ها هي دورة الزّمان قد دارت من جديد، لتكمل فصول سنة مضت، وتفتح سطورًا أخرى بميلاد جديد.
أقف على حافة من الزمن في هذه اللحظة أنظر في ما مضى: ركام من الأحداث الجسام، وتلال من الأهوال، وخيبات من فوقها خيبات، غالبت فيها أحزانًا أمضّتني، وكابدت فيها بلايا رزتني، بدا بعضها ممسكًا ببعض في سياق متصل من المأساة، التي يتداخل فيها الخاص بالعام، فلا تدري من منها يأخذ من الآخر، أو يعديه بالأسى والحزن والدموع.
أحاول أن أنزع نفسي من تحت عتبة العذاب أن أخرج بابتسامه حقيقية من فم الأيام السوداء
أصبحت أحن إلى ما صار بعيداً.
الهوّة تكبر في داخلي، لمع لي برق خلّب بالأماني الكواذب فخدعني، وأوجع قلبي. المرض يفتّ عضد الأقربين الأعز مني وأنا أناظرهم بطرف العجز غير قادر على أن أحمل معهم ألمًا، أو أن أزيح منهم سقمًا.. ما عندي غير الدعاء الصادق، ودموع أخفيها ما استطعت حتى لا أزعزع صبرهم النبيل على ما هم فيه.
ابتلاءات وامتحانات جسيمة، تبدأ من البيت، ولا تنتهي في سوح العمل وأحداث الحياة،
أحاول ما استطعت أن أقود السفينة في هذا البحر المتلاطم، والريح تصرخ، بعزم أخشى أن يخور، وصبر أخاف أن ينفد.
أمدّ طرفي خارج ذاتي، فيبدو العالم في ناظري أكثر قتامة، وأشد بؤسًا، فها هو شبح الحرب الحمقاء الثالثة يوشك أن يخرج من نطاقه الإقليمي ليصبح عالميًا، وخطر استعمال الترسانة النووية خرج من الهمس إلى الجهر بالتهديد، والعالم يبحث عن «حكيم» ينزع الفتيل، ويعيد الوضع إلى حالة السلام المتوهم، والهدنة المفخخة.
المأساة في كل ركن من أركان الدنيا، موت ودمار وخراب، وحتى المناخ تغيّر فما عاد بالذي استأنست به الأرض وعرفته على مر الحقب والسنوات.
منذا يصدّق بأنّ الجفاف ضرب أوروبا الخضراء، فجفّت فيها أنهار، ويبست فيها حتى حديقة «الهايد بارك»، ودرجة الحرارة في لندن تجاوزت الـ(45) درجة مئوية، وزادت في غيرها، الفيضانات أغرقت، والحرائق تمددت وأتلفت، وشبح الجوع والمسغبة يطوف على قدم وساق في القارّة السمراء، ليكرر المأساة.
أقصر نظري عن خريطة العالم الآن، وأجول بها في ربوع وطني، فيتبدد الحزن كثيرًا، وترتسم في الخاطر ملامح الفرح الأغر بما يتحقق في هذا الوطن الأبي، وكأنه وحده الممسك بزمام الفرح في هذه المأساة الكونية، «الرؤية» تقود خطاه على مدارج النمو والسمو، بدأنا نقطف ثمارها قبل موعد الحصاد.
قيادة راشدة، ووطن معطاء، وشعب يستحق.. مبادرات تخرج من عقل وقّاد عبقري، يحرّك الساكن، ويقدح الهمم، ويشحذ العزائم لتبلغ القمّة بالهمة، وتبني وطنًا يتسامق تيهًا، ويحلّق في فضاء يانع متراحب بالخيرات والمستقبل الزاهر الوضيء.
اختفت أصوات كانت تنعق ومنابر تشتد علينا ظُلمًا وظَلمة حتى تداركنا الله برحمته ورفع عنا أغلال التشدد وغلوه فأصبحنا نعيش جودة الحياة وبهجتها.
لولا هذا الفرح المنسرب من أطياف الوطن، ورصفائه، لأوشك أن يبخعنا الحزن والأسى، والعالم يكسوه البياض القاتل جرّاء العواصف الثلجية غير المنظورة من قبل، بما يقرع جرس الإنذار لكارثة المناخ، وقد حملت المملكة لواء الإصلاح عبر مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر».
