كتبت فتاة في أحد المعرفات عبر وسائط الاتصال الاجتماعي بأن مهرها عشرة آلاف ريال وتريد مقترحات من الفتيات بأوجه صرفه، توقفت لقراءة الردود والتي تفاوتت ما بين العملية والعقلانية وما بين المستهترة والساخرة، تبقى سردية الزواج في مجتمعنا متنوعة ومختلفة ومتمايزة، اللافت أن فتيات كل منطقة في المملكة لديهن «إستراتيجيات مختلفة» وعرضها اليوم من باب النقاش والتأمل وليس من باب «الحكم» أو التوجيه، فمثلاً مفردة «دبش العروس» رائجة في بعض أوساط الحجاز ولها معنى عملي متمثل بالمشتريات والهدايا، بالمقابل فإن مفردة «دبش» تستخدم لغوياً بشكل مختلف في الأوساط النجدية والبادية، حيث ترمز لمعنى ساخر ومغاير للمعنى الاجتماعي لدى مستخدميها لوصف ألبسة واحتياجات (العروس) قبل دخولها بيت الزوجية.
بكل حال فإن فكرة التجهيز تختلف باختلاف المهر والعمر والحالة الزواجية إن كانت زوجة أولى أو في نطاق التعدد، تتأثر قرارات الفتاة بعوامل عديدة وسرديات مختلفة وأمزجة متضادة، فالفتاة في بعض الأحيان والديموغرافيا مثلاً قد تكون مغيبة لحد ما عن مفاهيم الادخار والاستثمار؛ لأنها ببساطة لا تمتلك دخلاً مادياً مستقلاً أو حتى دخلاً مادياً مجزياً، وهذه النقطة الأساسية في جودة الحياة أن تبدأ الفتاة حياتها برؤية اقتصادية معتدلة ومنطقية قبل الارتباط حتى لا يكون (هدف مادي) يفشل لاحقاً كل بناء اجتماعي يترتب عليه. والأسوأ حين تتحول المعادلة وتستغل الفتيات الفقيرات بسيناريوهات مختلفة. ويتضمن سلوك التجهيز كممارسة اجتماعية الألبسة والمجوهرات والمقتنيات العينية، وتحرص بعض الثقافات على المجوهرات التقليدية، بينما تهتم الأسر ذات الدخل العالي بالأسماء العالمية وكل هذه القرارات الشرائية تشبه الأكواد التي تساعدك في فهم الحالة المادية لكل أسرة. وليس المهم هنا معرفة هذا المستوى بالضبط، لكن بلا شك أن قرارات الفتاة تتأثر بكل ما سبق، وكلما زاد الوعي المالي قلت كمية المشتريات وارتفعت قيمتها والعكس صحيح.
عروس اليوم ماذا تحتاج؟ هي ببساطة ربما لا تحتاج معظم هذه الكميات والكماليات بقدر ما تحتاج لدعم معنوي، ففكرة التسوق اليوم اختلفت والمعطيات كلها تغيرت. كما أن دخول الفتاة لحياة اجتماعية وانتقالها من كنف والديها لكنف زوجها وشريك حياتها يتطلب وعياً مضاعفاً اليوم بدورها الاجتماعي بالدرجة الأولى ودورها الداعم اقتصاديا لبناء نواة هذه الأسرة الصغيرة، وبقدر ما تدخر وتستثمر بقدر ما تجد مردوداً معنوياً وعملياً أكبر. نعم لقد تأخرنا كثيراً في جعل الأمور واضحة في ذهن النساء بعد سنوات من اختطاف الخطابات المتطرفة لوعيها وكيانها ووجودها وما بين التطرف المعاكس لتسخيف عقلها ووضعها في نسق ثقافي لا يشبهنا ومعادٍ للأسرة مهم أن تفهم الفتاة قيمتها وتستخدم عقلها دون خوف أو تسيير.
