في هذا العصر الذي كردّ فعل على سيادة العنف والإرهاب والتشدد الإسلامي، كثرت المراجعات الجذرية لما كان بحكم المسلّمات بالتراث الإسلامي وبخاصة حول حقيقة ما ينسب للنبي من أمور لم ترد بالقرآن وتعتبر الأكثر إثارة للجدل، وللأسف بسبب التعصب من كل الجهات انتهى الأمر لأن تناول شخصية النبي بات محصوراً بتلك القضايا المثيرة للجدل ما بين من يصر على إثباتها معتقداً أنها نُصرة للنبي دون أي تمحيص لها، وبين من يصر على نفي نبوة النبي بسببها، لكن خارج صندوق هذا الطرح المتعصب ظهر مصدر جديد للمعرفة عن شخصية النبي وهو رؤية غير المسلمين للنبي برؤى المنام واليقظة؛ «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي» البخاري. «Ken Ballen- كينث بالين» مسؤول قضائي فدرالي أمريكي يهودي عمل مستشاراً للجان بالكونجرس ورئيس مؤسسة «غدٍ خالٍ من الإرهاب» المتخصصة بالدراسات عن الإرهاب وتقدم أبحاثها للحكومة الأمريكية والرئيس الأمريكي، قضى خمس سنوات بأبحاث ميدانية بالدول الإسلامية التي ينتشر فيها الإرهاب وقابل أكثر من مائة متورط بالإرهاب ومنهم مستشارون للملا عمر زعيم طالبان أثناء حياته لأجل كتابه «Terrorists in Love» عن الأسباب الشخصية التي تخلق القابلية لدى المسلمين للإرهاب، لكن الحدث الأكبر من أبحاثه، الذي صار ما يبدأ به كل محاضراته، كان رؤيته للنبي محمد برؤيا منام، وروى ردّ فعل مسؤول طالبان لما عرف عنها؛ كبّر أمام الناس وقال إنه عاش طوال حياته متلهفاً لرؤية النبي ولم يره، لكن بسبب أن أمريكياً يهودياً رأى النبي فهذا أدى لانقلاب لديه بأنه ربما ليس صحيحاً أن الإسلام أمر بقتل غير المسلمين وإلا لما كان رآه بالمنام يهودي أمريكي وبدأ مسؤول طالبان يتلو آيات السماحة والأخوّة الإنسانية بدل خطاب تبرير العنف وترك طالبان، وقال كينث إن الحادثة غيرت حياة مسؤول طالبان، والمفارقة أن أكثر نقطة ركز عليها بكتابه أن جميع قرارات طالبان وعموم الإرهابيين والجماعات الإرهابية تتم بناء على تفسير أحلام المنام! البروفيسور«Allan Keislar» بجامعة بركلي الأمريكية العريقة رأى النبي باليقظة عدة مرات وقال إنه كان يفيض طيبة وحباً، وأروع شهادات رؤية النبي هي لابنة أخت البابا شنودة بابا الأقباط واسمها «سير ماري تريز حنا» كانت راهبة 30 سنة في دير الفرنشسيكان الإيطالي، وعندما كانت بالمستشفى 1970م تحتضر بمرض ميؤوس من شفائه رغم علاجها بمستشفيات الغرب، رأت النبي محمداً عدة مرات باليقظة وشافاها بلمسة واحدة وأزال وشم الصليب من يدها وشهد على المعجزة طاقم المستشفى المسيحي وأسلموا وكذلك لجان النقاش اللاهوتي التي أرسلت لإقناعها أسلموا وهي أسلمت واتخذت اسم «إجلال» ولم تتراجع عن الإسلام رغم تعرضها للتعذيب الشديد لدرجة أنها أرادت الانتحار للخلاص منه لكن رأت النبي ومنعها من الانتحار، وهناك تسجيل بيوتيوب لمقابلة معها وبقيت آثار التعذيب على وجهها وجسدها واستضافها الملك فيصل للحج، وعبر الإنترنت يمكن مطالعة الأخبار والمقاطع لغير مسلمين يحكون رؤيتهم للنبي برؤى روحية تثبت نبوته، بالإضافة لرؤى «الموت المؤقت-NDE» عندما يتوقف قلب المريض وتخرج روحه من جسده قبل إنعاشه وبعض غير المسلمين رأى النبي، والبروفيسور البريطاني «Iain Edgar» المتخصص بالأنثروبولوجيا ودراسات الوعي -غير مسلم- له أبحاث وكتب عن رؤية النبي محمد بالمنام وأثرها بالواقع، وهناك كتاب بعنوان «Endless Grace: Dreams and Visions of the Prophet Through the Ages- اللطف اللامتناهي، أحلام ورؤى للنبي محمد عبر العصور». ربما يمكن إحداث ثورة بفهم الإسلام وشخصية النبي بجمع الرؤى عنه من غير المسلمين -لحياديتها- وتوثيقها ونشرها.