مع استهلالة العام الجديد من الجيد أن أستفتح مقالاتي بشيء من التخصصية؛ لذا اخترت أن أتحدث عن الجملة الافتتاحية او الاستفتاحية أو كما تسمى بالأدب الإنجليزي «key sentence- lead paragraph»؛ لأنه ببساطة شديدة تكاد تكون هذه الجملة شبه مفقودة في الكتابة المعاصرة. وهي في مقالي كما ترون بدأت من كلمة (مع-المعاصرة). من المهم أن تتضمن هذه الجمل أسئلة أو أجوبة «من وماذا ولماذا ومتى وأين وكيف»، فالجملة الأولى تشبه الشخص الأنيق أو الملفت للأنظار، مهمتها أن تشد ذهن القارئ أو حتى المستمع، فمن يتقن الكتابة يجيد التحدث والعكس ليس دائماً صحيح. ويرى بعض الكتّاب المختصين أن طرح السؤال في المقدمة قد يكون غير جذاب للجيل الجديد؛ لأنهم ببساطة يحتاجون لطريقة أكثر استفزازية لمهاراتهم العالية سواء في البحث أو التفكير، لذا يقترحون أن تكون الجملة الافتتاحية توطئة لمعلومة أو شعور أو حتى حكمة عالمية ونحو ذلك.
إن أنواع الجمل بالمجمل عديدة يمكن الرجوع للمراجع ومذاكرة بعضها، وأجد أن هناك ضعفاً في توظيفها، مثال بسيط لجملة الافتتاحية: الفقرة: لطالما تمت دراسة الشاي والاستمتاع بخصائصه المفيدة. «الفكرة الكامنة: شرب الشاي له آثار إيجابية على الصحة العامة للإنسان بسبب المركبات التي يحتوي عليها»، إذاً يمكن أن ترى الفرق بين تقديم الجملة بأقل عدد كلمات ممكن مع عدم إسقاط أحكام وكيف لو تم كتابتها كما هي. من أكثر الأمور التي تنفّر القارئ بشكل عام حينما تختطف دوره، بمعنى تطرح سؤالاً دون أن تمنحه فرصة للتفكير، وتشاهد هذا الخلل حتى في القنوات التلفزيونية حينما يختطف المذيع الإجابة من الضيف وهكذا.
اكتب بصوت مختلف، امتلك بصمتك اللغوية، هناك نموذج قديم جدّاً يعرفه المختصون بالإعلام فبدلاً من أن تقول «كلب عض رجلاً» اكتب «رجل عضه كلب» ورغم بساطته وقدمه إلا أنه يبيّن قيمة الدور وصانع الحدث فلا قيمة لعضة الكلب إن كانت لكلب آخر مثلاً! أليس كذلك؟. إحصائيات؟ نعم لا، الناس يحبون الأرقام أغرقهم بها، التحليل والربط والتفسير أمور أيضاً مهمة. احكِ لنا قصة، أتذكر أنني امتعضت حينما سألت جهة تجارية «ما قصتكم؟» وتلعثم الجميع! بما فيهم رئيسهم. القصة الآن هي سيدة الموقف في منصة التسويق، فأنت تريد أن تحكي قصتك ليفهم العالم بدلاً من أن تسرد رؤيتك ورسالتك وأهدافك وخططك، ولا أحد يمتلك الوقت! الوضوح والإيجاز وصناعة المعنى هي ثالوث الرسالة الاتصالية الناجحة.
إذاً في الختام، أقول إن الكتابة مهارة وحرفة، ولا تستمعوا لأصوات الفاشلين ومن يتحلطمون ليل نهار من عدم جدوى الكتابة، سوق صناعة المحتوى الإعلامي بالتحديد لا يزال ناشئاً وفرصة النمو وتحقيق الأرباح فيه عالية متى ما أتقنت حرفتك ونظرت لها على أنها «صناعة»، وهي الأرقى وبلا شك «الأخطر» وجب التنويه. وللكتّاب من الجيل الشاب تجاهلوا كافة الأنماط السائدة، وتجنّبوا الشللية، ولا تحرصوا على الاندماج تحت أي كيان مترهل أو مجاملة الآخرين. قد يحاول البعض في بداياتكم اختطاف أقلامكم وتمييع أصواتكم أو حتى صهرها لكن تذكّر دائماً وأبداً «لماذا اكتب؟» واستثمر في «كيف» قدر المستطاع.. ودمتم بتألق ومهنية.
إن أنواع الجمل بالمجمل عديدة يمكن الرجوع للمراجع ومذاكرة بعضها، وأجد أن هناك ضعفاً في توظيفها، مثال بسيط لجملة الافتتاحية: الفقرة: لطالما تمت دراسة الشاي والاستمتاع بخصائصه المفيدة. «الفكرة الكامنة: شرب الشاي له آثار إيجابية على الصحة العامة للإنسان بسبب المركبات التي يحتوي عليها»، إذاً يمكن أن ترى الفرق بين تقديم الجملة بأقل عدد كلمات ممكن مع عدم إسقاط أحكام وكيف لو تم كتابتها كما هي. من أكثر الأمور التي تنفّر القارئ بشكل عام حينما تختطف دوره، بمعنى تطرح سؤالاً دون أن تمنحه فرصة للتفكير، وتشاهد هذا الخلل حتى في القنوات التلفزيونية حينما يختطف المذيع الإجابة من الضيف وهكذا.
اكتب بصوت مختلف، امتلك بصمتك اللغوية، هناك نموذج قديم جدّاً يعرفه المختصون بالإعلام فبدلاً من أن تقول «كلب عض رجلاً» اكتب «رجل عضه كلب» ورغم بساطته وقدمه إلا أنه يبيّن قيمة الدور وصانع الحدث فلا قيمة لعضة الكلب إن كانت لكلب آخر مثلاً! أليس كذلك؟. إحصائيات؟ نعم لا، الناس يحبون الأرقام أغرقهم بها، التحليل والربط والتفسير أمور أيضاً مهمة. احكِ لنا قصة، أتذكر أنني امتعضت حينما سألت جهة تجارية «ما قصتكم؟» وتلعثم الجميع! بما فيهم رئيسهم. القصة الآن هي سيدة الموقف في منصة التسويق، فأنت تريد أن تحكي قصتك ليفهم العالم بدلاً من أن تسرد رؤيتك ورسالتك وأهدافك وخططك، ولا أحد يمتلك الوقت! الوضوح والإيجاز وصناعة المعنى هي ثالوث الرسالة الاتصالية الناجحة.
إذاً في الختام، أقول إن الكتابة مهارة وحرفة، ولا تستمعوا لأصوات الفاشلين ومن يتحلطمون ليل نهار من عدم جدوى الكتابة، سوق صناعة المحتوى الإعلامي بالتحديد لا يزال ناشئاً وفرصة النمو وتحقيق الأرباح فيه عالية متى ما أتقنت حرفتك ونظرت لها على أنها «صناعة»، وهي الأرقى وبلا شك «الأخطر» وجب التنويه. وللكتّاب من الجيل الشاب تجاهلوا كافة الأنماط السائدة، وتجنّبوا الشللية، ولا تحرصوا على الاندماج تحت أي كيان مترهل أو مجاملة الآخرين. قد يحاول البعض في بداياتكم اختطاف أقلامكم وتمييع أصواتكم أو حتى صهرها لكن تذكّر دائماً وأبداً «لماذا اكتب؟» واستثمر في «كيف» قدر المستطاع.. ودمتم بتألق ومهنية.