هل يتحمل العالم الأنانية المطلقة والمعايير المزدوجة لواشنطن والثمن الباهظ الذي يدفعه حلفاء أمريكا وكذلك باقي دول العالم الناتج عن سياسات أمريكا الأحادية المبنية على مصالحها ورغباتها في التحكم في العالم وموارده وخيراته بأبخس الأثمان وعلى حساب الإنسانية والبشرية. اللاجئون والمشردون في العالم ما هم إلا محصلة لسياسات أمريكا التي تسببت فيها على وجه المعمورة.
يقول صديقي الدكتور علي باوزير «قناعتي أن ما يحدث من انكسار بسرعة عجيبة للعملات في بعض الدول تقف وراءه أيادٍ مشبوهة، وهو انكسار لو شاءت تلك الحكومات أن تفعله بنفسها لما استطاعت...
وهو لا يختلف كثيرا عما شهدناه من انكسار سريع وفجائي للعملة الماليزية وانكسار مجموعة من الاقتصاديات الآسيوية عام 1998، بعد أن كانت نموذجا لاقتصاديات دول ناشئة وصاعدة بقوة...
وهو ذاته ما حدث في الاتجاه العاكس في الثمانينيات من الرفع الفجائي للعملة اليابانية مقابل الدولار بعد اختلال الميزان التجاري ما بين أمريكا واليابان بدرجة كبيرة، فهبطت قيمة الدولار مقابل الين (Yen) من 260 ينا (Yen) مقابل الدولار عام 1985 إلى ما هو أقل من 160 ينا (Yen) مقابل الدولار عام 1986، حتى وصل إلى ما هو أقل من 85 ينا (Yen) مقابل الدولار عام 1995... وما نتج عن ذلك من دخول اقتصاد اليابان في أزمة».
الدولار سلاح أمريكا المعلن والخفي، فهي تستطيع بالدولار أن تدفع ديونها من خلال طباعة مليارات الدولارات في مطابعها، الأمر الذي يكلفها لطباعة الورقة الواحدة فئة المئة أو الألف دولار مبلغ لا يزيد على بضعة سنتات. لهذا فقد استسهلت الإدارات الأمريكية التشريعية والتنفيذية صرف مليارات الدولارات دون خوف أو تردد، فالمطابع جاهزة وتعمل بكامل طاقتها لطباعة دولارات جديدة تدفعها للعالم سدادا لديونها من خلال عملتها التي فرضتها على العالم وجعلتها جزءا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي. ونظرا لأن دول العالم في معظمها تستخدم الدولار فمعنى ذلك أن التبادل بين أمريكا وباقي دول العالم في حقيقته تبادل بين سلع ومنتجات ومواد أولية أو مصنعة وبين نقود ورقية لا تساوي في حقيقتها غير تكلفة الورق والطباعة. وبذلك تشتري أمريكا مواد وخدمات حقيقية مقابل ورق غير ذي قيمة ومع ذلك يسيطر على الاحتياطات النقدية في العالم، والأكثر استخداما في المعاملات الدولية، حتى أن بعض الدول خارج الولايات المتحدة تتخذه كعملة رسمية لها، فيما تحتل «العملة الخضراء» في غيرها من بلدان مكانة شعبية وفق ما يعرف بـ de facto currency. هكذا تتلاعب أمريكا وحلفاؤها باقتصاديات العالم، والأهم من ذلك يمكن للولايات المتحدة وقف وصول الدولار إلى البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى عزل واستنزاف اقتصاداتها. يصف راغورام راجان، المحافظ السابق للبنك الاحتياطي الهندي (البنك المركزي) هذه القوة بأنها «سلاح اقتصادي للدمار الشامل».
التأريخ الأمريكي يظهر كيف استخدمت أمريكا عملتها لصالحها بعد أن كانت تستخدم الذهب والفضة والنحاس كعملة واستمر العمل بهذا النظام المالي إلى العام 1861 وعندما اندلعت الحرب الأمريكية الأهلية بين الشمال والجنوب، واحتاجت حكومة الشمال المركزية المزيد من الأموال من أجل خوض الحرب تم إنشاء العملة الورقية (الدولار الأمريكي بشكله الأخضر الحالي) عام 1862 وبدأت بطباعتها، بنهاية الحرب الأمريكية كان هناك 461 مليون دولار أمريكي مطبوع. ولم تكن العملة مغطاة بالذهب وقام الكونجرس الأمريكي بتجريم كل من يرفض التعامل بالدولار الأمريكي وفرض التعامل بها كورقة نقدية مبنية على الثقة بين الناس وبين الحكومة، حيث إنها لا تساوي شيئا في الواقع لأنها غير مغطاة بالذهب حتى عام 1879 وبعد حصول تضخّم هائل في الولايات المتحدة وخسارة الدولار الأمريكي لجزء كبير من قيمته، تمّ تغطية الدولار الأمريكي بالذهب. وفي عام 1929م حصل الكساد العظيم فقام الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بإلغاء تغطية الدولار بالذهب عام 1933م ولكنّه أعاد تغطية الدولار بالذهب عام 1934م.
يظهر لنا التأريخ الأمريكي كيف استخدمت واشنطن عملتها لصالحها دون أخذ في الاعتبار بمصالح الطرف الآخر، وكيف جعلت من عملتها وسيلة للسيطرة والحصول على الموارد والمواد مقابل ورق غير ذي قيمة.
