-A +A
منى العتيبي
في بادرة إنسانية وحضارية تشكل فريق تطوعي بلغ عدده 870.000 فلبيني في المملكة العربية السعودية وذلك بهدف تشجيع كل مواطن فلبيني في المملكة على زراعة شجرة واحدة على الأقل في السنة تحت شعار «معًا نجعل المملكة أفضل وأكثر اخضرار»؛ وهذه البادرة التي تنم عن قيمة المكان وقدسية بلادنا في نفوس الإخوة الفلبينيين وتحمل رسالة سامية ينبغي أن تكون أنموذجًا إنسانيًا عالميًا في علاقة الإنسان وارتباطه بالمكان سواء كان وطنه أو خارج الوطن ليمثل الأخلاق والنموذج الأصيل للإنسان. كما أنها قدّمت لنا صورة مشرقة ومثالية للمجتمع الفلبيني في تعامله مع الآخر؛ هذه الصورة هي ما تحتاجه الشعوب في دعمها لبعضها البعض، وهي أصل عمارة الأرض.

ومن هذا أقترح أن تتوسع خدمات المنصة الوطنية للعمل التطوعي، وذلك بأن تكون هناك فرصة خاصة منفردة حاضنة للمقيمين للعمل التطوعي في بلادنا تخدم وتنظم العمل التطوعي وتقدم فرصًا تطوعية لهم وفقًا للقوانين والأنظمة في بعض الجهات، حيث تُسجل هذه الساعات وتعتمد للمقيم تعزيزًا لدوره الإنساني في خدمة بلادنا، وتشجيعًا على تفعيل دوره الحيوي لإثراء الوطن من خلال الاستفادة من خبراته ومهاراته. خصوصاً أن استثمار طاقات المقيم المهنية والمعرفية سيثمر في تنمية بلادنا شريطة أن يتم تحديد المهارات والمجالات وحوكمتها وفق لوائح وضوابط نظام الإقامة في السعودية واللائحة التنظيمية للعمل التطوعي في المملكة العربية السعودية الصادرة في عام 1442هـ.


لذا أرى أنه بات من الضروري تصميم فرص تطوعية خاصة تناسب المقيمين واحتياجات الوطن منهم، وتتوافق مع الأهداف الوطنية التنموية وأنشطتها، وتوضيح المهام والمهارات والخبرات والإمكانات الضرورية وأشكال الدعم المقدم منها لتنفيذ الفرصة التطوعية مع مراعاة تحقيق الفرص التطوعية للتنوع في مستويات التطوع والفئة المستهدفة ومجال الفرصة، وإبرازها في المنصة الوطنية للعمل التطوعي.

ختامًا.. تحية شكر وتقدير خاصة للشعب الفلبيني المقيم منهم في بلادنا الحبيبة على ما يقدمونه وما يبذلونه من جهود مع المواطن السعودي لتقديم يد العون والإسهام في تنمية هذه البلاد العامرة بالخير والعطاء على المواطن والمقيم والعالم أجمع.