هل أصبح لِزاماً علينا إعادة تعريف مفهوم الماء، في ظل هذا الكم من التداخل بين ما يسببه الماء من حياة وما يتسبب به من موت؟ أم أن علينا فقط استعادة وعينا الصحيح لتصحيح فهمنا وثقافتنا للكيفية التي تُدار بها المياه وسُبل استثمار مصادره ليكون أداةً للسلم والحياة بدلاً من أن يكون أداة للحرب والدمار والخراب والموت والفناء؟ فهل الماء الذي جعل الله تعالى منه «كلَ شيءٍ حيٍ» ليشرب منه البشر ويُسقى به الزرع والضرع وتخضرُ به سفوح الجبال والسهول وتحيا به الأرض وترعى به الأنعام، هل هو نفسه الماء الذي تتساقط منه المنازل وتتقطع بسببه الطرق وتتهدم بسببه البُنى التحتية والمدن ويقتلع الأشجار ويغرق به ركاب الماء وتنقطع الكهرباء ويخيم معه الظلام؟
لقد عشنا في معظم مناطق المملكة خلال الأيام الماضية حالة طقس فريدة تخللها نزول كميات كبيرة من الأمطار ونتجت عنها أجواء بديعة في المدن والأرياف والبر، فانعكست إيجاباً على كثير من أوجه الحياة الاجتماعية والطبيعية والبيئية للجميع، رغم وقوع بعض الأضرار التي تأثرت بها بعض الأحياء السكنية نتيجة لهطول كميات كبيرة من الأمطار.
وقد جاءت هذه الموجة المطرية بعد موجة مطرية أخرى منذ أسابيع كانت على مدينة جدة، حيث تسببت ببعض الأضرار في بعض أحياء عروس البحر الأحمر، كتبت حينئذ مقالة في عكاظ بعنوان «جدة.. ومتلازمة المطر» وتساءلتُ في تلك المقالة عما إذا كان هناك أسباب إدارية أو معرفية تحول دون حل مشكلة مياه الأمطار من خلال خلق الفرص الكبيرة الكامنة والتي يمكن خلقها وإطلاقها باستثمار كميات هطول الأمطار في مختلف مناطق المملكة بما فيها مدينة جدة من خلال بناء شبكة أنابيب تشمل ضخ مياه الأمطار والمياه المعالجة إلى كافة مناطق المملكة على مدار العام لسقيا المساحات الخضراء تحقيقاً لرؤية المملكة و«السعودية الخضراء» واستزراع الغابات في النفود والربع الخالي والدهناء وفي كل الصحاري من خلال استنبات الأشجار المقاومة للتصحر والجفاف والعطش على جنبات الطرق السريعة والسكك الحديدية والطرق العابرة للمناطق والطرق الدولية العابرة للحدود، بل وحتى زراعة الأشجار المثمرة أحياناً. كما تساءلتُ ولازلت أتساءل عما إذا كان هناك فجوة إدارية بين الإستراتيجيات الثلاث: الزراعية والمائية والبيئية المنضوية والمنبثقة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة وغيرها من الأجهزة والمؤسسات ذات الصلة.
لماذا الاستمرار بهدر مياه الأمطار، بجانب ما تسببه أحياناً من أضرار في الأحياء والطرق في بعض المدن؟ لماذا نزهد بمياه الأمطار، ولدينا رؤية كفيلة باستثمار كل الموارد وخلق كل الموارد؟ لماذا التفريط بمياه الأمطار، ولدينا مبادرة «السعودية الخضراء» الكفيلة بتحويل المملكة لبساط أخضر وأشجار؟ لماذا هدر مياه الأمطار، وفي يدنا أن نربط كل دول الجوار العربي بأحزمة خضراء من خلال مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»؟ ولماذا توقفنا عند «عبقرية» السدود محدودة الأثر والتأثير وصممنا أذاننا وعيوننا عما سواها من أفكار ومقترحات، قد تكون أجدى وأهم بكثير من «عبقرية» السدود المكلفة التأسيس والمحدودة الأثر والتأثير؟
نحن قادرون بكل ما لدينا في المملكة من إمكانات وعقول وابتكارات ومعطيات تقنية وذكاء صناعي أن نربط العربة بالحصان (الفرص بالمخاطر) لتكون المملكة أكثر دولة في العالم تستثمر مياه المطر وأكثر دولة بمساحاتها الخضراء وغاباتها، ونتطلع في المستقبل القريب لإقامة شبكة أنابيب المياه العابرة لكل المناطق لتضخ مياه الأمطار والمياه المعالجة على مدار العام.
