كانت أحد أهم ملفات الخلاف بين السعودية والرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما هي إيران، ومنذ توليه الحكم في فبراير العام 2008 دعا الرياض للتعاون واقتسام النفوذ مع إيران في الإقليم العربي، وكانت وجهة النظر السعودية تقول دائماً: ليس لإيران أي علاقة بالوطن العربي وليس لها الحق في التدخل، فهي تعيش على تخومه وليست جزءاً منه.
ولو فعلت الرياض ذلك لحصلت على الرضا الأمريكي، ولكن «السعودية» حينها لن تكون الدولة العربية الأصيلة التي عرفها العالم منذ تأسيسها «درع العرب وحصنهم الحصين»، فمسؤوليتها التاريخية والدينية كراعية للحرمين الشريفين، ومهد للغة العربية، ومنها انطلق الفرسان الأوائل لنشر الرسالة المحمدية تحتّم عليها مواقفها العروبية تجاه شعبها العربي ودوله ومصالحه.
لو أرادت السعودية أن تقتسم العالم العربي مع إيران كما اقترح الأمريكان، لكان نصف العرب يتحدثون الفارسية اليوم، بدلاً من لغتهم العربية، ولكان نصفهم الآخر يعملون خدماً في أضرحة مشهد وقم، لكن السعوديين المستقلين النبلاء، رفضوا دائماً التخلي عن أصالتهم حتى لو تعامل بعض العرب معهم بخشونة.
لم تختر الرياض أبداً الطريق السهل، بل وقفت دائماً مع أشقائها منذ عمليات التحرر من الاستعمار الإنجليزي والفرنسي حتى الآن.
ولنتذكر أهم حدث في العقد الأخير في العلاقة بين السعودية وأمريكا وإيران واليمن، والذي يشرح السعودية ويشرح كيف تدفع الفواتير الباهظة بسبب مواقفها العروبية. ففي ليلة 21 فبراير 2015 ضرب الهاتف في الديوان الملكي السعودي، وكان على الطرف الآخر الرئيس اليمني السابق عبد ربه هادي منصور، يطلب بإلحاح شديد باسمه وباسم اليمن حماية عروبة بلاده وشعبه من دنس الفرس المحتلين الذين بدأوا بالتسلل عبر الحوثيين.
القرار السعودي كان فروسياً وسريعاً وشجاعاً، بحماية رأس الدولة اليمنية ومصدر شرعيتها حتى لو أغضب ذلك الأمريكان، وتلبية حاجات الشعب والجيش اليمني للحفاظ على يمنيته وعروبته.
لم يكن ذلك وليد انفعال، ولا تهور سياسي، صحيح أن اليمن شقيق وأن إغاثته ونجدته واجب أخلاقي، لكن ذلك يسير أيضاً ضمن استراتيجية المملكة منذ نشأتها التي تتصدى لمحاولات وأطماع دول التخوم الأعجمية من اختراق الفضاء العربي أو المساس بأمن دوله.
وللتذكير بمواقف الرياض التي لا تتزحزح، قال الأمير سعود الفيصل في رد شهير موجه لوزير خارجية إيران السابق محمد جواد ظريف: وما علاقة إيران بالشأن العربي، رداً على مقترح إيراني للتفاهم مع السعوديين على اقتسام العالم العربي.
اليوم هناك من يتحدث من اليمنيين عن اتفاقيات أو تفاهمات قد تحدث بين الحوثيين والسعوديين على حساب اليمن، هل يعقل أن تعقد اتفاقات بين مليشيا وبين دولة في حجم المملكة؟ السعوديون ينظرون لليمن ككتلة واحدة فيها مكونات متعددة، إذا اتفقت هذه المكونات وتصالحت فهي خارطة الطريق نحو إنهاء الحرب الأهلية وتأسيس اليمن من جديد، لكن ذلك ليس سوى جزء من دعايات «أعدقاء» المملكة بهدف زعزعة ثقة اليمنيين بالسعودية.
كيف يظن البعض أن المملكة يمكن أن تتخلى عن اليمن لإيران بكل بساطة وهي من رفضت اقتسام المنطقة كلها مع إيران برعاية أمريكية؟ إن موقف الرياض الدائم هو أن لا تتخلى عن اليمن أبداً أو تتركه للحرب والقتال والفقر.
ولذلك ستبقى الرياض أكبر مناصري اليمن في طريقه نحو الاستقرار والأمن من خلال دعمها لحوار اليمنيين الوطني، بالجهد الدبلوماسي وبالأموال كما دعمت المرحلة الانتقالية من العام 2012 -2014م بـ 7.5 مليار دولار، وكذلك دعمها لاتفاق السلم والشراكة الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 2014م وحكومة بحاح التي شارك فيها الحوثيون، ودعمها لجهود الأمم المتحدة في عام 2015م في بيل وجنيف، وفي عام 2016م في الكويت وفي عام 2018م في ستوكهولم، وأعلنت عن مبادرتها للسلام في عام 2021م ولم تتخلَّ عن الحكومة ولا عن دعم السلام.
