النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الدول الغربية كان ينظر إليه أنه النظام الأفضل في العالم. وقد استطاع الغرب من خلال المكينة الدعائية والإعلامية أن ينجح بتفوق باهر في رسم صورة رائعة له وجعل من نفسه القدوة الحسنة الأوحد والواجبة الاقتداء. لقد أصبح نمط الحياة في الغرب حلم الملايين الذين يتطلعون للهجرة والسفر والعيش فيها أو العلاج أو التعليم وغير ذلك من جوانب حياتية.
شكراً ألف
الشعارات التي يرفعها الغرب وينادي بها، لها بريق وجاذبية أوشك أن يصبح العالم أسيراً لها ولا يرى غيرها سبيلاً للنهوض والتطور. لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر جوانب ضعفها وصورتها الحقيقية بعيدة عن مواد التبرج والتجميل التي كانت تحسّن صورتها. التطبيق والتجارب فضحت حقيقة هذه الشعارات؛ لأن العالم رأى أن الغرب أول من يخالف هذه الشعارات التي نادى بها وعمل على فرضها على جميع الدول. فقد قام الغرب بالتضييق على حرية الرأي عندما خاف من منافسة الآخر أو أنه يشكل تهديداً لروايته ورؤيته. وعلى سبيل المثال أقفل الغرب محطات RT فور دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا ضارباً عرض الحائط بمبدأ حرية الإعلام. وما يحدث اليوم يشابه كثيراً من الأحداث المكارثية التي جرت في السابق عندما أيدت أغلبية الأمريكيين الحملة ضد الشيوعية، وذلك لأنهم خافوا من الخطر، خاصة لأن دعاية مكارثي اعتمدت على أن الشيوعية «دين يريد القضاء على المسيحية». إن الأثر الذي تركه مكارثي من خلال التدخل في السلطات وبالأخص السلطتين التنفيذية والقضائية، والضرب بحرية القانون عرض الحائط والاعتداء على العديد من نصوص الدستور الأمريكي يوضح مدى تهافت قيم الحرية عندما تصطدم بمصالح الغرب.
والعجيب أن العديد من المقالات في الصحف الغربية مندهشة لهذا التغير في مواقف دول العالم ونظرتها تجاه الغرب. وكأنه قد غاب عن هذه الأقلام والكتّاب أن تدرك وتعي الأسباب الحقيقية والعوامل التي تقف خلف هذا التغير في النظرة. حيث إن أحد أهم الأسباب التي تجعل الآخر يعيد النظر في السياسات الغربية هي مخالفة الغرب للقيم والأخلاق إذا اصطدمت مع مصالحه ورغباته، وأن ما وضعه من قيم سعى إلى فرضها على العالم لم يطبقها على نفسه كما لم يلتزم بالمعايير التي حددها لقياس الالتزام بتطبيق القيم والأخلاق التي نادى بها.
والأعجب أن بعض الكتّاب والمفكرين العرب ما زال متأثراً بسحر الغرب وعظمته حتى يكاد لا يرى الحراك والتطورات التي تجري، ولا يرى أن الغرب يقول ما لا يفعل، وأن العبودية التي تخلى عنها الغرب استبدلت بالعنصرية البغيضة. فالغرب يؤيد إسرائيل وعنصريتها. كما تظهر هذه العنصرية صراحة في وسائل إعلامه عندما يتكلم عن اللاجئين الأوكرانيين وكيف أنهم لا يستحقون أن يكونوا مثل السوريين أو الأفغان.
إن العيب ليس في قيم العدالة والمساواة والحرية وغيرها من قيم عظيمة وإنما في الممارسات وفي ازدواجية المعايير وتوظيف هذه القيم لخدمة الهيمنة والسيطرة والتلاعب بالعقول من خلال الإعلام والتعليم أو من خلال المؤامرات والانقلابات والمشاكل وإثارة النزاعات والحروب التي أجاد الغرب توظيفها لصالح الأهداف التي يسعى لتحقيقها.
الغرب وقع في أخطاء عبر تاريخه، وهذا أمر طبيعي. فالبشر يتعلمون من أخطائهم وهذه سنّة الحياة. غير أن هناك ضريبة تترتب على أخطاء كبيرة متكررة. وهذه الضريبة أن العالم لم يعد أحادي القطب. ولا يعني ذلك نهاية الغرب أو زوال القيم التي نادى بها وإنْ لم يطبقها جوهرياً، فالغرب سيظل شطر العالم لكن ليس كل العالم كما كان يريد.