الآن أطلع إلى عامي الجديد، بكل الأمل رغم الحزن، وكلي عزم على مواصلة العطاء لوطني، وقلبي مورق بالوعد، ولساني لاهج بالحمد والدعاء لمن صدق وعده ومد لي يده ومسح بمنديل الفرح دمعة حزن خرجت للعلن.
ربما أستطيع أن أغيّر شيئًا، ربما يمكنني أن أحدث فارقًا، أو حتى أن يخفق قلبي بحب جديد بعد تصحّر القلب سنين.
لكن الأكيد أنّني سأحاول جاهدًا أن أمضي في معارج «خريطة الطريق» التي رسمتها لعامي الجديد على خطى الشاعرة روضة الحاج، فكأن صوتها صوتي وهي تقول:
قررتُ في العامِ الجديدْ
ألا أعكِّرَ صفوَ نفسيَ مطلقًا
أن أحتويها
أن أُدللِّها
فقد أتعبتُها
لكنها ظلَّت على ذاتِ العهودْ!
ألا أبرِّرَ أيَّ شيءْ
ألا أُراهِنَ في الحياةِ
على قريبٍ أو بعيدْ
ألا أردَّ على مكالمةٍ
ستكسرُ خاطري مثلاً
وألا أشتري من باعني
ألا أجاملَ
من يُضايقُني وجودي بينهم
مثلاً
فإنِّي قد تعبتُ
ولن أزيد!
قرَّرتُ في العامِ الجديدْ
ألا أقولَ لراحلٍ عني
انتظر!
مهما غلا
من شاء أن يبقى
ففي عيني
ومن شاءَ الرحيلَ.. أعنتُه
إن كان ذلك ما يريدْ!
ألا أفتِّشَ في عيونِ الناسِ عنَّيَ
لن أرانيَ جيدًا
مرآةُ ذاتي
طالما صدقتْ معي
فكأنما بصري حديدْ!
قرَّرتُ في العامِ الجديدْ
أن أستعيدَ سلامَ ذاتيَ
مرةً أخرى
وبعضَ طفولتي..
وسأستعيدْ!
كل عام ووطني الحبيب ومن على أرضه يعيش والعالم كله بخير وسعادة وأمن وأمان.
أقف على حافة من الزمن في هذه اللحظة أنظر في ما مضى: ركام من الأحداث الجسام، وتلال من الأهوال، وخيبات من فوقها خيبات، غالبت فيها أحزانًا أمضّتني، وكابدت فيها بلايا رزتني، بدا بعضها ممسكًا ببعض في سياق متصل من المأساة، التي يتداخل فيها الخاص بالعام، فلا تدري من منها يأخذ من الآخر، أو يعديه بالأسى والحزن والدموع.
أحاول أن أنزع نفسي من تحت عتبة العذاب أن أخرج بابتسامه حقيقية من فم الأيام السوداء
أصبحت أحن إلى ما صار بعيداً.
الهوّة تكبر في داخلي، لمع لي برق خلّب بالأماني الكواذب فخدعني، وأوجع قلبي. المرض يفتّ عضد الأقربين الأعز مني وأنا أناظرهم بطرف العجز غير قادر على أن أحمل معهم ألمًا، أو أن أزيح منهم سقمًا.. ما عندي غير الدعاء الصادق، ودموع أخفيها ما استطعت حتى لا أزعزع صبرهم النبيل على ما هم فيه.
ابتلاءات وامتحانات جسيمة، تبدأ من البيت، ولا تنتهي في سوح العمل وأحداث الحياة،
أحاول ما استطعت أن أقود السفينة في هذا البحر المتلاطم، والريح تصرخ، بعزم أخشى أن يخور، وصبر أخاف أن ينفد.
أمدّ طرفي خارج ذاتي، فيبدو العالم في ناظري أكثر قتامة، وأشد بؤسًا، فها هو شبح الحرب الحمقاء الثالثة يوشك أن يخرج من نطاقه الإقليمي ليصبح عالميًا، وخطر استعمال الترسانة النووية خرج من الهمس إلى الجهر بالتهديد، والعالم يبحث عن «حكيم» ينزع الفتيل، ويعيد الوضع إلى حالة السلام المتوهم، والهدنة المفخخة.
