-A +A
حمود أبو طالب
من أجمل الأشياء التي حدثت في المنتدى السعودي للإعلام الذي انعقد في الرياض الأسبوع الماضي، دعوة ضيوف المنتدى لحضور عرض خاص للمسرحية الشعرية الغنائية «معلقاتنا امتداد أمجاد» التي كنت أتمنى مشاهدتها فحققت اللجنة المنظمة للمنتدى هذه الأمنية، وبعد مشاهدتها تأكدت أننا ندشن تأريخاً مدهشاً للمسرح السعودي يليق بالتأريخ الجديد للوطن ويتسق مع كل التحولات المدهشة التي تحدث فيه.

فكرة المسرحية عبقرية في حد ذاتها، تنم عن مهارة ووعي كبير بكيفية توظيف الفن والتأريخ والشعر في سياق متسلسل ومنسجم لتقديم عمل مسرحي متكامل يحمل في مضامينه رسالة وطنية بأسلوب مبتكر، تستحضر تفاصيل الزمن والأحداث التي عاشتها الجزيرة العربية وصولاً إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى والثانية، ثم تأسيس المملكة وتوحيد أجزائها في الدولة الثالثة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وما شهدته من تطور مستمر وصولاً إلى العهد الذي نعيشه الآن، عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عهد الرؤية الواضحة والطموح اللا محدود.


المسرحية عمل متكامل وبديع في كل عناصره، فنياً وتقنياً وإخراجاً، يؤكد القيمة الحقيقية للمسرح وأهميته الكبيرة التي استمد منها وصفه بأبي الفنون. لقد أبدع بالفعل صاحب الفكرة والمشرف على المسرحية الأمير عبدالرحمن بن مساعد وفريقه في تقديم تحفة راقية جاءت في وقتها المناسب احتفاءً بيوم التأسيس، وكم سيكون مبهجاً لو أمكن عرض المسرحية في بقية مناطق المملكة كي يشاهد الناس نموذجاً فريداً في تقديم الرسالة الوطنية، ولكي يتعرفوا على المعنى الحقيقي للمسرح المحترم، وليس المسرح الذي ابتذله التهريج والتجهيل والسطحية.