-A +A
مي خالد
عصرنا الحالي هو عصر ثورة الاتصالات دون أدنى شك، توسعت الشبكات اللاسلكية لتشمل كل بقعة من بقاع العالم تقريباً.

كما وفرت التطورات الأخيرة في شبكات الاتصال فرصة رائعة لسماع وجهات نظر من جميع أنحاء العالم، في أي وقت نختاره وهي نعمة تاريخية غير مسبوقة.


ومع ذلك الكثير من البشر يشعرون بالوحدة، والكثير منهم في حالة انفصال وعزلة عن محيطهم.

في عام 2017، أعلن الجراح الأمريكي فيفيك مورثي تفشي وباء الوحدة في الولايات المتحدة. وبعد ذلك بعام، في 2018، أنشأت بريطانيا وزارة للوحدة تهدف لدعم المواطنين الذين يشعرون بالوحدة وهم حسب الإحصاءات واحد من كل عشرة أشخاص.

لقد طوروا «إستراتيجية الوحدة»، ليس فقط لدعم العلاقات الهادفة ولكن كما كانوا يأملون لتقوية المجتمع نفسه.

لم تكن العلاقات الأسرية والصداقات فقط غير مرضية. لكن وعلى الرغم من محاولات الحكومة لمعالجة المشكلة، إلا أن المواطنين يشعرون أيضاً بالانفصال عن قادتهم.

مقتنعون بأنهم لا يسمعون شكواهم حقاً. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع ملحوظ في نظريات المؤامرة داخل المجتمع البريطاني بل وكثير من مجتمعاتنا العربية كذلك، فالحديث ينطبق على جميع البشر رغم عدم توفر الإحصاءات المتوفرة لدى البريطانيين.

أحد أسباب هذا الانفصال والعزلة، سواء في علاقاتنا الشخصية أو في المجتمع الأوسع، هو الاستماع غير الفعال. كما تصف «كيت مورفي» في كتابها: (أنت لا تستمع) حيث تقول: إن الاستماع أداة قوية لمساعدتنا في دعم الأحباء والتواصل معهم، وتنمية الحكمة، والتعاطف مع وجهات النظر المختلفة، وتعزيز العلاقات الهادفة. لقد أظهر الأطفال دقة متزايدة في حل المشكلات بعد شرح حلولهم للأم المستمعة مقارنة بتكرارها لفظياً لأنفسهم.

وجود شخص يستمع هو أمر جيد للمتحدث، لكنّ المستمعين يحصلون كذلك على الفائدة. وفقاً لكيت مورفي، فإن الاستماع يولد الاستماع. فعندما نجعل الآخرين يثقون بنا لأننا استمعنا لهم، فهذا سيمنحنا الثقة بدورنا أن هناك شخصاً سيستمع لنا ونثق به عندما تقلب الحياة لنا ظهر المجن.