اكتسب الإعلام خلال الآونة الأخيرة بعد انتشار الفضائيات وقنوات التواصل الاجتماعي، الكثير من الزخم حول طبيعته ومهمته ورسالته والمشتغلين به، وفي الوقت الذي تمكن فيه البعض من استغلاله بصورة مسيئة ومغرضة لخدمة أجندات وأهداف مشبوهة، تمكنت الكثير من المنابر الأخرى من توظيفه في خدمة القضايا الوطنية من خلال دحض الشائعات وبث روح الوطنية بين المواطنين. والإعلام بطبيعته سلاح ذو حدين، يتم استخدامه كقوة ناعمة للتأثير في الرأيين العالمي والمحلي على حد سواء، وبإمكان الإعلام نشر الثقافات المختلفة وتصحيح المعتقدات الخاطئة التي تسبب في نشوئها الجمود الفكري بسبب بعض التقاليد الموروثة.
مع انتشار الكثير من المنصات الإعلامية وتسابق الكثير من القوى لحيازة ملكيتها لبث أفكار وتوجهات بعينها، تطفو على السطح الكثير من الأسئلة المتعلقة بالعمل الإعلامي، كأهدافه وتأثيراته، من يمكنه الإسهام فيه ومن لا يمكنه، المبادئ التي تنظم عمله وكيفية حماية الشعوب من الإعلام المسموم، كل هذه الأسئلة وغيرها تطرح مفهوماً جديداً عن الإعلام والإعلامي باعتبارهما أحد أهم العوامل المؤثرة حالياً في تشكيل المجتمعات وبلورة وعيها وثقافتها، وهو ما يطرح بدوره تساؤلاً عن ميثاق الشرف الإعلامي، ما هو تحديداً وكيف يمكننا تمييز الإعلام البناء من الهدام؟ وهل من الممكن وقف طوفان الغث الإعلامي الذي بدأ في الانتشار عبر الفضائيات والمنتديات المختلفة مجهولة المصدر بلا حسيب أو رقيب؟.
بداية يجب ملاحظة أن الإعلام ليس مجرد منبر أو زاوية في صحيفة يعبر خلالها من شاء عما يشاء، فالإعلام هو في جوهره رسالة عميقة المحتوى والهدف، ولتحقيق هذه الرسالة لا بد من توافر شروط عدة؛ من أهمها تمتع ما تتم كتابته بالمصداقية وعدم الاستخفاف بعقل القارئ، فالإعلامي الجاد يستهدف تقديم محتوى جاد موثق، يهدف من خلاله لنشر الوعي في المجتمع، ولذلك فالإعلامي الحقيقي هو شخص مثقف لديه القدرة على قراءة التاريخ جيداً والاستفادة من دروسه لرسم المستقبل بالشكل الأمثل من خلال عدم تكرار الأخطاء، لأن التاريخ هو مرآة عاكسة للكثير من الأوضاع الحالية، كما أن بعض المشكلات المزمنة قد يمتد تأثيرها السلبي لقرون قادمة، والإعلامي المخضرم لديه الإلمام التام بالعديد من المجالات الثقافية التي تتقاطع مع اهتماماته ومجال كتابته، كما أن الإعلامي المحترف لا بد أن يتمتع بمجال واسع من المهارات التحليلية، التي تمكنه من قراءة الكثير مما يختبئ خلف السطور، وتساعده على ربط الكثير من المواقف والأحداث مع بعضها البعض، على الرغم من تباعدها الظاهري وعدم احتوائها على رابط خارجي كما قد يظن البعض.
الإعلامي الحقيقي هو الشخص الذي يخاطب اهتمامات القراء ويسعى لفهم وعلاج مشكلاتهم المعيشية، لا ينعزل داخل برج عاجي يتناول هموم ومشاكل لا وجود لها إلا في خياله، فالإعلام، أولاً وأخيراً، هدفه التخفيف عن المواطنين وتخفيف حدة الواقع عليهم من خلال لفت أنظار المسؤولين للعديد من المشكلات التي تمسهم بشكل مباشر، كما أنه يجب على الإعلامي أن يجند نفسه للوقوف في وجه أعداء بلده، مشهراً قلمه الحاد كالسيف، لتصبح كلماته كالرصاص الذي يصيب الأعداء -ممن يتربصون بوطنه وشعبه- في مقتل، سواء كانوا أعداءً خارجيين طامعين في خيرات بلده ومواردها، أو داخليين متربصين راغبين في تفكيك اللحمة الوطنية وتشكيك مواطنيهم في كل نجاح أو إنجاز يتم تحقيقه، الإعلامي بمثابة جندي يخدم في صفوف جيش بلاده، لا هم له سوى الدفاع عنها وعن مصالحها.