شكراً ألف
الشعارات التي يرفعها الغرب وينادي بها، لها بريق وجاذبية أوشك أن يصبح العالم أسيراً لها ولا يرى غيرها سبيلاً للنهوض والتطور. لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر جوانب ضعفها وصورتها الحقيقية بعيدة عن مواد التبرج والتجميل التي كانت تحسّن صورتها. التطبيق والتجارب فضحت حقيقة هذه الشعارات؛ لأن العالم رأى أن الغرب أول من يخالف هذه الشعارات التي نادى بها وعمل على فرضها على جميع الدول. فقد قام الغرب بالتضييق على حرية الرأي عندما خاف من منافسة الآخر أو أنه يشكل تهديداً لروايته ورؤيته. وعلى سبيل المثال أقفل الغرب محطات RT فور دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا ضارباً عرض الحائط بمبدأ حرية الإعلام. وما يحدث اليوم يشابه كثيراً من الأحداث المكارثية التي جرت في السابق عندما أيدت أغلبية الأمريكيين الحملة ضد الشيوعية، وذلك لأنهم خافوا من الخطر، خاصة لأن دعاية مكارثي اعتمدت على أن الشيوعية «دين يريد القضاء على المسيحية». إن الأثر الذي تركه مكارثي من خلال التدخل في السلطات وبالأخص السلطتين التنفيذية والقضائية، والضرب بحرية القانون عرض الحائط والاعتداء على العديد من نصوص الدستور الأمريكي يوضح مدى تهافت قيم الحرية عندما تصطدم بمصالح الغرب.
والعجيب أن العديد من المقالات في الصحف الغربية مندهشة لهذا التغير في مواقف دول العالم ونظرتها تجاه الغرب. وكأنه قد غاب عن هذه الأقلام والكتّاب أن تدرك وتعي الأسباب الحقيقية والعوامل التي تقف خلف هذا التغير في النظرة. حيث إن أحد أهم الأسباب التي تجعل الآخر يعيد النظر في السياسات الغربية هي مخالفة الغرب للقيم والأخلاق إذا اصطدمت مع مصالحه ورغباته، وأن ما وضعه من قيم سعى إلى فرضها على العالم لم يطبقها على نفسه كما لم يلتزم بالمعايير التي حددها لقياس الالتزام بتطبيق القيم والأخلاق التي نادى بها.
والأعجب أن بعض الكتّاب والمفكرين العرب ما زال متأثراً بسحر الغرب وعظمته حتى يكاد لا يرى الحراك والتطورات التي تجري، ولا يرى أن الغرب يقول ما لا يفعل، وأن العبودية التي تخلى عنها الغرب استبدلت بالعنصرية البغيضة. فالغرب يؤيد إسرائيل وعنصريتها. كما تظهر هذه العنصرية صراحة في وسائل إعلامه عندما يتكلم عن اللاجئين الأوكرانيين وكيف أنهم لا يستحقون أن يكونوا مثل السوريين أو الأفغان.
إن العيب ليس في قيم العدالة والمساواة والحرية وغيرها من قيم عظيمة وإنما في الممارسات وفي ازدواجية المعايير وتوظيف هذه القيم لخدمة الهيمنة والسيطرة والتلاعب بالعقول من خلال الإعلام والتعليم أو من خلال المؤامرات والانقلابات والمشاكل وإثارة النزاعات والحروب التي أجاد الغرب توظيفها لصالح الأهداف التي يسعى لتحقيقها.
الغرب وقع في أخطاء عبر تاريخه، وهذا أمر طبيعي. فالبشر يتعلمون من أخطائهم وهذه سنّة الحياة. غير أن هناك ضريبة تترتب على أخطاء كبيرة متكررة. وهذه الضريبة أن العالم لم يعد أحادي القطب. ولا يعني ذلك نهاية الغرب أو زوال القيم التي نادى بها وإنْ لم يطبقها جوهرياً، فالغرب سيظل شطر العالم لكن ليس كل العالم كما كان يريد.