لقد عشنا في معظم مناطق المملكة خلال الأيام الماضية حالة طقس فريدة تخللها نزول كميات كبيرة من الأمطار ونتجت عنها أجواء بديعة في المدن والأرياف والبر، فانعكست إيجاباً على كثير من أوجه الحياة الاجتماعية والطبيعية والبيئية للجميع، رغم وقوع بعض الأضرار التي تأثرت بها بعض الأحياء السكنية نتيجة لهطول كميات كبيرة من الأمطار.
وقد جاءت هذه الموجة المطرية بعد موجة مطرية أخرى منذ أسابيع كانت على مدينة جدة، حيث تسببت ببعض الأضرار في بعض أحياء عروس البحر الأحمر، كتبت حينئذ مقالة في عكاظ بعنوان «جدة.. ومتلازمة المطر» وتساءلتُ في تلك المقالة عما إذا كان هناك أسباب إدارية أو معرفية تحول دون حل مشكلة مياه الأمطار من خلال خلق الفرص الكبيرة الكامنة والتي يمكن خلقها وإطلاقها باستثمار كميات هطول الأمطار في مختلف مناطق المملكة بما فيها مدينة جدة من خلال بناء شبكة أنابيب تشمل ضخ مياه الأمطار والمياه المعالجة إلى كافة مناطق المملكة على مدار العام لسقيا المساحات الخضراء تحقيقاً لرؤية المملكة و«السعودية الخضراء» واستزراع الغابات في النفود والربع الخالي والدهناء وفي كل الصحاري من خلال استنبات الأشجار المقاومة للتصحر والجفاف والعطش على جنبات الطرق السريعة والسكك الحديدية والطرق العابرة للمناطق والطرق الدولية العابرة للحدود، بل وحتى زراعة الأشجار المثمرة أحياناً. كما تساءلتُ ولازلت أتساءل عما إذا كان هناك فجوة إدارية بين الإستراتيجيات الثلاث: الزراعية والمائية والبيئية المنضوية والمنبثقة عن وزارة البيئة والمياه والزراعة وغيرها من الأجهزة والمؤسسات ذات الصلة.
لماذا الاستمرار بهدر مياه الأمطار، بجانب ما تسببه أحياناً من أضرار في الأحياء والطرق في بعض المدن؟ لماذا نزهد بمياه الأمطار، ولدينا رؤية كفيلة باستثمار كل الموارد وخلق كل الموارد؟ لماذا التفريط بمياه الأمطار، ولدينا مبادرة «السعودية الخضراء» الكفيلة بتحويل المملكة لبساط أخضر وأشجار؟ لماذا هدر مياه الأمطار، وفي يدنا أن نربط كل دول الجوار العربي بأحزمة خضراء من خلال مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر»؟ ولماذا توقفنا عند «عبقرية» السدود محدودة الأثر والتأثير وصممنا أذاننا وعيوننا عما سواها من أفكار ومقترحات، قد تكون أجدى وأهم بكثير من «عبقرية» السدود المكلفة التأسيس والمحدودة الأثر والتأثير؟
نحن قادرون بكل ما لدينا في المملكة من إمكانات وعقول وابتكارات ومعطيات تقنية وذكاء صناعي أن نربط العربة بالحصان (الفرص بالمخاطر) لتكون المملكة أكثر دولة في العالم تستثمر مياه المطر وأكثر دولة بمساحاتها الخضراء وغاباتها، ونتطلع في المستقبل القريب لإقامة شبكة أنابيب المياه العابرة لكل المناطق لتضخ مياه الأمطار والمياه المعالجة على مدار العام.