-A +A
حسين شبكشي
بعد مباراة المنتخب السعودي ضد الأرجنتين في مسابقة كأس العالم الحالية التقيت بالصدفة في أحد المقاهي أحد الدبلوماسيين الغربيين لإحدى الدول الأوروبية وبادر مهنئاً بالفوز الكبير للمنتخب السعودي والأداء المذهل والذي فاجأ العالم بأسره. قلت له هل تقبل دعوتي على فنجان قهوة قبل أن أعلّق على ما قلت. قبل الدعوة مشكوراً وجلسنا وقلت له أوافقك تماماً بأنه إنجاز مذهل ويحق لنا أن نفتخر به، وهناك نقطة مهمة أود أن أركز عليها في تعليقي وهي أن ما حصل هو جزء من توجه عام للرياضة السعودية والذي تتضمنه رؤية ٢٠٣٠.

فاليوم هناك حراك غير مسبوق في كافة الرياضات المعروفة للمجتمع السعودي أو الجديدة عليها. ودعني أوضح لك ما أعني أكثر وبشكل أدق وأكثر تفصيلاً. خذ عندك رياضة التجديف المائي وهي رياضة معروفة في الغرب وتحديداً في إنجلترا انطلقت في الغرب وذلك في نهاية القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر الميلادي وانطلقت شهرتها من خلال السباق الأشهر بين جامعتي أكسفورد وكامبريدج العريقتين، وانتقلت هذه الرياضة للضفة الأخرى من المحيط الأطلسي في الولايات المتحدة الأمريكية لتتبناها جامعة هارفارد العريقة في سباق شهير مع منافستها جامعة ييل المعروفة. وبعدها انتشرت الرياضة حول العالم لتمارس في الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات، وباتت دول جديدة تدخل في المنافسة مثل البرتغال وإسبانيا وأوكرانيا وفرنسا وأستراليا. وفي السعودية هناك بطل عالمي يعد ليصبح أحد أهم الأسماء العالمية في هذه الرياضة المهمة اسمه حسين علي رضا، وهو سليل الأسرة التجارية العريقة إلا أنه ومنذ فترة غير بسيطة من الزمن حوّل شغفه وهوايته إلى عشق وشبه احتراف. حسين شاب محترم ومسؤول قليل التحدث ولكنه في منتهى الجدية في مواجهة التحدي. يتمرن لمدة ست ساعات في اليوم ويتبع نظاماً صحياً صارماً لهذه الرياضة الفردية التي تعتمد على جاهزية بدنية استثنائية ولياقة ذهنية غير عادية وتركيز شديد. وهو ما يتبعه حسين تماماً ويعد نفسه الإعداد الذي يليق بمصاف المنافسين العالميين، فهو يعسكر لأشهر في الولايات المتحدة الأمريكية مع نخبة من النجوم في اللعبة ومع مدرب محترف ويشارك في مسابقات مهمة جداً حول العالم في الجمهورية التشيكية إلى تايلند ومناطق أخرى كثيرة.


كانت مشاركته مهمة خلال دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في العاصمة اليابانية طوكيو والتي حمل فيها العلم السعودي ضمن الوفد المشارك وأبلى بلاء حسناً في السباقات التي شارك فيها، كان يصارع الآلام المبرحة بسبب إصابة سابقة في الضلع والرئة خلال المرحلة الإعدادية للبطولة، بالإضافة للتأثير النفسي السلبي الذي كان يعيشه بسبب فقدان والدته رحمها الله بعد صراع طويل مع المرض، كل ذلك أثّر على أدائه بطبيعة الحال. ولكن هذه التجربة قوته واستفاد منها ويركز بقوة الآن على نشر الوعي عن هذه الرياضة في السعودية، وهو كان أحد حملة الشعلة خلال دورة الألعاب السعودية الأخيرة بالرياض، بالإضافة إلى تركيزه الشديد جداً على تحقيق مفاجأة ونتيجة مبهرة في دورة الألعاب الأولمبية القادمة في العاصمة الفرنسية باريس. تذكر اسمه جيداً حسين علي رضا مشروع بطل عالمي. استمع إليّ الدبلوماسي الغربي بإعجاب شديد وقلت له السعوديون يحبون مفاجأة العالم.