أخيراً، مع عصر الانفتاح والكاميرات الناقلة لكل لحظة من الجيد أن تنتقي ما يفيدك وتتجاوز عما لا يفيدك، ورغم ازدياد حدة التنافسية المادية فإن العقل الواعي دائما يختار البساطة، والإنسان السوي لا يستمد قيمته أو قيمة الآخرين من مظهرهم إنما من أرواحهم وجمال وجودها. تحتاج الأسرة اليوم أن تعيد قراءة واقعها بشكل موضوعي ومتسق مع الوقائع، لا يمكن مقارنة الأهالي القريبين من أطفالهم بالآخرين الذين يتركونهم لخيبات الحياة والصدف. والأكيد أن الأسرة التي تنطلق من الوعي لا يمكن أن تعود لنقطة الصفر بل تظل تنمو وتنمو حتى تثمر وتزهر وتبقى الملجأ الأول والأخير والملاذ الآمن لكل أفرادها.. كونوا بخير.
بكل حال فإن فكرة التجهيز تختلف باختلاف المهر والعمر والحالة الزواجية إن كانت زوجة أولى أو في نطاق التعدد، تتأثر قرارات الفتاة بعوامل عديدة وسرديات مختلفة وأمزجة متضادة، فالفتاة في بعض الأحيان والديموغرافيا مثلاً قد تكون مغيبة لحد ما عن مفاهيم الادخار والاستثمار؛ لأنها ببساطة لا تمتلك دخلاً مادياً مستقلاً أو حتى دخلاً مادياً مجزياً، وهذه النقطة الأساسية في جودة الحياة أن تبدأ الفتاة حياتها برؤية اقتصادية معتدلة ومنطقية قبل الارتباط حتى لا يكون (هدف مادي) يفشل لاحقاً كل بناء اجتماعي يترتب عليه. والأسوأ حين تتحول المعادلة وتستغل الفتيات الفقيرات بسيناريوهات مختلفة. ويتضمن سلوك التجهيز كممارسة اجتماعية الألبسة والمجوهرات والمقتنيات العينية، وتحرص بعض الثقافات على المجوهرات التقليدية، بينما تهتم الأسر ذات الدخل العالي بالأسماء العالمية وكل هذه القرارات الشرائية تشبه الأكواد التي تساعدك في فهم الحالة المادية لكل أسرة. وليس المهم هنا معرفة هذا المستوى بالضبط، لكن بلا شك أن قرارات الفتاة تتأثر بكل ما سبق، وكلما زاد الوعي المالي قلت كمية المشتريات وارتفعت قيمتها والعكس صحيح.
عروس اليوم ماذا تحتاج؟ هي ببساطة ربما لا تحتاج معظم هذه الكميات والكماليات بقدر ما تحتاج لدعم معنوي، ففكرة التسوق اليوم اختلفت والمعطيات كلها تغيرت. كما أن دخول الفتاة لحياة اجتماعية وانتقالها من كنف والديها لكنف زوجها وشريك حياتها يتطلب وعياً مضاعفاً اليوم بدورها الاجتماعي بالدرجة الأولى ودورها الداعم اقتصاديا لبناء نواة هذه الأسرة الصغيرة، وبقدر ما تدخر وتستثمر بقدر ما تجد مردوداً معنوياً وعملياً أكبر. نعم لقد تأخرنا كثيراً في جعل الأمور واضحة في ذهن النساء بعد سنوات من اختطاف الخطابات المتطرفة لوعيها وكيانها ووجودها وما بين التطرف المعاكس لتسخيف عقلها ووضعها في نسق ثقافي لا يشبهنا ومعادٍ للأسرة مهم أن تفهم الفتاة قيمتها وتستخدم عقلها دون خوف أو تسيير.
أخيراً، مع عصر الانفتاح والكاميرات الناقلة لكل لحظة من الجيد أن تنتقي ما يفيدك وتتجاوز عما لا يفيدك، ورغم ازدياد حدة التنافسية المادية فإن العقل الواعي دائما يختار البساطة، والإنسان السوي لا يستمد قيمته أو قيمة الآخرين من مظهرهم إنما من أرواحهم وجمال وجودها. تحتاج الأسرة اليوم أن تعيد قراءة واقعها بشكل موضوعي ومتسق مع الوقائع، لا يمكن مقارنة الأهالي القريبين من أطفالهم بالآخرين الذين يتركونهم لخيبات الحياة والصدف. والأكيد أن الأسرة التي تنطلق من الوعي لا يمكن أن تعود لنقطة الصفر بل تظل تنمو وتنمو حتى تثمر وتزهر وتبقى الملجأ الأول والأخير والملاذ الآمن لكل أفرادها.. كونوا بخير.