-A +A
حمود أبو طالب
تتجه الأنظار ويتركز الاهتمام على المملكة عند أي منعطف عالمي أو أزمة دولية يمكن أن تؤثر على السوق النفطية رغم أنها عضو ضمن دول أخرى في منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك بلس، قد نتفهم ذلك لأن المملكة من أكبر وأهم منتجي ومصدري النفط للعالم، ولكن ما لا يمكن تفهمه أو استيعابه هو التلميح أحياناً بأن المنظمة بتأثير من المملكة تُخضع قراراتها لأهداف سياسية، ثم القيام بحملات تشكيك في موضوعية وصواب تلك القرارات وجدواها، ومع الوقت تثبت تلك القرارات أنها صحيحة ومردودها إيجابي على استقرار سوق النفط وإمدادات الطاقة.

لقد تابعنا في أكثر من مناسبة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وهو يشرح ويوضح حيثيات قرارات المنظمة، ويؤكد أنها مدروسة بعناية وتتوخى مصلحة المستهلكين واستقرار وتوازن السوق النفطية، والكل يعرف الخبرة الطويلة للأمير عبد العزيز في شؤون النفط التي جعلته الآن خبيراً موثوقاً ومرجعيةً معتبرة، ينتظر العالم تصريحاته التي تتصدر وسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء، وكان من آخرها الحوار الذي أجرته معه وكالة الأنباء السعودية بعد أن أكدت جهات إعلامية مستقلة صحة ودقة التوقعات التي توصلت إليها مجموعة أوبك بلس في تحليلاتها مقارنة مع عدد من الجهات الأخرى.


لقد أعاد سموه في الحوار تأكيد ما يقوله دائماً بأن المنظمة لا تقوم بتسييس القرارات وتركز على أساسيات السوق فقط، وذلك ما يمكنها من تقييم الأوضاع بموضوعية ووضوح أكثر ويعزز مصداقيتها، مستشهداً بما حدث مع بداية الأزمة الأوكرانية من توقعات بفقدان كمية كبيرة من الإمدادات واتهام المنظمة خلال ذلك بعدم الاستجابة اللازمة في الوقت المناسب، لكن النقص لم يحدث. وكذلك قرار المنظمة في أكتوبر الماضي بخفض الإنتاج الذي تم انتقاده بشدة ووصف بأنه مؤسف ومحفوف بالمخاطر وأن وراءه دوافع سياسية، وأنه قد يدفع الاقتصاد العالمي للركود ويضر الدول النامية، ولكن تبيّن لاحقاً أنه كان قراراً صحيحاً لدعم استقرار السوق البترولية. وقد اختصر الأمير عبدالعزيز فلسفة أو إستراتيجية المنظمة بقوله: «المصداقية مكوّن رئيس لبناء الثقة، وكلما زادت مصداقيتنا أصبحت مهمتنا في تحقيق الاستقرار في السوق أسهل، وكلما حققنا مزيداً من الاستقرار تمكّنا من تعزيز مصداقيتنا وكسب اعتراف الآخرين بها».

لحسن حظ المنظمة أن من يمثل المملكة فيها وزير خبير صقلته الخبرة الطويلة ويتمتع بالوعي الكبير والإدراك التام في كيفية مخاطبة العالم وتوضيح الحقائق، وهو بذلك يمثل نهج وطنه في المصداقية التي جعلته محل ثقة دول العالم.