجمة رغبتهم في الفوز وتحقيق المستحيل تحدوهم كلمات ولي العهد الأمين.
استطاعوا بكل قوة واقتدار أن يتفوّقوا على رفاق «ميسي» وينالوا إعجاب العالم من حولهم بالسعودية الجديدة وما يحدث فيها.
ولكننا في المقابل سنسطّر ما حدث بمداد الوعي الباصر بإمكاناتنا الكبيرة، التي فجّرها من يعرف أبعادها، ويستشرف مستقبلها، ويرسم «رؤيتها»..
نعم، لا أشك لحظة في أن كلمات «محمد الخير» كانت منقوشة في خاطر صقور «الأخضر»، لقد فهموا الرسالة المبطنة واستوعبوها كما يجب، فكانوا أبطالاً بحق، وسطّروا ملحمة كروية، فكانت حافزهم الأكبر لتقديم هذا العرض الكروي المشرّف المبهر، وقد رفعت الكلمات عن كاهل كل واحد منهم أثقال الضغط الزائد، والتوتر المنفعل، فلعبوا بأريحية، ونفّذوا ما طلبه منهم الجهاز الفني على الوجه الدقيق، بانضباط تكتيكي ظهر جلياً في كل مراحل المباراة، فلم يَرهَبوا الخصم، واحترموا مكانته وتاريخه ونجومه البارزين في سماء المستديرة.. ولم يخالجهم اليأس وهم يتأخرون بهدف من ضربة جزاء أشك في صحتها، ولكن ذلك لم يثبط عزيمتهم، ويوهن قواهم، ويفقدهم التركيز والحضور الذهني المطلوب.. وكأنهم لحظتها تذكروا جميعاً وفي وقت واحد كلمات «ملهمهم»: «أنا ما أبغى أن يكون أحد تحت ضغط نفسي».. عادوا من استراحة الشوطين أكثر عزماً، وأشد تركيزاً، فأمتعوا واستمتعوا، وسطّروا في «لوسيل» سطور عهد جديد، وأعلنوا في فضائه بزوغ فجر أبلج، فحلقت «الصقور» في الفضاء المتراحب وعداً وإنجازاً لا يعرف المستحيل..
لسنا في حالة دهشة من نصر استثنائي، ولكننا في حالة فرح لنصر كتبت مقدماته بوعي، ودرست تفاصيله ببصيرة، ونفذت فصوله بعزم رجال أبطال، ومهما كانت نتائج هذه الرحلة الميمونة في «مونديال قطر»، وما تسفر عنه بقية المباريات، فلن يحيد الأخضر عن الرسالة المضمرة في كلمات الأمير محمد، وسيلتزم الجميع بالانضباط، وستتفجر طاقاتهم على قدرها ووسعها، وهي قدرات وطاقات قادرة على صنع ما يعتبره القانعون «مستحيلاً» ويعرفه البصيرون وعداً منجزاً ولو بعد حين..
إنه تاريخ جديد تكتبه المملكة في كل المناحي، وإنجاز تمحو به كل الصور النمطية القديمة، وواقع يفرض على الجميع بلا استثناء أن يعيدوا ترتيب أوراقهم على مترتبات «الرؤية»، ويتعاملوا مع المملكة على أساس ذلك، ويدركوا أنهم يتعاملون مع وطن أشم كطويق، وقيادة رسالتها لشعبها «همة حتى القمة»..
شكراً يا صقور «الأخضر»، ورفاق «الفرح»، لقد فهمتم الرسالة كما ينبغي، وطبقتموها كما يجب، وأسعدتم الوطن الأبي، وقيادته الراشدة، وشعبه العظيم.. مع الأمنيات بمزيد من الانتصارات والفوز المبشّر ببلوغ الأحلام الممكنة، وإن بدت عند البعض مستحيلة.
نحمد الله على هذه القيادة وهذا الوطن.. والقادم بإذن الله أحلى وأبرك وألف ألف مبروك.
كان هذا ديدن سموّه، ففي اللقاء الشهير مع أعضاء الجهاز الفني والإداري ولاعبي المنتخب السعودي، أرسل رسالته الساحرة المبرقة، بقوله: «أنا أعرف أن مجموعتنا صعبة في كأس العالم، لا أحد متوقع مننا حتى نتعادل أو نفوز، ما أريد قوله هو خلكم مرتاحين، واستمتعوا في البطولة، مجموعة صعبة فيها من أقوى فرق العالم.. إن شاء الله القادم أفضل.. أنا ما أبغى أن يكون أحد تحت ضغط نفسي».. رسالة عميقة بثّها من روحه الوثابة المتطلعة لصالح وطن بحجم الشمس.