بعض المهن لا يمكن امتهانها بالوراثة أو بالمحسوبية، ولعل أهمها هو الإعلام، فالإعلامي المحترف لا يمكن أن يستند سوى على مهاراته وملكاته الخاصة، وأيّاً كانت قوة واسطته فلن ينجح إلا إذا احترمه جمهور القراء، والقراء لا يحترمون سوى الإعلاميين الذين يلمسون صدقهم وبعدهم عن التحريض، الوطنيين الحريصين على مصلحة بلادهم وشعبهم وليس المنافقين المتلونين طبقاً لمصالحهم الخاصة، والإعلامي الذكي يعرف ما يقال ومتى يقال، فليس كل ما يعرف يقال، فلديه إحساس خفي غير مرئي أشبه بحس الفنان المبدع الذي يعرف كيف يخاطب جمهوره بمهارة، وفي المملكة العربية السعودية توجد العديد من الهيئات والجمعيات المتخصصة المنوط بها تحديد من يستحق لقب الإعلامي ومن لا يستحق، مثل هيئة الصحفيين السعوديين والجمعية السعودية لكتاب الرأي، فمنصات التواصل الاجتماعي أصبحت تزخر بمئات المنتحلين -من الوطن العربي ومن خارجه- ممن أسبغوا على أنفسهم لقب الإعلامي دون حتى أن ينتسبوا لأي مؤسسة صحفية أو قناة تلفزيونية.
من المؤكد أن حماية المواطنين من الغث الإعلامي الهابط لا يعتمد إلا على الرهان على وعي المواطن ذاته، فتلك المنصات لن تتوقف عن تحريضها من تلقاء نفسها، ولكن يلزمها أن تُجابَه بوعي وإدراك من قبل المواطن، وهنا تبرز أهمية دعم وترسيخ المنابر الإعلامية الصادقة، فهي الوحيدة القادرة على التصدي لهذا الطوفان الإعلامي الآتي من الخارج، الذي أقل ما يوصف به أنه خبيث مشكوك في نواياه وأهدافه، ولذلك فالإعلامي المخلص يمثل حائط الصد في وجه المنابر المشبوهة والمريبة، فالإعلام الآن غدا أداة فعالة ومؤثرة كثيراً في نهضة المجتمعات وتقدمها.
مع انتشار الكثير من المنصات الإعلامية وتسابق الكثير من القوى لحيازة ملكيتها لبث أفكار وتوجهات بعينها، تطفو على السطح الكثير من الأسئلة المتعلقة بالعمل الإعلامي، كأهدافه وتأثيراته، من يمكنه الإسهام فيه ومن لا يمكنه، المبادئ التي تنظم عمله وكيفية حماية الشعوب من الإعلام المسموم، كل هذه الأسئلة وغيرها تطرح مفهوماً جديداً عن الإعلام والإعلامي باعتبارهما أحد أهم العوامل المؤثرة حالياً في تشكيل المجتمعات وبلورة وعيها وثقافتها، وهو ما يطرح بدوره تساؤلاً عن ميثاق الشرف الإعلامي، ما هو تحديداً وكيف يمكننا تمييز الإعلام البناء من الهدام؟ وهل من الممكن وقف طوفان الغث الإعلامي الذي بدأ في الانتشار عبر الفضائيات والمنتديات المختلفة مجهولة المصدر بلا حسيب أو رقيب؟.
