التقيت مؤخرا، ومن خلال فعاليات معرض جدة للكتاب الذي عقد مؤخرا، بزائرين من مصر ولبنان من المشاركين في المعرض والمهتمين بصناعة النشر والكتاب، وبعد حوار ثري لخص فيه حال الناس في العالم العربي بشكل لافت ومثير.
من يرى الناس في العالم العربي اليوم يتعجب لحالهم، وكأنه يرى ثلاثة أنواع مختلفة من الناس تعيش معًا بتناغم غريب، وتناسق عجيب، رغم عدم اتفاقهم في شيء سوى لغتهم العربية.
النوع الأول فيه أناس مثقفون ومتنورون يتعاملون برقي واحترام، لهم عزة نفس وكرامة، وطنيون حتى النخاع، مطلعون على أحداث العالم وآخر تطوراته، نظيفو اليد واللسان، محترمو الكلمة والمبدأ، يربون أبناءهم على القيم والمثل والأخلاق، ما زالوا يستمعون إلى الأغاني الراقية، ويتذوقون الكلمة الجميلة، والنغمة الحلوة، واللون المتناغم، نوع من الناس ما زال يقرأ، ويفهم، ويناقش، ويتعلم، يتطلع إلى مستقبل يواكب الأمم التي تقدمت والشعوب التي نهضت، فينصحون، ويشرحون، ويجاهدون بالكلمة والفكر.
والنوع الثاني من الناس صنف فوضوي في حياته، وطريقة قيادته للسيارة، وحديثه، عشوائي الفعل والتفكير، همه الأساسي الوصول للمال مهما كان الطريق إليه، لا يعير للأخلاق اهتمامًا، فالنصب والاحتيال عنده مثل الفضيلة، والفساد عنده أفضل الوسيلة، يروج للشائعات، ويبحث عنها، ويعيش فيها ويصدقها، يعشق نظرية المؤامرة ويبرر بها كل شيء إن استطاع، ويبدع في تطويرها، ليس له كلمة، وليس له مبدأ، النفاق أسلوبه، والخداع طريقته، والجشع فلسفته، والوصولية دستوره، يطرب للأغاني الهابطة، ويستمتع بالأفلام الساقطة، نوع من الناس لا يقرأ إلا الموجز، ويكتب بركاكة، ويتعامل بعجرفة، ويحقد على نفسه، ويعرقل غيره.
ونوع ثالث من الناس ما زال يعيش في غياهب الجهل، يعيش في عالم من الشعوذة والخرافات، مهووس بسفاسف الدين، ولا يفهم الغلو من اليقين، تخيفه صيحات المهددين بعذاب الدنيا ويوم الدين، تأخذه الكلمات الموزونة مرة إلى اليسار ومرة إلى اليمين، يعيش الحياة على هامشها، فهو عدد في الدنيا لا يقدم فيها ولا يؤخر، محسوب علينا عددا من السكان، ولا يفهم حتى الآن كيف يصبح إنسانا، يساق كالقطيع، ويصفق للجميع.
كان النوع الأول من الناس هو الغالبية في وقت ما، فأصبح أقلية، وساد النوع الثاني من الناس بمنطق الغوغائية والسطحية، وعاد النوع الثالث ليعيش في غياهب القرون المنسية ليجد فيها أمانه، بين حلاله وحرامه.
لن تستقيم الأمور إلا إذا رفعت الأول وشجعته، وأوجعت الثاني وهددته، وعلمت الثالث ونورته.
حاليا لو اخترنا الأول أحبطنا الثاني بفعله، وذبحنا الثالث بجهله.
معرفة أحوال الناس بشكل دقيق وواضح يجعل من تشخيص المشاكل والحلول المقترحة لها أكثر تأثيرا وفعالية.
من يرى الناس في العالم العربي اليوم يتعجب لحالهم، وكأنه يرى ثلاثة أنواع مختلفة من الناس تعيش معًا بتناغم غريب، وتناسق عجيب، رغم عدم اتفاقهم في شيء سوى لغتهم العربية.
النوع الأول فيه أناس مثقفون ومتنورون يتعاملون برقي واحترام، لهم عزة نفس وكرامة، وطنيون حتى النخاع، مطلعون على أحداث العالم وآخر تطوراته، نظيفو اليد واللسان، محترمو الكلمة والمبدأ، يربون أبناءهم على القيم والمثل والأخلاق، ما زالوا يستمعون إلى الأغاني الراقية، ويتذوقون الكلمة الجميلة، والنغمة الحلوة، واللون المتناغم، نوع من الناس ما زال يقرأ، ويفهم، ويناقش، ويتعلم، يتطلع إلى مستقبل يواكب الأمم التي تقدمت والشعوب التي نهضت، فينصحون، ويشرحون، ويجاهدون بالكلمة والفكر.
والنوع الثاني من الناس صنف فوضوي في حياته، وطريقة قيادته للسيارة، وحديثه، عشوائي الفعل والتفكير، همه الأساسي الوصول للمال مهما كان الطريق إليه، لا يعير للأخلاق اهتمامًا، فالنصب والاحتيال عنده مثل الفضيلة، والفساد عنده أفضل الوسيلة، يروج للشائعات، ويبحث عنها، ويعيش فيها ويصدقها، يعشق نظرية المؤامرة ويبرر بها كل شيء إن استطاع، ويبدع في تطويرها، ليس له كلمة، وليس له مبدأ، النفاق أسلوبه، والخداع طريقته، والجشع فلسفته، والوصولية دستوره، يطرب للأغاني الهابطة، ويستمتع بالأفلام الساقطة، نوع من الناس لا يقرأ إلا الموجز، ويكتب بركاكة، ويتعامل بعجرفة، ويحقد على نفسه، ويعرقل غيره.
ونوع ثالث من الناس ما زال يعيش في غياهب الجهل، يعيش في عالم من الشعوذة والخرافات، مهووس بسفاسف الدين، ولا يفهم الغلو من اليقين، تخيفه صيحات المهددين بعذاب الدنيا ويوم الدين، تأخذه الكلمات الموزونة مرة إلى اليسار ومرة إلى اليمين، يعيش الحياة على هامشها، فهو عدد في الدنيا لا يقدم فيها ولا يؤخر، محسوب علينا عددا من السكان، ولا يفهم حتى الآن كيف يصبح إنسانا، يساق كالقطيع، ويصفق للجميع.
كان النوع الأول من الناس هو الغالبية في وقت ما، فأصبح أقلية، وساد النوع الثاني من الناس بمنطق الغوغائية والسطحية، وعاد النوع الثالث ليعيش في غياهب القرون المنسية ليجد فيها أمانه، بين حلاله وحرامه.
لن تستقيم الأمور إلا إذا رفعت الأول وشجعته، وأوجعت الثاني وهددته، وعلمت الثالث ونورته.
حاليا لو اخترنا الأول أحبطنا الثاني بفعله، وذبحنا الثالث بجهله.
معرفة أحوال الناس بشكل دقيق وواضح يجعل من تشخيص المشاكل والحلول المقترحة لها أكثر تأثيرا وفعالية.