• «أبو صالح يقول...»، هكذا كان يبدأ قصائده، وهكذا كنا نناديه، فهو -أي عطية- السوطاني لم يدرس في السربون، ولم يقرأ للعقاد أو يضمن قصائدة عبارات من وحي مسرحية شكسبير أكون أو لا أكون، لكنه كان أكثر الشعراء قدرة على خلق حوار مثير ومثرٍ في ساحة العرضة الجنوبية؛ لأنه يؤمن أن الشعر في ساحة العرضة «تصنعه اللحظة».
• عطية مات بعد أن أتعبه قلبه الطيب، لكن ما زال بيننا حيّاً من خلال إرث حفظه له جمهوره، وأقول جمهوره كون عطية رحمه الله شاعراً جماهيرياً، بل أعتبره الشاعر الأول في ساحة العرضة الجنوبية جماهيرياً كما هو ابن شائق عليه رحمة الله في ساحة المحاورة.
• ولا أعتقد هنا أنني أصنف بقدر ما أتحدث عن حالة شكلها عطية رحمه الله في ميدان العرضة الجنوبية الذي يتنافس على قمتها عشرات، وانفرد بجماهيريتها عطية السوطاني..!
• لا يؤمن بالثنائيات ولا بالتكتلات ولا يحدد من سيحضر معه، بل كان كما هو يلبي الدعوة ولا يفاضل بين حفلة وأخرى، ولا ينقض التزاماته من أجل زيادة مال، وهذا ما جعل الكل يحترمه.
• على الصعيد الإنساني طيب ومحب للجميع وكريم، وفي الميدان شاعر لا يشق له غبار.
• مات عطية السوطاني، وسيترك غيابه فراغاً كبيراً شعراً وجماهيرياً في ميدان كان سيده..!
• حدث له في ساحة لا تخلو من المنافسات مواقف تضع في خانة الحروب الخفية، لكنه لا يهابها؛ لأنه شاعر حقيقي يبحث عنه من أراد لمناسبته النجاح.
• مات عطية السوطاني، وسيظل كرسيه شاغراً في ساحة العرضة الجنوبية.
• التقيته كثيراً، وأجده كما هو عفويّاً لا يحب الثرثرة ولا يهوى الإعلام مع أنه كان مطلوباً في كل المنابر وما فتئ في القول منبري الميدان.
• مات عطية السوطاني ولم أجد إلا هذه الأسطر؛ لكي أرثي بها شاعراً أحبه الجمهور وساحة ستبدو بعد رحيله يتيمة..!
• رحم الله الشاعر عطية السوطاني، وغفر له. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
• أخيراً: «نضجت بالألم الذي لم يعلمني أحد كيف أتخطاه، وكبرت أكثر مما ينبغي حينما واجهت مواقف لم أتخيّل أبداً تجاوزها».