هناك ثمة مقولة بأن «المصالح تتصالح»، حتى وإن اختلفت الرؤى والأفكار أو حتى العقائد فإن المنافع هي الغاية التي تحكم هذه الاختلافات وتكيّفها بل وتقاربها وتستثمرها، وهذا هو الحال تماماً في العلاقة النفعية بين جماعات الإسلام السياسي واليسار الغربي، هذا الرابط الغريب الذي يخدم الأجندات الغربية تجاه المنطقة العربية، وفي الوقت ذاته يحمي هذه الجماعات تحت شعارت الحريات والحقوق اليسارية في دول الغرب.
العلاقة بين اليسار الغربي والإسلام السياسي علاقة براغماتية قديمة وليست وليدة ثورات الربيع العربي، ومحاولات جماعة الإخوان المسلمين التسلل ضمن صفوف الأحزاب اليسارية في مختلف الدول الأوروبية وتغلغلها في منظمات المجتمع المدني الغربي ليست محاولات جديدة، فجماعة الإخوان وغيرها من الحركات الإسلاموية تسيطر منذ عقود على المساجد والمراكز الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية وتقدم نفسها من خلال خطاب المظلومية والعنصرية كأكبر ممثل للمسلمين في الغرب، وقد تم غض الطرف (عمداً) عن أنشطة هذه الجماعات وتلطيف تصنيفها على أنها جماعات غير عنيفة، رغم أن الكثير من الأوراق البحثية والتقارير الإعلامية والاستخباراتية قد كشفت أنها تلعب دوراً رئيساً في بث أفكار تدعو إلى العنف ورفض الديمقراطية بنسختها الغربية والمطالبات بإقامة أحكام الشريعة الإسلامية، ولكن سرعان ما تبدل هذا النهج إلى انسجام تام في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد هزائم جماعة الإخوان في ثورات العالم العربي، وهروب جزء كبير من قياداتها إلى الخارج وبالتالي تغيير ملموس في خطابهم في الخارج وتأييد شبه مطلق لشعارات اليسار الغربي حتى المناهضة منها للدين الإسلامي كالمثلية الجنسية وحقوق المثليين.
انتقل أعضاء وقيادات جماعة الإخوان إلى أوروبا منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، عندما أسّسوا المركز الإسلامي في جنيف كأول مقر دولي للجماعة في أوروبا، كما تنشط في بلجيكا العديد من الشبكات الإخوانية وتضم فرنسا أكثر من 51 جمعية تعمل لصالح الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تجمع إخواني لمناهضة الكراهية ضد الإسلام (الإسلاموفوبيا) وجمعية «الإيمان والممارسة»، و«مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام»، و«المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية»، و«معهد ابن سينا لتخريج الأئمة»، وجميعها تنضوي تحت جناح جماعة الإخوان، هذا إلى جانب التموضع الإخواني في المانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى بأنشطة مختلفة وتحالفات متعددة تقدم نفسها كمنظمات أو كيانات تعمل ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا وشعارات الحقوق والحريات حتى تمكّنت من تعزيز تواجدها داخل بعض الأحزاب اليسارية في عدد من الدول الغربية، فيما استفادت من تواجد هذه الأحزاب في السلطة في بعض البلدان للحصول على تسهيلات لأنشطتها لتنفيذ أجندات سياسية ومخططات ذات أبعاد إستراتيجية خطيرة كتثوير الشعوب العربية وتحريكها ضد حكوماتها عبر ما سمي بالربيع العربي والنتائج الكارثية التي لاتزال تخيم على بعض دول المنطقة حتى اليوم.
العلاقة بين اليسار الغربي والإسلام السياسي علاقة براغماتية قديمة وليست وليدة ثورات الربيع العربي، ومحاولات جماعة الإخوان المسلمين التسلل ضمن صفوف الأحزاب اليسارية في مختلف الدول الأوروبية وتغلغلها في منظمات المجتمع المدني الغربي ليست محاولات جديدة، فجماعة الإخوان وغيرها من الحركات الإسلاموية تسيطر منذ عقود على المساجد والمراكز الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية وتقدم نفسها من خلال خطاب المظلومية والعنصرية كأكبر ممثل للمسلمين في الغرب، وقد تم غض الطرف (عمداً) عن أنشطة هذه الجماعات وتلطيف تصنيفها على أنها جماعات غير عنيفة، رغم أن الكثير من الأوراق البحثية والتقارير الإعلامية والاستخباراتية قد كشفت أنها تلعب دوراً رئيساً في بث أفكار تدعو إلى العنف ورفض الديمقراطية بنسختها الغربية والمطالبات بإقامة أحكام الشريعة الإسلامية، ولكن سرعان ما تبدل هذا النهج إلى انسجام تام في السنوات الأخيرة خصوصاً بعد هزائم جماعة الإخوان في ثورات العالم العربي، وهروب جزء كبير من قياداتها إلى الخارج وبالتالي تغيير ملموس في خطابهم في الخارج وتأييد شبه مطلق لشعارات اليسار الغربي حتى المناهضة منها للدين الإسلامي كالمثلية الجنسية وحقوق المثليين.
انتقل أعضاء وقيادات جماعة الإخوان إلى أوروبا منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، عندما أسّسوا المركز الإسلامي في جنيف كأول مقر دولي للجماعة في أوروبا، كما تنشط في بلجيكا العديد من الشبكات الإخوانية وتضم فرنسا أكثر من 51 جمعية تعمل لصالح الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تجمع إخواني لمناهضة الكراهية ضد الإسلام (الإسلاموفوبيا) وجمعية «الإيمان والممارسة»، و«مركز الدراسات والبحوث حول الإسلام»، و«المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية»، و«معهد ابن سينا لتخريج الأئمة»، وجميعها تنضوي تحت جناح جماعة الإخوان، هذا إلى جانب التموضع الإخواني في المانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى بأنشطة مختلفة وتحالفات متعددة تقدم نفسها كمنظمات أو كيانات تعمل ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا وشعارات الحقوق والحريات حتى تمكّنت من تعزيز تواجدها داخل بعض الأحزاب اليسارية في عدد من الدول الغربية، فيما استفادت من تواجد هذه الأحزاب في السلطة في بعض البلدان للحصول على تسهيلات لأنشطتها لتنفيذ أجندات سياسية ومخططات ذات أبعاد إستراتيجية خطيرة كتثوير الشعوب العربية وتحريكها ضد حكوماتها عبر ما سمي بالربيع العربي والنتائج الكارثية التي لاتزال تخيم على بعض دول المنطقة حتى اليوم.