-A +A
منى العتيبي
يضعنا إليون ماسك مع منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» أمام مستقبل مجهول عن مصير المنصة ويطلق كل يوم؛ بل كل دقيقة تغريدة جديدة تارة يطمئن ويعد بتطوير وتجديد الخدمات التي تقدمها المنصة وتارة يصرح ويشير إلى ‏نهاية المنصة.

ومع هذا المصير المجهول لا بد أن تتوجه المنصات الرسمية نحو أرشفة التغريدات والسجل الرقمي، في ظل الاضطرابات وحالة عدم اليقين بشأن مصير ⁧‫تويتر‬⁩. خاصة وأن هناك سجلًا معلوماتيًا للمؤسسات والأفراد حافلًا بالجهود والمعلومات الرقمية الموثوقة، كما أن هناك بيانات هامة في مجال السياسة والاقتصاد تستدعي أرشفتها وحفظها للتوثيق.


منصة تويتر شهدت بعد سنوات انطلاقها حضورًا أخرجها من عالم التواصل الاجتماعي بين الأفراد إلى عالم الإعلام الرقمي وهذا الاضطراب الذي تعيشه المنصة يؤكد لمَن ادعوا موت الإعلام الورقي أو الصحافة الورقية بأن الإعلام الرقمي كذلك قد ينتهي في أي لحظة مع ضغطة زر! وبأن الإعلام الرقمي قد يندثر حتى وإن ظهرت منصة أخرى سيكون مصيرها مجهولًا أيضًا.

الأزمة الوجودية التي نعيشها اليوم مع منصة تويتر واحتمالية انهيارها تماما تعطينا إشارة إلى ضرورة معاودة قراءة واقعنا مع الرقمنة ومتابعة بناء قاعدة رقمية ثابتة عبر الزمان والمكان.

من ناحية أخرى، ما قام به إليون ماسك من تسريح عدد ليس بالهين من موظفي شركة تويتر؛ حيث استغنت عن نحو 4500 وظيفة لمتعاقدين ومقاولين مع الشركة، وهذا يشير أيضًا إلى أننا أمام الرقمنة ستتجه بعض الشركات الرقمية إلى تقليص أعداد الموظفين والاستغناء عن عدد من الوظائف؛ فهل هناك بدائل للمؤسسات والشركات والأعمال الرقمية لمصائر الموظفين وحالهم مع الوظائف الرقمية؟