بداية يجب ملاحظة أن الإعلام ليس مجرد منبر أو زاوية في صحيفة يعبر خلالها من شاء عما يشاء، فالإعلام هو في جوهره رسالة عميقة المحتوى والهدف، ولتحقيق هذه الرسالة لا بد من توافر شروط عدة؛ من أهمها تمتع ما تتم كتابته بالمصداقية وعدم الاستخفاف بعقل القارئ، فالإعلامي الجاد يستهدف تقديم محتوى جاد موثق، يهدف من خلاله لنشر الوعي في المجتمع، ولذلك فالإعلامي الحقيقي هو شخص مثقف لديه القدرة على قراءة التاريخ جيداً والاستفادة من دروسه لرسم المستقبل بالشكل الأمثل من خلال عدم تكرار الأخطاء، لأن التاريخ هو مرآة عاكسة للكثير من الأوضاع الحالية، كما أن بعض المشكلات المزمنة قد يمتد تأثيرها السلبي لقرون قادمة، والإعلامي المخضرم لديه الإلمام التام بالعديد من المجالات الثقافية التي تتقاطع مع اهتماماته ومجال كتابته، كما أن الإعلامي المحترف لا بد أن يتمتع بمجال واسع من المهارات التحليلية، التي تمكنه من قراءة الكثير مما يختبئ خلف السطور، وتساعده على ربط الكثير من المواقف والأحداث مع بعضها البعض، على الرغم من تباعدها الظاهري وعدم احتوائها على رابط خارجي كما قد يظن البعض.
الإعلامي الحقيقي هو الشخص الذي يخاطب اهتمامات القراء ويسعى لفهم وعلاج مشكلاتهم المعيشية، لا ينعزل داخل برج عاجي يتناول هموم ومشاكل لا وجود لها إلا في خياله، فالإعلام، أولاً وأخيراً، هدفه التخفيف عن المواطنين وتخفيف حدة الواقع عليهم من خلال لفت أنظار المسؤولين للعديد من المشكلات التي تمسهم بشكل مباشر، كما أنه يجب على الإعلامي أن يجند نفسه للوقوف في وجه أعداء بلده، مشهراً قلمه الحاد كالسيف، لتصبح كلماته كالرصاص الذي يصيب الأعداء -ممن يتربصون بوطنه وشعبه- في مقتل، سواء كانوا أعداءً خارجيين طامعين في خيرات بلده ومواردها، أو داخليين متربصين راغبين في تفكيك اللحمة الوطنية وتشكيك مواطنيهم في كل نجاح أو إنجاز يتم تحقيقه، الإعلامي بمثابة جندي يخدم في صفوف جيش بلاده، لا هم له سوى الدفاع عنها وعن مصالحها.
بعض المهن لا يمكن امتهانها بالوراثة أو بالمحسوبية، ولعل أهمها هو الإعلام، فالإعلامي المحترف لا يمكن أن يستند سوى على مهاراته وملكاته الخاصة، وأيّاً كانت قوة واسطته فلن ينجح إلا إذا احترمه جمهور القراء، والقراء لا يحترمون سوى الإعلاميين الذين يلمسون صدقهم وبعدهم عن التحريض، الوطنيين الحريصين على مصلحة بلادهم وشعبهم وليس المنافقين المتلونين طبقاً لمصالحهم الخاصة، والإعلامي الذكي يعرف ما يقال ومتى يقال، فليس كل ما يعرف يقال، فلديه إحساس خفي غير مرئي أشبه بحس الفنان المبدع الذي يعرف كيف يخاطب جمهوره بمهارة، وفي المملكة العربية السعودية توجد العديد من الهيئات والجمعيات المتخصصة المنوط بها تحديد من يستحق لقب الإعلامي ومن لا يستحق، مثل هيئة الصحفيين السعوديين والجمعية السعودية لكتاب الرأي، فمنصات التواصل الاجتماعي أصبحت تزخر بمئات المنتحلين -من الوطن العربي ومن خارجه- ممن أسبغوا على أنفسهم لقب الإعلامي دون حتى أن ينتسبوا لأي مؤسسة صحفية أو قناة تلفزيونية.
من المؤكد أن حماية المواطنين من الغث الإعلامي الهابط لا يعتمد إلا على الرهان على وعي المواطن ذاته، فتلك المنصات لن تتوقف عن تحريضها من تلقاء نفسها، ولكن يلزمها أن تُجابَه بوعي وإدراك من قبل المواطن، وهنا تبرز أهمية دعم وترسيخ المنابر الإعلامية الصادقة، فهي الوحيدة القادرة على التصدي لهذا الطوفان الإعلامي الآتي من الخارج، الذي أقل ما يوصف به أنه خبيث مشكوك في نواياه وأهدافه، ولذلك فالإعلامي المخلص يمثل حائط الصد في وجه المنابر المشبوهة والمريبة، فالإعلام الآن غدا أداة فعالة ومؤثرة كثيراً في نهضة المجتمعات وتقدمها.