إن سياسات الإدارة الأمريكية لا تطبق معايير أخلاقية في سياساتها الخارجية وإن ادعت غير ذلك، الدولار هو سلاح أمريكا الخفي المعلن الذي يضمن الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم.
يقول صديقي الدكتور علي باوزير «قناعتي أن ما يحدث من انكسار بسرعة عجيبة للعملات في بعض الدول تقف وراءه أيادٍ مشبوهة، وهو انكسار لو شاءت تلك الحكومات أن تفعله بنفسها لما استطاعت...
وهو لا يختلف كثيرا عما شهدناه من انكسار سريع وفجائي للعملة الماليزية وانكسار مجموعة من الاقتصاديات الآسيوية عام 1998، بعد أن كانت نموذجا لاقتصاديات دول ناشئة وصاعدة بقوة...
وهو ذاته ما حدث في الاتجاه العاكس في الثمانينيات من الرفع الفجائي للعملة اليابانية مقابل الدولار بعد اختلال الميزان التجاري ما بين أمريكا واليابان بدرجة كبيرة، فهبطت قيمة الدولار مقابل الين (Yen) من 260 ينا (Yen) مقابل الدولار عام 1985 إلى ما هو أقل من 160 ينا (Yen) مقابل الدولار عام 1986، حتى وصل إلى ما هو أقل من 85 ينا (Yen) مقابل الدولار عام 1995... وما نتج عن ذلك من دخول اقتصاد اليابان في أزمة».
الدولار سلاح أمريكا المعلن والخفي، فهي تستطيع بالدولار أن تدفع ديونها من خلال طباعة مليارات الدولارات في مطابعها، الأمر الذي يكلفها لطباعة الورقة الواحدة فئة المئة أو الألف دولار مبلغ لا يزيد على بضعة سنتات. لهذا فقد استسهلت الإدارات الأمريكية التشريعية والتنفيذية صرف مليارات الدولارات دون خوف أو تردد، فالمطابع جاهزة وتعمل بكامل طاقتها لطباعة دولارات جديدة تدفعها للعالم سدادا لديونها من خلال عملتها التي فرضتها على العالم وجعلتها جزءا لا يتجزأ من النظام المالي العالمي. ونظرا لأن دول العالم في معظمها تستخدم الدولار فمعنى ذلك أن التبادل بين أمريكا وباقي دول العالم في حقيقته تبادل بين سلع ومنتجات ومواد أولية أو مصنعة وبين نقود ورقية لا تساوي في حقيقتها غير تكلفة الورق والطباعة. وبذلك تشتري أمريكا مواد وخدمات حقيقية مقابل ورق غير ذي قيمة ومع ذلك يسيطر على الاحتياطات النقدية في العالم، والأكثر استخداما في المعاملات الدولية، حتى أن بعض الدول خارج الولايات المتحدة تتخذه كعملة رسمية لها، فيما تحتل «العملة الخضراء» في غيرها من بلدان مكانة شعبية وفق ما يعرف بـ de facto currency. هكذا تتلاعب أمريكا وحلفاؤها باقتصاديات العالم، والأهم من ذلك يمكن للولايات المتحدة وقف وصول الدولار إلى البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى عزل واستنزاف اقتصاداتها. يصف راغورام راجان، المحافظ السابق للبنك الاحتياطي الهندي (البنك المركزي) هذه القوة بأنها «سلاح اقتصادي للدمار الشامل».
التأريخ الأمريكي يظهر كيف استخدمت أمريكا عملتها لصالحها بعد أن كانت تستخدم الذهب والفضة والنحاس كعملة واستمر العمل بهذا النظام المالي إلى العام 1861 وعندما اندلعت الحرب الأمريكية الأهلية بين الشمال والجنوب، واحتاجت حكومة الشمال المركزية المزيد من الأموال من أجل خوض الحرب تم إنشاء العملة الورقية (الدولار الأمريكي بشكله الأخضر الحالي) عام 1862 وبدأت بطباعتها، بنهاية الحرب الأمريكية كان هناك 461 مليون دولار أمريكي مطبوع. ولم تكن العملة مغطاة بالذهب وقام الكونجرس الأمريكي بتجريم كل من يرفض التعامل بالدولار الأمريكي وفرض التعامل بها كورقة نقدية مبنية على الثقة بين الناس وبين الحكومة، حيث إنها لا تساوي شيئا في الواقع لأنها غير مغطاة بالذهب حتى عام 1879 وبعد حصول تضخّم هائل في الولايات المتحدة وخسارة الدولار الأمريكي لجزء كبير من قيمته، تمّ تغطية الدولار الأمريكي بالذهب. وفي عام 1929م حصل الكساد العظيم فقام الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت بإلغاء تغطية الدولار بالذهب عام 1933م ولكنّه أعاد تغطية الدولار بالذهب عام 1934م.
يظهر لنا التأريخ الأمريكي كيف استخدمت واشنطن عملتها لصالحها دون أخذ في الاعتبار بمصالح الطرف الآخر، وكيف جعلت من عملتها وسيلة للسيطرة والحصول على الموارد والمواد مقابل ورق غير ذي قيمة.
إن سياسات الإدارة الأمريكية لا تطبق معايير أخلاقية في سياساتها الخارجية وإن ادعت غير ذلك، الدولار هو سلاح أمريكا الخفي المعلن الذي يضمن الهيمنة الأمريكية على اقتصاد العالم.