المأساة في كل ركن من أركان الدنيا، موت ودمار وخراب، وحتى المناخ تغيّر فما عاد بالذي استأنست به الأرض وعرفته على مر الحقب والسنوات.
منذا يصدّق بأنّ الجفاف ضرب أوروبا الخضراء، فجفّت فيها أنهار، ويبست فيها حتى حديقة «الهايد بارك»، ودرجة الحرارة في لندن تجاوزت الـ(45) درجة مئوية، وزادت في غيرها، الفيضانات أغرقت، والحرائق تمددت وأتلفت، وشبح الجوع والمسغبة يطوف على قدم وساق في القارّة السمراء، ليكرر المأساة.
أقصر نظري عن خريطة العالم الآن، وأجول بها في ربوع وطني، فيتبدد الحزن كثيرًا، وترتسم في الخاطر ملامح الفرح الأغر بما يتحقق في هذا الوطن الأبي، وكأنه وحده الممسك بزمام الفرح في هذه المأساة الكونية، «الرؤية» تقود خطاه على مدارج النمو والسمو، بدأنا نقطف ثمارها قبل موعد الحصاد.
قيادة راشدة، ووطن معطاء، وشعب يستحق.. مبادرات تخرج من عقل وقّاد عبقري، يحرّك الساكن، ويقدح الهمم، ويشحذ العزائم لتبلغ القمّة بالهمة، وتبني وطنًا يتسامق تيهًا، ويحلّق في فضاء يانع متراحب بالخيرات والمستقبل الزاهر الوضيء.
اختفت أصوات كانت تنعق ومنابر تشتد علينا ظُلمًا وظَلمة حتى تداركنا الله برحمته ورفع عنا أغلال التشدد وغلوه فأصبحنا نعيش جودة الحياة وبهجتها.
لولا هذا الفرح المنسرب من أطياف الوطن، ورصفائه، لأوشك أن يبخعنا الحزن والأسى، والعالم يكسوه البياض القاتل جرّاء العواصف الثلجية غير المنظورة من قبل، بما يقرع جرس الإنذار لكارثة المناخ، وقد حملت المملكة لواء الإصلاح عبر مبادرتي «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر».
الآن أطلع إلى عامي الجديد، بكل الأمل رغم الحزن، وكلي عزم على مواصلة العطاء لوطني، وقلبي مورق بالوعد، ولساني لاهج بالحمد والدعاء لمن صدق وعده ومد لي يده ومسح بمنديل الفرح دمعة حزن خرجت للعلن.
ربما أستطيع أن أغيّر شيئًا، ربما يمكنني أن أحدث فارقًا، أو حتى أن يخفق قلبي بحب جديد بعد تصحّر القلب سنين.
لكن الأكيد أنّني سأحاول جاهدًا أن أمضي في معارج «خريطة الطريق» التي رسمتها لعامي الجديد على خطى الشاعرة روضة الحاج، فكأن صوتها صوتي وهي تقول:
قررتُ في العامِ الجديدْ
ألا أعكِّرَ صفوَ نفسيَ مطلقًا
أن أحتويها
أن أُدللِّها
فقد أتعبتُها
لكنها ظلَّت على ذاتِ العهودْ!
ألا أبرِّرَ أيَّ شيءْ
ألا أُراهِنَ في الحياةِ
على قريبٍ أو بعيدْ
ألا أردَّ على مكالمةٍ
ستكسرُ خاطري مثلاً
وألا أشتري من باعني
ألا أجاملَ
من يُضايقُني وجودي بينهم
مثلاً
فإنِّي قد تعبتُ
ولن أزيد!
قرَّرتُ في العامِ الجديدْ
ألا أقولَ لراحلٍ عني
انتظر!
مهما غلا
من شاء أن يبقى
ففي عيني
ومن شاءَ الرحيلَ.. أعنتُه
إن كان ذلك ما يريدْ!
ألا أفتِّشَ في عيونِ الناسِ عنَّيَ
لن أرانيَ جيدًا
مرآةُ ذاتي
طالما صدقتْ معي
فكأنما بصري حديدْ!
قرَّرتُ في العامِ الجديدْ
أن أستعيدَ سلامَ ذاتيَ
مرةً أخرى
وبعضَ طفولتي..
وسأستعيدْ!
كل عام ووطني الحبيب ومن على أرضه يعيش والعالم كله بخير وسعادة وأمن وأمان.