-A +A
محمد سالم سرور الصبان
يوم أهل علينا منعشاً قلوبنا، ويزيدنا بهجة وسروراً. يوم التأسيس يعلو بنا شموخاً وفخراً بأننا قد وصلنا بالمملكة إلى هذا المستوى من التقدم الاقتصادي والوعي الاجتماعي والثقافي الكبير.

- مسيرتنا منذ المغفور له الملك عبدالعزيز، وهي تحقق أرقاماً نفتخر بها في فترة قصيرة في تاريخ الدول.


- ما تحقق في مجال الأمن واستتبابه، ساهم في الكثير من أهداف الرؤية ٢٠٣٠، وأزالت العائق الرئيس أمام المستثمر الأجنبي، الذي كان يتخوف من عدم استقرار عشرات من الدول، وتعيش تقلبات منتظمة من الاضطرابات، والأمثلة عديدة أمام ناظرينا، ويشهد العالم بأن السعودية هي من أكثر الدول استقراراً وأمناً.

- استمر اعتمادنا على النفط في الفترة الأولى من تنميتنا الاقتصادية، وهي مرحلة إقامة التجهيزات الأساسية من طرق وكباري وموانئ، ومدارس وجامعات، حتى أصبحنا ولله الحمد جاهزين للانطلاقة نحو التنويع الاقتصادي الحقيقي، في ظل تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية.

- وبخطواتنا التنموية المدروسة، أصبح اقتصادنا السعودي من أكبر عشرين اقتصاداً عالمياً، وتأهلنا لعضوية فعالة في مجموعة العشرين التي هي بمثابة مجلس إدارة الاقتصاد العالمي.

- وأصبح صندوق الاستثمارات العامة من ضمن أكبر الصناديق السيادية عالمياً، وأصبح شريكاً في مختلف المشروعات والشركات القائمة محلياً ودولياً.

- وعلى مستوى أسواق الطاقة العالمية، أصبحنا وروسيا نقود تحالفاً دولياً للمنتجين لا مثيل له، وأثبت فعاليته على مدار السنوات الماضية في تحقيق استقرار سوق النفط العالمية، وهو الذي يعرف بـ «أوبك +».

- مواقفنا تجاه مختلف الموضوعات السياسية الدولية متوازنة، وتضع مصالحنا القومية على رأس أولويات هذه المواقف.

- إذاً وخلال الفترة الماضية منذ تأسيس وتوحيد المملكة حققنا الكثير والكثير، وأصبحنا دولة مؤثرة إقليمياً ودولياً، ناهيك عن تأثيرنا الإسلامي الكبير، كوننا نضم كلاً من مكة المكرمة مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومدينة الرسول عليه الصلاة والسلام.

- موقعنا الجغرافي الإستراتيجي بين مختلف القارات أعطانا أهمية تجارية كبيرة، وأصبحنا مركزاً للعديد من الشركات العالمية، نظراً لحجم السوق الإقليمي الضخم الذي يُكوّنه السوق السعودي والأسواق المجاورة.

- لم نركن لهذه المزايا العديدة الضخمة، بل أجرينا كماً هائلاً من الإصلاحات الاقتصادية، من قوانين وإزالة مختلف العقبات أمام الاستثمارات المحلية والدولية، وعقدنا شراكات مع كبرى الشركات العالمية في مختلف القطاعات، واكتسبنا ثقة دولية متصاعدة.

- اتجهنا تدريجياً إلى بناء اقتصادنا المعرفي، بتطوير التعليم، وبناء الإنسان السعودي ليعود الثورة المعرفية وتوسعنا في الابتعاث للتعليم والتدريب، واكتسبنا الكثير في مجال تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، وكوناً أعداداً كبيرة من السعوديين المبدعين في مختلف المجالات، وتغطية الفجوة التقنية التي تفصلنا عن الدول الكبرى، ودخولنا مجالات مثل الذكاء الصناعي، حتى غدونا ننافس بدلاً من أن نقلد الآخرين، وأصبح لدينا علماء في مختلف المجالات، ويُستعان بهم في مختلف المنتديات الدولية.

هنالك الكثير والكثير جداً مما يمكن الحديث عنه عن نهضة مملكتنا الحبيبة منذ التأسيس، وحتى إن توقفنا للحظة عن إحصاء منجزاتنا الوطنية لكثرتها وتنوعها، ليقوم الآخرون طواعية، بهذه المهمة، وأمامهم الشواهد العديدة.

ولولا القيادة وخططها المدروسة والرشيدة -بعد الله- ابتداء من المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز، وأبنائه الذين واصلوا المسيرة، لما كان لنا أن نحقق كل هذا التقدم. صحيح أن إيرادات النفط ساعدتنا في ذلك، لكن كم هي الدول التي حققت مثل هذه الإيرادات بل وأكثر مقارنة بنسبة السكان ولم تتقدم الشيء الكثير في الميزان الاقتصادي العالمي. فهنيئاً لنا بكل ما تحقق، ويتحقق خلال الفترة القادمة، بفضل تضامن المواطن السعودي مع القيادة لتحقيق كل هذا وأكثر بإذنه تعالى.