في إجازتي الأخيرة، التي قضيتها في باريس، تذكرت حينها عندما سكنت في أحد فنادقها المثل الفرنسي «مجنونٌ مَن يعير كتاباً، والأكثر جنوناً من يردُّه لصاحبه»، إذ لفت انتباهي أناقة الفندق المؤثث بالكتب وبشكل جميل.. فمنذ المقعد الأول عند البوابة الرئيسة وجدت بجانبي على الطاولة الأنيقة الحديثة في تصميمها كتباً في مجالات متنوعة تمكنني من اختيار ما يناسبي ريثما تنتهي دقائق الانتظار. وليس هذا فقط؛ بل وجدتُ الكتب تلاحقني في رفوف أنيقة في الشكل واللون حتى غرفتي.
أعجبتني جدّاً فكرة أن تكون الكتب الورقية رفيقة النزلاء أيّاً كانت هواياتهم؛ لأن في هذا الأمر اهتماماً بتوثيق العلاقة بين الكتب والناس في زمن أصبحت الهواتف والأجهزة الذكية رفقاءهم أينما توجهوا؛ لذلك أتمنى أن تكون هناك مبادرة من وزارة الثقافة والمؤسسات العامة والخاصة والأماكن الترفيهية تهتم بالكتب وتوفرها في كل مكان؛ لتحل محل المكتبات المتنقلة قديماً خاصة وأن جوهر أهمية القراءة للمجتمعات يسهم في توفير حياة أفضل للإنسان ويمنحه القدرة على التواصل بشكل جيد مع الآخرين، كما يرتفع معها مستوى الوعي والعقلانية ويعرف من خلالها ما له وما عليه تجاه حياته الخاصة وحياته الاجتماعية.
لا أؤمن بالفكرة الشائعة عن الجيل الحالي بأنه جيل لا يهتم بالقراءة، ودليلي في ذلك الحضور اللافت لهم في معارض الكتب واهتمامهم بطباعة الكتب ومحاولاتهم في التأليف الكتابي كل عام.. هم جيل يعشق القراءة، لكنهم وجدوا أنفسهم في عالم مواقع التواصل الاجتماعي مخطوفين من الدعايات والتسويق الإلكتروني إلى الاهتمامات التي تخدمهم ولا تخدم مستقبلهم.
ولا يعني هذا بأنني ضد القراءة أو الكتب الإلكترونية، إنما أريد أن تكون هناك علاقة وثيقة وصلة ممتدة عبر التاريخ بين الإنسان والكتاب في شكله الأصيل الذي قامت به ثقافات وعلوم وحضارات، ولدينا في بلادنا الحبيبة تاريخ ثقافي ووطني نفخر به ونعتز قد يكون مغيباً عن الأجيال القادمة في حال أهملناه وأهملنا توفير طريق الوصول إليه لأبنائنا.. فماذا لو امتلأت مقاعد الانتظار في المشافي والمقاهي والقطارات بالكتب المناسبة؟ ماذا لو قدمت الشركات والمؤسسات وأماكن الترفيه خدمات للكتَاب والمؤلفين ودعمت مؤلفاتهم وكتبهم ووفرتها في مقارها؟ ماذا لو أطلقت وزارة الثقافة فرصاً تطوعية تستثمر فيها طاقات الشباب الفكرية والثقافية ومنحتهم فرصة المشاركة في تأثيث وتوزيع كتبهم -أيّاً كان مجال التأليف- على الوزارات الأخرى وقطاعاتها؟ ماذا لو بادرت وزارة السياحة في جمع الكتب التي تخص تاريخنا وحاضرنا السعودي، وأثثت كل مواقع السياحة السعودية بها؛ ليتعرّف الزائر والسائح على تاريخنا الثقافي؟ ماذا لو عادت رائحة الكتب الأصيلة لأكفنا؟
أعجبتني جدّاً فكرة أن تكون الكتب الورقية رفيقة النزلاء أيّاً كانت هواياتهم؛ لأن في هذا الأمر اهتماماً بتوثيق العلاقة بين الكتب والناس في زمن أصبحت الهواتف والأجهزة الذكية رفقاءهم أينما توجهوا؛ لذلك أتمنى أن تكون هناك مبادرة من وزارة الثقافة والمؤسسات العامة والخاصة والأماكن الترفيهية تهتم بالكتب وتوفرها في كل مكان؛ لتحل محل المكتبات المتنقلة قديماً خاصة وأن جوهر أهمية القراءة للمجتمعات يسهم في توفير حياة أفضل للإنسان ويمنحه القدرة على التواصل بشكل جيد مع الآخرين، كما يرتفع معها مستوى الوعي والعقلانية ويعرف من خلالها ما له وما عليه تجاه حياته الخاصة وحياته الاجتماعية.
لا أؤمن بالفكرة الشائعة عن الجيل الحالي بأنه جيل لا يهتم بالقراءة، ودليلي في ذلك الحضور اللافت لهم في معارض الكتب واهتمامهم بطباعة الكتب ومحاولاتهم في التأليف الكتابي كل عام.. هم جيل يعشق القراءة، لكنهم وجدوا أنفسهم في عالم مواقع التواصل الاجتماعي مخطوفين من الدعايات والتسويق الإلكتروني إلى الاهتمامات التي تخدمهم ولا تخدم مستقبلهم.
ولا يعني هذا بأنني ضد القراءة أو الكتب الإلكترونية، إنما أريد أن تكون هناك علاقة وثيقة وصلة ممتدة عبر التاريخ بين الإنسان والكتاب في شكله الأصيل الذي قامت به ثقافات وعلوم وحضارات، ولدينا في بلادنا الحبيبة تاريخ ثقافي ووطني نفخر به ونعتز قد يكون مغيباً عن الأجيال القادمة في حال أهملناه وأهملنا توفير طريق الوصول إليه لأبنائنا.. فماذا لو امتلأت مقاعد الانتظار في المشافي والمقاهي والقطارات بالكتب المناسبة؟ ماذا لو قدمت الشركات والمؤسسات وأماكن الترفيه خدمات للكتَاب والمؤلفين ودعمت مؤلفاتهم وكتبهم ووفرتها في مقارها؟ ماذا لو أطلقت وزارة الثقافة فرصاً تطوعية تستثمر فيها طاقات الشباب الفكرية والثقافية ومنحتهم فرصة المشاركة في تأثيث وتوزيع كتبهم -أيّاً كان مجال التأليف- على الوزارات الأخرى وقطاعاتها؟ ماذا لو بادرت وزارة السياحة في جمع الكتب التي تخص تاريخنا وحاضرنا السعودي، وأثثت كل مواقع السياحة السعودية بها؛ ليتعرّف الزائر والسائح على تاريخنا الثقافي؟ ماذا لو عادت رائحة الكتب الأصيلة لأكفنا؟