فهم الجميع الرسالة على الوجه الصحيح، فهي لم تكن «مشجب اعتذار» مبكر لإخفاق محتمل، بل على العكس من ذلك تمامًا، كانت رسالة قوية بتحمّل المسؤولية، كل المسؤولية، ولكن بديباجة لفظية خالية من الشحن العصابي، والهياج الديماجوجي، والتحفيز السالب الذي يدفع إلى الانفعال والحماس غير المنضبط.
كانت رسالة قائد فذ يعرف جنوده، وإمكاناتهم الخلاقة، فما طالبهم إلا بأن «يستمتعوا» ويمتّعوا العالم بما يملكون، وقد جسّدوا ذلك فعلاً على البساط الأخضر، في مشهد سيسجله التاريخ بمداد الدهشة والاستغراب ممن لعبوا المستديرة وطوعوها لتنساب على البساط الأخضر مترجمة رغبتهم في الفوز وتحقيق المستحيل تحدوهم كلمات ولي العهد الأمين.
استطاعوا بكل قوة واقتدار أن يتفوّقوا على رفاق «ميسي» وينالوا إعجاب العالم من حولهم بالسعودية الجديدة وما يحدث فيها.
ولكننا في المقابل سنسطّر ما حدث بمداد الوعي الباصر بإمكاناتنا الكبيرة، التي فجّرها من يعرف أبعادها، ويستشرف مستقبلها، ويرسم «رؤيتها»..
نعم، لا أشك لحظة في أن كلمات «محمد الخير» كانت منقوشة في خاطر صقور «الأخضر»، لقد فهموا الرسالة المبطنة واستوعبوها كما يجب، فكانوا أبطالاً بحق، وسطّروا ملحمة كروية، فكانت حافزهم الأكبر لتقديم هذا العرض الكروي المشرّف المبهر، وقد رفعت الكلمات عن كاهل كل واحد منهم أثقال الضغط الزائد، والتوتر المنفعل، فلعبوا بأريحية، ونفّذوا ما طلبه منهم الجهاز الفني على الوجه الدقيق، بانضباط تكتيكي ظهر جلياً في كل مراحل المباراة، فلم يَرهَبوا الخصم، واحترموا مكانته وتاريخه ونجومه البارزين في سماء المستديرة.. ولم يخالجهم اليأس وهم يتأخرون بهدف من ضربة جزاء أشك في صحتها، ولكن ذلك لم يثبط عزيمتهم، ويوهن قواهم، ويفقدهم التركيز والحضور الذهني المطلوب.. وكأنهم لحظتها تذكروا جميعاً وفي وقت واحد كلمات «ملهمهم»: «أنا ما أبغى أن يكون أحد تحت ضغط نفسي».. عادوا من استراحة الشوطين أكثر عزماً، وأشد تركيزاً، فأمتعوا واستمتعوا، وسطّروا في «لوسيل» سطور عهد جديد، وأعلنوا في فضائه بزوغ فجر أبلج، فحلقت «الصقور» في الفضاء المتراحب وعداً وإنجازاً لا يعرف المستحيل..
لسنا في حالة دهشة من نصر استثنائي، ولكننا في حالة فرح لنصر كتبت مقدماته بوعي، ودرست تفاصيله ببصيرة، ونفذت فصوله بعزم رجال أبطال، ومهما كانت نتائج هذه الرحلة الميمونة في «مونديال قطر»، وما تسفر عنه بقية المباريات، فلن يحيد الأخضر عن الرسالة المضمرة في كلمات الأمير محمد، وسيلتزم الجميع بالانضباط، وستتفجر طاقاتهم على قدرها ووسعها، وهي قدرات وطاقات قادرة على صنع ما يعتبره القانعون «مستحيلاً» ويعرفه البصيرون وعداً منجزاً ولو بعد حين..
إنه تاريخ جديد تكتبه المملكة في كل المناحي، وإنجاز تمحو به كل الصور النمطية القديمة، وواقع يفرض على الجميع بلا استثناء أن يعيدوا ترتيب أوراقهم على مترتبات «الرؤية»، ويتعاملوا مع المملكة على أساس ذلك، ويدركوا أنهم يتعاملون مع وطن أشم كطويق، وقيادة رسالتها لشعبها «همة حتى القمة»..
شكراً يا صقور «الأخضر»، ورفاق «الفرح»، لقد فهمتم الرسالة كما ينبغي، وطبقتموها كما يجب، وأسعدتم الوطن الأبي، وقيادته الراشدة، وشعبه العظيم.. مع الأمنيات بمزيد من الانتصارات والفوز المبشّر ببلوغ الأحلام الممكنة، وإن بدت عند البعض مستحيلة.
نحمد الله على هذه القيادة وهذا الوطن.. والقادم بإذن الله أحلى وأبرك وألف ألف مبروك.