إن العقيدة السعودية في اليمن منذ تأسيس البلدين تقول:
لن تتخلى المملكة عن اليمن سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهو دأبها منذ عقود، وستبقى الرياض أكبر داعميه تنموياً واقتصادياً وأمنياً في مواجهة الإرهاب، والمساعدة في وقف الحرب الأهلية التي يعيشها اليمنيون.
ولو فعلت الرياض ذلك لحصلت على الرضا الأمريكي، ولكن «السعودية» حينها لن تكون الدولة العربية الأصيلة التي عرفها العالم منذ تأسيسها «درع العرب وحصنهم الحصين»، فمسؤوليتها التاريخية والدينية كراعية للحرمين الشريفين، ومهد للغة العربية، ومنها انطلق الفرسان الأوائل لنشر الرسالة المحمدية تحتّم عليها مواقفها العروبية تجاه شعبها العربي ودوله ومصالحه.
لو أرادت السعودية أن تقتسم العالم العربي مع إيران كما اقترح الأمريكان، لكان نصف العرب يتحدثون الفارسية اليوم، بدلاً من لغتهم العربية، ولكان نصفهم الآخر يعملون خدماً في أضرحة مشهد وقم، لكن السعوديين المستقلين النبلاء، رفضوا دائماً التخلي عن أصالتهم حتى لو تعامل بعض العرب معهم بخشونة.
لم تختر الرياض أبداً الطريق السهل، بل وقفت دائماً مع أشقائها منذ عمليات التحرر من الاستعمار الإنجليزي والفرنسي حتى الآن.
ولنتذكر أهم حدث في العقد الأخير في العلاقة بين السعودية وأمريكا وإيران واليمن، والذي يشرح السعودية ويشرح كيف تدفع الفواتير الباهظة بسبب مواقفها العروبية. ففي ليلة 21 فبراير 2015 ضرب الهاتف في الديوان الملكي السعودي، وكان على الطرف الآخر الرئيس اليمني السابق عبد ربه هادي منصور، يطلب بإلحاح شديد باسمه وباسم اليمن حماية عروبة بلاده وشعبه من دنس الفرس المحتلين الذين بدأوا بالتسلل عبر الحوثيين.
القرار السعودي كان فروسياً وسريعاً وشجاعاً، بحماية رأس الدولة اليمنية ومصدر شرعيتها حتى لو أغضب ذلك الأمريكان، وتلبية حاجات الشعب والجيش اليمني للحفاظ على يمنيته وعروبته.
لم يكن ذلك وليد انفعال، ولا تهور سياسي، صحيح أن اليمن شقيق وأن إغاثته ونجدته واجب أخلاقي، لكن ذلك يسير أيضاً ضمن استراتيجية المملكة منذ نشأتها التي تتصدى لمحاولات وأطماع دول التخوم الأعجمية من اختراق الفضاء العربي أو المساس بأمن دوله.
وللتذكير بمواقف الرياض التي لا تتزحزح، قال الأمير سعود الفيصل في رد شهير موجه لوزير خارجية إيران السابق محمد جواد ظريف: وما علاقة إيران بالشأن العربي، رداً على مقترح إيراني للتفاهم مع السعوديين على اقتسام العالم العربي.
اليوم هناك من يتحدث من اليمنيين عن اتفاقيات أو تفاهمات قد تحدث بين الحوثيين والسعوديين على حساب اليمن، هل يعقل أن تعقد اتفاقات بين مليشيا وبين دولة في حجم المملكة؟ السعوديون ينظرون لليمن ككتلة واحدة فيها مكونات متعددة، إذا اتفقت هذه المكونات وتصالحت فهي خارطة الطريق نحو إنهاء الحرب الأهلية وتأسيس اليمن من جديد، لكن ذلك ليس سوى جزء من دعايات «أعدقاء» المملكة بهدف زعزعة ثقة اليمنيين بالسعودية.
كيف يظن البعض أن المملكة يمكن أن تتخلى عن اليمن لإيران بكل بساطة وهي من رفضت اقتسام المنطقة كلها مع إيران برعاية أمريكية؟ إن موقف الرياض الدائم هو أن لا تتخلى عن اليمن أبداً أو تتركه للحرب والقتال والفقر.
ولذلك ستبقى الرياض أكبر مناصري اليمن في طريقه نحو الاستقرار والأمن من خلال دعمها لحوار اليمنيين الوطني، بالجهد الدبلوماسي وبالأموال كما دعمت المرحلة الانتقالية من العام 2012 -2014م بـ 7.5 مليار دولار، وكذلك دعمها لاتفاق السلم والشراكة الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 2014م وحكومة بحاح التي شارك فيها الحوثيون، ودعمها لجهود الأمم المتحدة في عام 2015م في بيل وجنيف، وفي عام 2016م في الكويت وفي عام 2018م في ستوكهولم، وأعلنت عن مبادرتها للسلام في عام 2021م ولم تتخلَّ عن الحكومة ولا عن دعم السلام.
إن العقيدة السعودية في اليمن منذ تأسيس البلدين تقول:
لن تتخلى المملكة عن اليمن سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهو دأبها منذ عقود، وستبقى الرياض أكبر داعميه تنموياً واقتصادياً وأمنياً في مواجهة الإرهاب، والمساعدة في وقف الحرب الأهلية التي يعيشها اليمنيون.