-A +A
عبده خال
كبقية مدن المملكة تعيش جدة مناسبات عديدة لها جاذبية سحب الجمهور، ولأن جدة تعيش ظرفاً استثنائياً في كثافة المواطنين في جهات محددة من المدينة، يتحول الوصول إلى تلك المناسبات عذاباً حقيقياً يسكن بين رغبة الوصول إلى المناسبة والشوارع المختنقة بالسيارات التي تئن من طول المسافات وزحمتها، والتحويلات التي تسلمك لشوارع فرعية كل منها ليس رحيماً بك كسائق، وأحياناً تنتابني ضحكة أن شوارع مدينة جدة أفقدت برنامج (اللوكيشن) صوابه وتخيل الموقع وقد انبرى شاتماً بكل لغات العالم تلك الشوارع المكتظة التي امتازت بالحفريات المانعة لكل الخرائط المسهلة للوصول إلى الموقع المقصود.

ويا ويلك يا جدة لو فكر المطر أن يزورك، وذي حكاية موحلة كثيراً.


في كل مشوار أفقد أعصابي، وأبدد تلك (النرفزة) بسماع أحب الأغاني إلى قلبي، ولا أخفيكم أن طول المشوار وتحويلات الشوارع وضيق الشوارع الرئيسة ورميها لك في تحويلات لا تنتهي حولت ذلك الحب إلى ضيق وتبرم وانسداد كل منافذ الأنس، والفرفشة.

وكثير من المشاوير أظل أتساءل: ما الذي يفعله المرور إزاء هذا التكدس؟

طبعاً، سرعان ما أتخلص من هذا السؤال، فالمرور يقظ في تسجيل المخالفات بكل أنواعها، وليس لديه الوقت لوضع خطط تسهل علينا هذا الاختلال المروري، وأنا أقدر ذلك النشاط كنوع من الرضوخ لما أحمله من مخالفات مرورية متراكمة عجزت إلى الآن عن تسديدها؛ بسبب القوانين المرورية التي تحولت من العين الساهرة إلى العين (المبحلقة).

فالتقنية مكنت رجال المرور بإضافة عيون الجوالات في تصويرك في كل حالاتك، بينما بعض المخالفات قصر المرور في إيجاد حل لها كالشوارع التي ليس بها مواقف ومع ذلك يتم تصويرك وتعليقك بمخالفة، وأنت تغني مع طارق عبدالحكيم:

«أبكي على ما جرى لي يا هلي».